أرجأ المجلس العدلي اللبناني للمرة الثانية امس جلسته المخصصة لمحاكمة المدعى عليهم في قضية الاعتداء على أمن الدولة خلال احداث الضنية الى 30 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، والموقوف فيها 27 شخصاً وجاهاً وآخرين فارين من وجه العدالة ابرزهم رئيس "عصبة الانصار" ادرجت على لائحة الارهاب احمد عبدالكريم السعدي الملقب ب"ابو محجن" والمحكوم غياباً بالإعدام. وجاء الإرجاء بعد اقل من نصف ساعة على التئام هيئة المجلس برئاسة القاضي منير حنين وحضور النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم والمحامية العامة التمييزية القاضية ربيعة عماش قدورة، وبناء على استمهال المحامي سعدي قلمون بوكالته عن المتهم الموقوف عبدالمنعم زعرور تمكيناً له من الاطلاع على الملف والاجتماع بموكله، إذ انه تولى الدفاع عن المتهم في الخامس من الشهر الجاري بعدما اعتزل المحامي نبيل عويدات في الجلسة السابقة وكالته عن المتهم المذكور "لأن الأخير لم يلتزم بما اتفق عليه معه"وهو قول الحقيقة امام المحكمة. وبعدما سئل القاضي عضوم ،رأيه ترك الأمر للمجلس العدلي الذي وافق على تأجيل استجواب المتهم ليتسنى له الاطلاع على الملف. وكان عضوم تقدم قبل إرجاء الجلسة بمستند سيسقط ما ادلى به المتهم خليل عكاوي في الجلسة السابقة بالنسبة لتعرضه للضرب على رأسه وهو معصوب العينين وموثوق اليدين من الخلف اثناء سوقه الى قصر العدل. ويتضمن المستند التحقيقات التي اجريت بناء لاستنابة سطرها عضوم للتحقيق في مضمون الشكوى مع عكاوي والدورية التي تولت نقل الموقوفين وتليت علناً، إذ تبين ان شجاراً حصل بين عكاوي وحارس الغرفة في سجن رومية ادى الى التدافع بين الاثنين تدخلت على اثره عناصر امنية وفضّت الاشكال. ولدى سوق عكاوي الى المحكمة طُلب منه الانحناء في سيارة "الجيب" فلم يستطع لعدم تمكنه من ذلك فطُلب منه الجلوس ارضاً ووضعت الاصفاد في يديه اعتقاداً من المولجين الحراسة انه يرفض الانحناء ووضعوا عصبة على عينيه، وأثناء المسير ارتطم رأسه بجانب السيارة ما ادى الى اصابته بخدوش، ولدى وصوله ظن رفاقه انه تعرض للضرب وأبلغ محاميه بالأمر فتقدم بشكوى ضد افراد الدورية لكن تبين ان الأمر حصل بصورة عرضية. وهنا طلب عدد من الموقوفين الكلام ومنهم، اضافة الى عكاوي، المتهم ايهاب البنّا فلم يسمح لهم إلا ان البنّا لم يتوقف عن الكلام من دون ان يلقى آذاناً مصغية عندها صرخ بصوت مرتفع وخاطب القاضي حنين قائلاً: "رئيس انا لم اعد اقوى على الوقوف، مضت عليّ ثلاثة ايام من دون نوم"، وهنا عاد الرئيس حنين عن رأيه وأومأ له بالموافقة على سماعه. وبعد رفع الجلسة استدعاه الى مكتبه واستمع الى شكواه.