لم يتمكن المجلس العدلي امس من متابعة استجواب المدعى عليهم في احداث الضنية بسبب الحال الصحية التي اخذت تزداد سوءاً لبعض المضربين منهم عن الطعام وغياب عدد من وكلاء الدفاع عنهم. وكانت الجلسة عقدت برئاسة القاضي نصري لحود وحضور النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم. ولدى تلاوة اسماء الموقوفين تبين ان تسعة منهم لم يتم سوقهم الى الجلسة وحين ذكر اسما احمد ابو الغوش وعمر الرفاعي ابلغ الموقوفون المحكمة انهما أُدخلا المستشفى. وشكا آخرون من ان بعضهم يتعرض للشتائم داخل القفص فرد القاضي لحود "ان هذا الكلام غير صحيح وأنتم تفتعلون ذلك من اجل لفت النظر، فإذا استمررتم على هذه الحال فإنني سأرفع الجلسة". واخترق سكون قاعة المحكمة صدى صراخ من غرفة ملاصقة وأصوات ركل على الأبواب فحدثت جلبة داخل القاعة. وتبين لاحقاً ان سبعة متهمين هم من عداد المضربين عن الطعام يحدثون هذه الأصوات طالبين دخول القاعة فأمر القاضي لحود بإحضارهم وهم سعيد ميناوي، إيهاب البنا، محمد فاضل، احمد الدرج، عبدالمنعم زعرور، محمد خالد وفواز النابلسي. وبدت اجسادهم هزيلة ولا سيما محمد خالد وإيهاب البنا الذي كان خائر القوى متكئاً على عسكريين يجر رجليه جرّاً على الأرض. واستووا على مقاعدهم في حال صحية صعبة وتحدث بعضهم عن سوء المعاملة التي يتعرضون لها وهم مضربون عن الطعام منذ 17 يوماً وعن الماء منذ أربعة ايام، اضافة الى حرمانهم من زيارة اهلهم لهم وذهب احدهم فواز النابلسي الى حد القول ان القاضي عضوم أوعز الى إدارة السجن بتعذيبهم وبسجنهم افرادياً وبمنعهم من الصلاة، الأمر الذي نفاه عضوم قائلاً: "هذا محض افتراء". وأكد وجود نظام في السجن ينص على انه عندما يضرب الموقوف عن الطعام يوضع في الانفراد وتحت رقابة طبية يومية ويمنع من القيام بأي عمل من شأنه ان يؤثر في وضعه الصحي، وقد سمحت لبعض وكلاء المتهمين وخلافاً للقانون بزيارة المضربين عن الطعام وكذلك اهاليهم لحملهم على فك الاضراب، أما اذا أرادوا الاستمرار بالاضراب فهذا شأنهم على رغم حرص النيابة العامة على رعايتهم الطبية وسلامتهم". فعقب النابلسي قائلاً: "وهل نظام السجن يمنعنا من الصلاة؟" فنفى عضوم ذلك مجدداً، إلا ان زعرور اصر على الاستمرار في الاضراب عن الطعام "حتى إخلاء سبيلنا او الموت". فيما رفع آخر وصية كتبها داخل السجن، مؤكداً استمراره بالاضراب عن الأكل حتى الموت وهنا طلب البنّا الاستعجال في استجوابهم لإنهاء محاكمتهم لإخلاء سبيلنا إذ انه قضى على توقيفنا اكثر من سنتين ونصف السنة. فخاطبه الرئيس لحود "كيف يمكننا استجوابكم وأنتم على هذه الحال وضعكم الصحي غير مناسب وليس في إمكانكم حتى الوقوف". اما المتهم الدرج الذي يزداد وضعه الصحي سوءاً إذ ان رجله اليمنى معرضة للقطع نتيجة للالتهابات الحادة غرغرينا التي أثرت في عموده الفقري وهو في حال إعياء شديدة بحسب محاميه. فقدم الرئيس عضوم تقريراً عنه الى المحكمة يفيد انه كان كلف الطبيب جلال الناطور الكشف عليه ومدى حاجته لإجراء جراحة وأنه قدم تقريراً عن وضعه الصحي فتبين انه يعاني كسراً قديم العهد في الكاحل الأيمن مع تورّم وقد أجريت له جراحة سابقة لكنه لا يزال يعاني منه ويحتاج الى جراحة لكن غير مستعجلة". وهنا أرجأ لحود الجلسة بسبب وضعهم الصحي وغياب بعض المحامين الى الجمعة 28 حزيران يونيو الجاري متمنياً ان يعود المتهمون بصحة تامة لحضور الجلسة وبكامل قواهم العقلية.