واشنطن - "الحياة" - افتتح في واشنطن يوم الجمعة الماضي معرض للآثار المصرية تحت عنوان "البحث عن الخلود... كنوز مصر القديمة". وحضر حفلة الافتتاح، في متحف الفن الوطني في واشنطن، نبيل فهمي سفير مصر لدى الولاياتالمتحدة، والدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى المصري. وكان الرئيسان المصري حسني مبارك والاميركي جورج بوش تبادلا رسالتين موجهتين الى زوار المعرض يشيران فيهما الى روعة تراث الفن والمعرفة في مصر القديمة وأهمية المعرض في إبراز الثقافة المصرية، خصوصاً للأجيال الجديدة في الولاياتالمتحدة. وتحدث في الافتتاح كل من السفير نبيل فهمي والدكتور زاهي حواس وايرل باول مدير متحف الفن الوطني الأميركي، إذ القي كل منهم كلمة قصيرة استعرض فيها أهمية المعرض في نقل روح الحضارة المصرية القديمة وفائدته في دعم التواصل الثقافي بين الشعبين المصري والاميركي. وحضر الافتتاح أكثر من 500 من كبار الشخصيات الاميركية، بينهم اعضاء بارزون في الكونغرس، وأساتذة جامعات متخصصون في مجال العمل الأثري وعلوم المصريات، ومهتمون بالآثار من جنسيات مختلفة. واستمتع هؤلاء باليوم الأول للمعرض، وصاحب جولاتهم بين التحف الأثريّة، عزف على آلة القيثارة التي اشتهر بهاء قدماء المصريين من أمثال العازفة المصرية منال محيي الدين. وأثار انتباه الحاضرين أسلوب عرض القطع الأثرية التي يعرض عدد منها خارج مصر للمرة الاولى وتعكس فكرة البحث عن الخلود. يضم المعرض 143 قطعة تم جمعها من مواقع اثرية عدة، ويعرض آثار الملك تحتمس الثالث الذي يعتبر من أهم ملوك مصر في العصر الفرعوني وتعرف عنه حملاته العسكرية لإقرار السيادة المصرية على الشرق القديم. وسيطّلع الزوار على نموذج كامل مستنسخ لمقبرة الملك تحتمس الثالث الموجودة في وادي الملوك في البر الغربي في الأقصر. وسيهدى هذا النموذج بعد انهاء فترة العرض في الولاياتالمتحدة الى مصر. ويضم المعرض قطعتين مهمتين تعرضان في حفلة الافتتاح فقط وتعادان بعدها الى مصر، هما تابوت السيدة "اعج حتب" والدة الملك احمس، وتابوت الملك خنسو. وبين المعروضات مجموعة من التماثيل الخشبية والحجرية ذات الأحجام المختلفة ولوحات أثرية وقطع من الحلي المصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة والتوابيت وأدوات البناء وقطع الأثاث الجنائزي، وتعكس تلك القطع فكرة الخلود عند المصري القديم، كما تعكس مقدرة الفنان المصري القديم في مجالات النحت والتصوير والنقش. وكان مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للآثار وافقا على خروج القطع الأثرية من مصر في مقابل تأمين قدره 410 ملايين دولار طوال إقامتها في مجموعة كبيرة من المدن في الولاياتالمتحدة الاميركية وكندا. وتأمل الحكومة المصرية بأن يساعد المعرض على جذب السياح الأميركيين مجدداً إلى المنطقة، بعد إحجام أكثر من 90 في المئة منهم عن السفر للسياحة بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001. ويقدر العائد المنتظر من المعرض بنحو 13 مليون دولار، سيستخدم في ترميم المواقع الأثرية المصرية وتطويرها. والمعرض الذي يعدّ الأول من نوعه في الولاياتالمتحدة منذ ربع قرن، يفتح أبوابه للجمهور حتى 14 تشرين الاول اكتوبر المقبل. وينطلق بعدها في جولة تشمل 13 متحفاً في عدد من الولايات الاميركية والكندية تستمر خمس سنوات.