أكد الأمين العام ل"حركة الجهاد الاسلامي"، الدكتور رمضان عبدالله شلح ل"الحياة" قيام أحد عناصر "سرايا القدس" الجناح العسكري للحركة بتنفيذ "العملية الاستشهادية" أمس في اطار "استمرار عمليات المقاومة دفاعاً عن النفس ضد العدوان الاسرائيلي المستمر على شعبنا". وكان الدكتور شلح عاد امس من طهران حيث شارك في "مؤتمر دعم الانتفا ضة الفلسطينية"، وألقى كلمة أكد فيها "استمرار العمليات الاستشهادية" و"عدم امكان ترك العمل الاستشهادي". واضاف ان تأكيده حصول العملية من دمشق "جاء بحكم وجودنا فيها كمواطنين عرب ولاجئين فلسطينيين، لكن التنفيذ والتخطيط حصلا في الداخل، كذلك الاعلان عنها. وما اعلاننا سوى تأكيد لمصداقية أداء الجناح العسكري للحركة". ولوحظ ان استهداف "الجهاد الاسلامي" لعسكريين اسرائيليين جاء بعد اعلان الدكتور شلح في مقابلة مع "الحياة" قبل اسبوعين "مبادرة" لوقف استهداف المدنيين الاسرائيليين مقابل وقف اسرائيل استهداف المدنيين الفلسطينيين. وقال شلح رداً على سؤال أن أي طرف عربي "لم يتصل بنا لوقف العمليات الاستشهادية التي ستستمر باعتبارها دفاعاً عن النفس ضد العدوان الاسرائيلي المستمر على شعبنا"، لافتاً الى ان "حصول العملية في ذكرى نكسة 1967 اشارة الى استمرار المقاومة". وفي غزة، استبعد مسؤول في "حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين" ان تقوم اسرائيل بإبعاد الرئيس ياسر عرفات عن الأراضي الفلسطينية في اعقاب وقوع العملية الاستشهادية صباح امس في مفترق مجدو جنوب حيفا شمال الدولة العبرية. ووصف الناطق بلسان "حركة الجهاد الاسلامي" الشيخ نافذ عزام عملية الإبعاد بأنها "مسألة خطيرة وستزعزع الأوضاع في المنطقة بأسرها ... واستبعد ان تقدم اسرائيل على هذه الخطوة". وشدد على "هذه الخطوة الإبعاد لن تحل مشكلة اسرائيل، وابعاد الرئيس عرفات يدخل في اطار سياساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني". وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون هدد بإبعاد الرئيس عرفات الى خارج الأراضي الفلسطينية في حال وقعت عملية تفجير جديدة على حد قول المراسل السياسي للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أول من امس. ووقعت العملية غير المتوقعة في الوقت الذي تبذل جهود مكثفة من أجل زحزحة عجلة عملية السلام من مكانها. ولا تعير حركة الجهاد الاسلامي أي اهتمام لمسألة التوقيت التي ابدى بعض الجهات تساؤلات حوله وحول جدوى العمليات الاستشهادية التي يدور حولها الكثير من الجدل في الشارع الفلسطيني. وقال عزام: "إن المسألة لا تتعلق بتوقيت، والعملية تأتي في سياق الكفاح المشروع للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، ومقابل جرائم الحرب التي تُرتكب ضده، خصوصاً في جنين ونابلس ... فالشعب الفلسطيني يدافع عن نفسه". وصادف يوم أمس الذكرى الخامسة والثلاثون لحرب الأيام الستة في حزيران يونيو عام 1967، اليوم الذي احتلت فيه إسرائيل ما تبقى من أرض فلسطين وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية وأجزاء من الأراضي الأردنية. ويُعتقد أن تنفيذ العملية في مجدو جاء لمناسبة الذكرى، فيما اختار منفذها مكاناً يمكن فيه الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون في سجن مجدو القريب من مشاهدة كل ما يجري في المنطقة. ويرى مراقبون في ذلك رسالة إلى الأسرى ترفع معنوياتهم، في الوقت الذي يتعرضون فيه لأبشع أنواع التعذيب على أيدي السجانين الإسرائيليين. ورداً على سؤال ل"الحياة" نفى عزام أن تكون العملية قد وضعت الرئيس عرفات في وضع حرج. وأضاف ان "الفلسطينيين يقفون في خندق واحد... وقدموا خلال الانتفاضة صورة رائعة لما يجب أن يكونوا عليه، خصوصاً في ظل الجهود التي تُبذل من أجل تقديم أقصى ضمانات الأمن لإسرائيل، ولا أحد يتحدث عن وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، ولا نسمع موقفاً أميركياً لوقف العدوان ... بل جهوداً لتأمين الاحتلال ودفع الشعب الفلسطيني إلى الاستسلام للشروط الإسرائيلية".