دبي - "الحياة" - أصيب اكثر من مليون خليجي ومقيم في مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي بخيبة أمل من جراء التدهور الذي سجله سعر صرف الدولار امام العملة الاوروبية الموحدة اليورو في الاسابيع الثلاثة الماضية ما رفع سعر صرف اليورو بنسبة قاربت عشرة في المئة امام الدولار، وبالتالي امام عملات معظم دول مجلس التعاون الخليجي التي ترتبط بالعملة الاميركية عبر حقوق السحب الخاصة التابعة لصندوق النقد الدولي. وجاءت خيبة الامل متزامنة مع بداية "موسم الهجرة" الصيفية الى الغرب حيث يفضل عدد كبير من المقيمين في المنطقة تقضية اجازاتهم الصيفية في الدول الاوروبية. وتشير التقديرات الى وجود اكثر من مليون نسمة من دول الخليج يزورون اوروبا في شهور الصيف يُقدر متوسط انفاق الواحد منهم بنحو 1874 دولاراً في الرحلة الواحدة طبقا لتقديرات معهد "وورلد ترفيل مونيتور". وقالت مصادر سياحية في دبي ل"الحياة" ان الحجوزات الى اوروبا من دول الخليج لم تتأثر سلباً في الاسابيع الماضية نتيجة ارتفاع قيمة صرف اليورو امام العملات الخليجية على رغم ما يعني ذلك من ان نفقاتهم في الرحلة المقبلة ستزيد بنسبة تراوح بين خمسة وسبعة في المئة بعد استبعاد كلفة الطيران والاقامة المحجوزة مسبقا. كما اصيب مئات من مستوردي السلع الاوروبية في منطقة الخليج بالخيبة ذاتها نتيجة الانخفاض السريع في سعر صرف الدولار الذي اقترب سعره من سعر اليورو وسط مخاوف من استمرار تراجع العملة التي تقوم بها الصادرات الاوروبية امام الدولار وما يحمله ذلك من انعكاسات سلبية على قيمة السلع الاوروبية التي يجري تسويقها في دول مجلس التعاون الخليجي. يُشار الى ان اوروبا اكبر شريك تجاري لاسواق دول مجلس التعاون الخليجي اذ تقدر صادراتها الى المنطقة بنحو 40 بليون يورو طبقاً لاحصاءات العام 2000، في حيت تعتبر ثالث اكبر الاسواق الدولية المستوردة للمنتجات الخليجية بعد اليابانوالولاياتالمتحدة اذ تصل قيمة وارداتها الى 17 بليون يورو سنوياً. ويعتقد تجار ووكلاء سلع اوروبية ان منتجاتهم ستلاقي في المرحلة المقبلة صعوبات تسويقية نتيجة ارتفاع اسعارها مقابل السلع المستوردة من الولاياتالمتحدة وجنوب شرقي اسيا حيث ان عملات تلك الدول ثابتة امام العملات الخليجية في اشارة الى تنافسية السلع الاوروبية التي ستتأثر سلباً بالعامل السعري الذي يلعب دورا مهما في تحديد اتجاهات الشراء في الاسواق الخليجية. ويعتقد التجار في مقابل ذلك ان الموردين الاوروبيين سيضطرون الى تعديل اسعار سلعهم في المرحلة المقبلة ، لان اداء اقتصادات بلادهم لا تسمح لهم بالتشبث بالاسعار السابقة وبالتالي من المرجح ان يلجأ هؤلاء الى امتصاص الجزء الاكبر من الفروقات السعرية الجديدة من هامش ارباحهم، ليتمكنوا من ابقاء تنافسيتهم عالية المستوى. في مقابل ذلك من المتوقع ان يترك استمرار بقاء العملة الاوروبية مرتفعة في موازاة الدولار تأثيراً ايجابياً على السياحة الخليجية من ناحية التدفق الاوروبي اذ اصبحت بلدان دول مجلس التعاون الخليجي اكثر شهرة لدى الاوروبيين في رحلاتهم الطويلة حيث امضوا في دول المجلس العام الماضي 20 مليون ليلة.