واشنطن، الناصرة - "الحياة"، أ ف ب - أعطت واشنطن أمس مؤشراً آخر الى اصرارها على تغيير القيادة الفلسطينية واعتباره شرطاً لإقامة دولة فلسطينية. في غضون ذلك تستعد الحكومة الاسرائيلية لإلغاء آخر "رموز" التعاون الأمني مع الفلسطينيين، بحل مكاتب الارتباط واعتبار الأمن مسؤولية اسرائيلية كاملة. واعلن مسؤولان كبيران في ادارة الرئيس جورج بوش امس انه لا يمكن احراز تقدم نحو السلام في الشرق الاوسط من دون حصول تغيير على رأس القيادة الفلسطينية. اذ قالت مستشارة البيت الابيض لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس في مقابلة اجرتها معها شبكة "ان بي سي" التلفزيونية: "طالما لم يحصل تغيير في القيادة الفلسطينية، لن يتم احراز تقدم نحو السلام". وسئلت رايس عن المخاوف من أن تحل قيادة أكثر راديكالية محل الرئيس الفلسطيني الحالي ياسر عرفات بعد الانتخابات، فاعتبرت أنه "ينبغي اعطاء الشعب الفلسطيني فرصة لاختيار" قادته. واضافت: "علينا القيام بشيء مختلف عما قمنا به حتى الان في الشرق الاوسط". وقالت رايس رداً على سؤال عن موقف الولاياتالمتحدة إذا أدت الانتخابات المقررة في مطلع 2003 الى فوز ياسر عرفات: "لا يمكننا تحقيق السلام مع القيادة الحالية". ومن جهته اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس انه لا ينوي التحدث مع الرئيس عرفات في الوقت الحاضر. وقال باول في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية: "ليس لدي اي مشروع" للحديث مع عرفات معتبرا ان القيادة الفلسطينية الحالية "غير سليمة". واكد ان الرئيس الاميركي "سيعمل بجدية للتوصل الى اقامة دولة فلسطينية. لكن ذلك يتطلب قيادة فلسطينية جديدة تدين الارهاب بدلا من تشجيعه". واوضح باول ان الادارة الاميركية تتباحث حاليا "مع العديد من القادة الفلسطينيين" لكنها لم تجر اتصالات مع عرفات منذ خطاب الرئيس بوش الاثنين الماضي. وأشار الى ان مساعده لشؤون الشرق الاوسط ويليام بيرنز سيتوجه غداً الثلثاء الى لندن ليلتقي اعضاء "المجموعة الرباعية" الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة. وسيكون هدف الاجتماع خصوصاً مناقشة اقتراحات الرئيس بوش لتسوية مسألة الشرق الاوسط. وفيما قالت مصادر اسرائيلية ان حكومة ارييل شارون تعتزم الغاء مكاتب الارتباط الاسرائيلية - الفلسطينية قريباً ليتولى جيشها كامل المسؤولية عن الامن في الاراضي الفلسطينية، استقبل الرئيس حسني مبارك وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات وتسلم منه رسالة من الرئيس عرفات. واعلن وزير الخارجية المصري احمد ماهر دعم مصر القيادة الفلسطينية المنتخبة، مجدداً المطالبة ب"ايضاحات" اميركية لكيفية تنفيذ عناصر أساسية في بيان الرئيس بوش، مثل الانسحاب ووقف الاستيطان والعدوان وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والجدول الزمني لكل ذلك. وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية امس ان اسرائيل ستلغي قريبا مكاتب الارتباط الاسرائيلية - الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة التى كانت تشكلت عام 1995 بموجب اتفاقات اوسلو. وقالت الصحيفة ان الغاء احد آخر رموز التعاون الامني بين اسرائيل والفلسطينيين يعني ان اسرائيل ستأخذ على عاتقها كامل مسؤولية الامن في الاراضي الفلسطينية. واشارت الصحيفة الى ان الدولة العبرية ستتحمل ايضاً في مرحلة لاحقة مسؤولية الشؤون الادارية للسكان المدنيين في الاراضي الفلسطينية. الا ان وزارة الدفاع الاسرائيلية استبعدت نهائياً الاحتمال الأخير. ولم يتأكد أمر إلغاء مكاتب الارتباط من أي مصدر آخر.