أعلن المدعي العام العدلي القاضي عدنان عضوم ان النيابة العامة ستفتح تحقيقاً في معلومات عن "تعذيب وسوء معاملة واضطهاد" يتعرض لها موقوفون ومتهمون في حوادث الضنية، نهاية عام 1999، كشف عنها احدهم في جلسة المجلس العدلي التي عقدت امس برئاسة القاضي منير حنين. وكان حنين رفع الجلسة بعد قليل على انعقادها الى 4 أيار مايو المقبل، بعدما تبين عدم استكمال الاجراءات الشكلية المتعلقة بانفاذ قرارات مهل صدرت في حق متهمين وتقرر محاكمة هؤلاء غياباً واعتبارهم فارين من وجه العدالة. وقبل ارفضاض المجلس العدلي، طلب الموقوف ايهاب البنا الكلام "لأمر ضروري وخطير". وقال: "نحن لم نصعد الى الجبل الضنية بهدف قتال الجيش. ولكن مذ اعتقلنا، وخصوصاً في الأشهر الأخيرة، نتعرض لموجة من الكراهية والحقد وشدة من الحراس علينا، ونستهدف بالضرب والتعذيب ونتعرض للاضطهاد والشتائم من اشخاص معروفين بالاسم ومن رتب مختلفة". وأضاف: "انهم يوجهون الينا كلاماً نابياً ومعيباً يمس بكرامتنا وأعراضنا ونربأ بأنفسنا ان نقوله امامكم. لا نشعر اننا 24 انساناً داخل السجن لأننا نعامل كالحيوانات". فسأله حنين: "هل ما تقوله يحصل الآن او حصل عند توقيفكم؟". فرد "انه يحصل معنا يومياً وان شئتم، كشفنا عن اجسادنا لنريكم الآثار، اضافة الى حالات الجرب التي اصبنا بها من جراء المعاملة اللاانسانية". فتشاور حنين مع اعضاء المجلس والتفت نحو عضوم الذي عجب ل"هذا الكلام الجدير بالاهتمام"، وقال: "إن النيابة العامة لن تقبل بأن يتعرض اي موقوف لأي معاملة مخالفة للقانون، نحن نقلناكم الى سجن رومية من اجل تحسين اوضاعكم، وسنفتح تحقيقاً، واذا ثبت صحة ما تقولونه فستتخذ الاجراءات اللازمة في حق من قام بها وسننزل به العقوبة، واذا ثبت عدم ذلك فلكل حادث حديث". الا ان والدة احد العسكريين الذي استشهدوا في احداث الضنية من آل الفلوطي المدعية الشخصية ماري سعد خاطبت الموقوفين بصوت عالٍ قائلة: "قليل عليكم هذه المعاملة، جرثومة المجتمع انتم". واستخدم حنين مطرقته لتهدئة الموقف. لكن احد الموقوفين انتفض من مكانه وصرخ بأعلى صوته: "لقد بدأ اثنان منا الاضراب عن الطعام قبل يومين احتجاجاً على المعاملة السيئة واذا لم تتوقف فإن الاضراب سيشمل الجميع". فحصل هرج ومرج داخل القاعة وعلت اصوات الاحتجاج من اهالي الموقوفين وصيحات التكبير والتدافع. وتقدم البعض نحو قفص الاتهام، ما دفع وحدة المكافحة في الجيش الى التدخل والطلب من الجميع مغادرة القاعة فوراً. وقال وكيل الدفاع اكرم خضر ل"الحياة" انه في صدد اعداد شكوى لتقديمها الى النيابة العامة على بعض حراس السجن، مسمياً إياهم.