اكدت موسكو تمسكها بالحوار مع "القيادة الشرعية" في بغداد، فيما بدا أن العاصمة المصرية ستكون مسرحاً لتحركات جهات عراقية معارضة. وعلمت "الحياة" أن الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني سيزور القاهرة خلال الأيام المقبلة. وذكرت مصادر عراقية في القاهرة أن طالباني كان طلب من شخصيات مصرية ترتيب الزيارة للقاء مسؤولين بارزين في الحكومة ودرس تطورات الحالة العراقية، والتعاطي مع الاحتمالات القائمة لخطط أميركية تستهدف العراق عسكرياً. وكان طالباني زار القاهرة آخر مرة عام 1997 والتقى وزير الخارجية آنذاك عمرو موسى ومسؤولين آخرين، وللاتحاد مكتب في القاهرة منذ 5 سنوات، يديره حازم اليوسفي وينشط في حوارات وصلات مع القوى السياسية المصرية والمنظمات الأهلية. وتأتي زيارة طالباني القاهرة بعد انتهاء قيادة الاتحاد من اجتماع مهم عقد في مدينة السليمانية بداية الشهر الماضي، قالت مصادر إنه خصص للبحث في الموقف الذي سيتخذه الأكراد من الجهود الاميركية الرامية الى تغيير نظام الرئيس صدام حسين. وذكرت المصادر أن القاهرة استقبلت نهاية الشهر الماضي الأمين العام ل"حركة الوفاق الوطني" المعارضة أياد علاوي، بعد زيارة مماثلة قام بها ممثل ل"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" هو بيان جبر. وتشكل الأطراف الثلاثة مع الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني ما يسمى "مجموعة الأربعة" التي يتوقع أن تلعب دوراً كبيراً في حال حدوث تغييرات في العراق. الى ذلك، نفت موسكو رسمياً وجود اتصالات مع المعارضة العراقية. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر ياكوفنكو ان بلاده ترى ضرورة "الحوار مع القيادة الشرعية التي تمثل العراق رسمياً". ورداً على سؤال هل لدى موسكو معلومات عن توسيع الاتصالات بين واشنطن والمعارضة العراقية، خصوصاً الشيعية، قال ياكوفنكو ان الجانب الروسي "ليست لديه معلومات أكيدة"، لكنه أشار الى أن روسيا "مطلعة على انباء كثيرة في هذا الشأن، ونتابعها باهتمام".