اتصل الرئيس الاميركي جورج بوش بولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز، امس، بعد تصريحات نوّه فيها بوش ب "تقدم" يحرز في الاصلاحات الفلسطينية وبأن واشنطن ستواصل جهودها في المنطقة حتى مع بقاء الرئيس ياسر عرفات في السلطة. ورحبت السعودية بهذه التصريحات فوصفها وزير الخارجية الامير سعود الفيصل بأنها "ايجابية"، فيما اعتبرتها مصادر سعودية مسؤولة "تطوراً ايجابياً" في الموقف الاميركي تجاه السلطة الفلسطينية. راجع ص 3 و 4 و 6 كذلك اتصل الرئيس بوش برئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وقال الناطق باسم البيت الابيض ان بوش بحث مع الامير عبد الله وشارون في "اهمية انتهاج طريق السلام في الشرق الاوسط... ومسؤولية الاطراف المختلفة في ان تقوم بدورها". وكان بوش قال في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض اول من امس: "اعتبر ان تقدماً كنت طالبت باحرازه قد تحقق في مجال اقامة المؤسسات اللازمة لانشاء دولة فلسطينية والتي تعطينا الثقة بقدرتها على مكافحة الانشطة الارهابية". ولم يتحدث بوش عن جدول زمني لانسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي الفلسطينية المحتلة. لذا رأى نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس عرفات ان الحديث عن تقدم "مشجع لكنه لا يكفي"، وشدد على الانسحاب الفوري للجيش الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية "حتى يمكن الحديث عن تقدم جدي وحقيقي". من جهة اخرى، ا ف ب عبر الاتحاد الاوروبي امس عن موقف اوضح من الاحتلال الاسرائيلي، اذ حض وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد، اسرائيل على "العمل بصورة بناءة" لاجراء انتخابات فلسطينية و"الاسهام في ضمان امن هذه العملية الانتخابية عن طريق الانسحاب من المدن والاراضي الفلسطينية المحتلة". واضاف ان "على الاسرائيليين ان يغادروا المناطق المحتلة لأنه سيكون من الصعب تنظيم انتخابات مع وجود القوات الاسرائيلية في المدن الفلسطينية". وفي موسكو اجرى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد خلالها ضرورة قيام دولة فلسطينية في غضون ثلاث سنوات. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر ياكوفنكو ان "الرباعية" الدولية وافقت على عقد لقاء على مستوى وزاري "في وقت قريب جداً". وكانت وزارة الخارجية الاميركية توقعت رويترز ان تجتمع "رباعية" الشرق الاوسط في نيويورك في 15 تموزيوليو الجاري لتنسيق السياسات في ما بينهم. وقالت مصادرسعودية ل"الحياة" ان التعامل الايجابي مع الرؤية الاميركية لحل قضية الشرق الاوسط سيعمل على تطوير الموقف الاميركي ايجابياً تجاه بعض النقاط التي يرى العرب والفلسطينيون انها سلبية". ووضعت المصادر جولة الامير سعود الفيصل امس على الكويت وابوظبي والمنامة، بعد مسقط أول من أمس، في اطار التنسيق بين السعودية وحلفائها الخليجييين. وأشارت الى ان هدف الجولة الاتفاق على رؤية خليجية مشتركة للتعامل العربي الايجابي مع الرؤية الاميركية التي اعلن عنها الرئيس بوش الشهر الماضي لاحلال السلام في الشرق الاوسط. ومن المقرر ان تركز اجتماعات لجنتي المبادرة والمتابعة العربيتين في القاهرة غداً وبعد غد على خطة عربية لاسلوب التعامل مع الجهود الدولية والاميركية المبذولة بشأن الوضع في الاراضي الفلسطينية وحل قضية الشرق الاوسط وخصوصاً لدى اجتماع اللجنة الدولية الرباعية. وأوضحت المصادر ان السعودية تعمل على تطوير المواقف الاميركية نحو الافضل تجاه العرب والفلسطينيين بشكل خاص، وذلك بالتنسيق مع القاهرة وعمان ورام الله بالاضافة الى دول عربية معنية اخرى مثل سورية ولبنان والمغرب. واشارت المصادر الى ان الرياض رأت ان رؤية بوش للسلام في الشرق الاوسط تتضمن العديد من البنود الواردة في مبادرة السلام العربية مثل الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة ووقف الاستيطان واقامة الدولة الفلسطينية وانه اذا كان في الرؤية الاميركية تجاهل لبعض المطالب العربية مثل موضوع عودة اللاجئين الفلسطينيين، فإن الحوار مع واشنطن سيؤدي الى تطوير موقفها مثلما حصل مع موضوع تصريح الرئيس بوش بشأن الاصلاحات الفلسطينية الذي يعتبر تطوراً ايجابياً.