"مايباخ" Maybach "أقوى وأفخر" ليموزين في العالم، السيارة المفضلة للنخبة وطبقة كبار الاثرياء في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، تولد من جديد، بعد غياب استمر 60 عاماً. فقد قررت "ديملر كرايسلر" التي اشترت هذه الماركة الشهيرة عام 1960، احياءها وإعادة طرحها في الأسواق لمنافسة "رولز رويس" و"بنتلي". كشفت "ديملر كرايسلر" انها تتوقع أن تكون السوق العربية احدى أبرز الأسواق التي ستحظى سيارتها "الساحرة" الجديدة بالرواج، وأنها لمست "اهتماماً" من زبائن في الشرق الأوسط وغيرهم في دول آسيوية وفي اميركا الشمالية، الولاياتالمتحدة خصوصاً، بالسيارة "القديمة - الجديدة"، "مايباخ"، التي تعيد إطلاقها لتكون مخصصة لنخبة مختارة من رجال الأعمال والسياسيين. واحتفلت الشركة الالمانية - الاميركية امس باطلاق اول سيارة من هذه الماركة العريقة من خط الانتاج في سندلفنغن، على مسافة 15 كيلومتراً غرب شتوتغارت. وسيتم نقل هذه السيارة، التي ستُطرح بأسعار تبدأ عند 310 آلاف يورو، الى ساوثهامبتون في انكلترا، قبل شحنها على متن الباخرة السياحية "كوين اليزابيث 2"، لتصل الى نيويورك، حيث يتم تقديمها رسمياً، وللمرة الاولى في الولاياتالمتحدة، في 2 تموز يوليو المقبل. وتقول "ديملر" ان إطلاق "مايباخ 57" و"مايباخ 62" اللتين تتميزان بأعلى درجات الرفاهية، يبعث الحياة مجدداً ب"إحدى اكثر السيارات جمالاً وتألقاً" بعد غياب استمر 60 عاماً، عندما تم تدمير مصانع "مايباخ" الالمانية التي كانت تنتج ايضاً، خلال الحرب، محركات لدبابات "تايغر". وقد بدأ بيع هذه "التحف الفنية"، كما وصفتها احدى مجلات السيارات، في 27 أيار مايو الماضي. إلا أنه لن يتم تسليم أول طلبية منها قبل نهاية السنة الجارية. وتوضح الشركة ان "مايباخ 57" و"مايباخ 62" سُميتا كذلك في إشارة الى الطول غير الاعتيادي لسيارتي الليموزين، هاتين، إذ ان طول الأولى يبلغ 5.73 متر والثانية 6.17 متر، ما يوفر مساحة ليست متاحة لدى أي من السيارات الاخرى المماثلة، ويضفي بالتالي "راحة ورفاهية نادرتين". ويبلغ ثمن طراز "مايباخ 57" 310 آلاف يورو، فيما سعَّرت "ديملر" موديل "مايباخ 62" "الأكمل" من ناحية التجهيزات، ب360 ألف يورو في أوروبا. ول"مايباخ 62" قاعدة خلفية بطول 3.83 متر، ما يتيح للركاب في الخلف الاستمتاع بمقعد فردي لكل منهم، يمكن التحكم بمركزه الى الوراء أو تمديده اوتوماتيكياً لسند القدمين، مثل مقاعد درجة الاعمال أو الدرجة الأولى في الطائرات. كذلك فان الموديلين مجهزان في الجزء الخلفي لكل منهما بأنظمة تلفزيون و"دي. في. دي" و"سي. دي" وهاتف نقال ونظام "دولبي" للصوت، بالإضافة الى بار للمشروبات. كما ان نظام الاتصالات القوي يتيح تركيب ثلاثة أجهزة هاتف عادية واستخدامها. من جهتها، تتميز "مايباخ 57" عن الموديل الآخر بوجود ثلاجة تخدم المقاعد الخلفية، بالإضافة الى قدرة التحكم بهذه المقاعد الفردية في كل الاتجاهات. ويُعاد احياء ماركة "مايباخ" كماركة مستقلة ضمن مجموعة "ديملر كرايسلر"، وذلك لتكريم اسم "عريق" في صناعة السيارات، على حد قول "ديملر"، إذ رسخت "مايباخ" سمعتها مطلع القرن الماضي عندما بدأت تبني "السفن الطائرة" المناطيد "زيبلين" Zeppelin التي استخدمها الجيش الالماني في الحرب العالمية الأولى. وعندما انتهت الحرب ومُنعت الشركات الالمانية من مواصلة التصنيع الحربي، حوَّلت "مايباخ" جهودها لبناء السيارات الفاخرة، ومنها موديل أطلقت عليه اسم "زيبلين" ايضاً وكان بطول 5.5 متر واعتبر أفخم موديل لسيارة المانية آنذاك. اضافة الى ذلك، فإن التعاون بين "مرسيدس - بنز" و"مايباخ" يعود الى مطلع القرن الماضي، حين صمم أول طراز "مرسيدس"، وهو طراز "مرسيدس 35 بي. اس" لعام 1901، على يد ولهلم مايباخ، صديق غوتليب ديملر، ومدير شركة "ديملر - موتورين"، كما كانت تدعى. أما الشعار "الاسطوري" ل"مايباخ" MM، فسيُعاد وضعه على السيارات الجديدة. وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أخيراً ان بين الذين أوصوا على "مايباخ" عدد من السياسيين ورجال الأعمال، بينهم اللورد باغري من حزب المحافظين، وبيتر وود مؤسس "دايركت لاين" للمنتجات المالية والتأمين، وجيمي هارغريفز، نجل مؤسس سلسلة متاجر "ماتالان" لبيع الألبسة. ونقلت عن مصادر لم تكشفها ان هؤلاء سددوا 50 ألف جنيه استرليني كدفعة اولى. وذكرت ان لائحة الذين ينتظرون في الصف لاقتناء "مايباخ" تتضمن ايضاً رجلي أعمال ينشطان في صناعة البناء، ورجل أعمال روسيا وآخر هنديا. لكن الناطق باسم "ديملر كرايسلر" في المانيا، والمسؤول عن الترويج ل "مايباخ"، شتيفن ديلي، قال ل"الحياة" ان لائحة الاسماء الواردة في تقرير الصحيفة ليست دقيقة. وانتقدها بعنف لانها وصفت "مايباخ" بانها كانت السيارة المفضلة للضباط النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. وتساءل ديلي عن الهدف من ترويج مثل هذه الانباء، والعودة دائماً الى الماضي النازي ألمانيا، خصوصاً، "وفي شكل مستمر"، من قبل المجموعة التي تصدر "صنداي تايمز". وقال: "أبلغ من العمر 38 عاماً ولا اعرف النازية. وكل اهتمامي مركز فقط على كيفية انتاج سيارة فاخرة مثل مايباخ". وعلى رغم اشتهار "مايباخ" حتى الاربعينات بصناعة السيارات الفاخرة، الا انه من المعلوم ان ادولف هتلر لم يقتن واحدة منها ابداً، كما لم يستخدمها على رغم رعايته لها ولصناعة السيارات في شكل عام. واكد ديلي ان الكلام بأن "مايباخ" كانت السيارة المفضلة للضباط النازيين "هراء". في المقابل، كان امبراطور اثيوبيا الراحل هيلا سيلاسي يملك سيارة "مايباخ"، على حد قول "صنداي تايمز". وتريد "ديملر"، التي اشترت "مايباخ" عام 1960، بعث هذه الماركة العريقة لتنافس "رولز رويس" البريطانية سابقاً التي تملكها الشركة الالمانية المنافسة "بي. ام. دبليو"، علماً ان "بنتلي" الفاخرة البريطانية سابقاً ايضاً، وهي السيارة المفضلة لدى العائلة المالكة، تابعة لشركة المانية أخرى هي "فولكسفاغن". وأعلنت "ديملر" أخيراً انها في صدد انشاء "مركز الخدمات الممتازة" في موقعها في سندلفنغن قرب وحدة انتاج "مايباخ"، ليكون في المستقبل المركز الرئيسي لخدمة زبائن هذه الماركة وتقديم المشورة الفنية لهم. وأشارت الى ان مراكز اخرى ستُفتح في أوروبا والشرق الأوسط واليابان وهونغ كونغ والولاياتالمتحدة. تبقى الإشارة الى ان محرك "مايباخ" ذات ال12 اسطوانة، يولد قوة تعادل 550 حصاناً، ما يجعل منها "أقوى سيارة تم صنعها حتى الآن".