شهد الموسم الغنائي الحالي اصدار تسجيلي دويتو: "يوم ورا يوم" للمغربية سميرة سعيد والجزائري الشاب مامي كلمات خالد تاج، ألحان عمرو مصطفى، توزيع طارق مدكور، و"آه يا قلبي" للمصري حكيم واللاتينية أولسا كلمات أمل الطائر، ألحان حمدي سكر، توزيع حميد الشاعري. حمل شريط سميرة سعيد الجديد عنوان أغنية الدويتو، "يوم ورا يوم"، وتضمن غلافه "شكراً" للشاب مامي على مشاركته... إضافة إلى كلمات الدويتو بالعربية وترجمتها إلى الإنكليزية. والشاب مامي فنان نال شهرة واسعة في مجال موسيقى الراي، وإن بقيت مشاركته الفنان العالمي ستينغ غناء "وردة الصحراء"، سبباً أساسياً في عالميته. أما شريط حكيم، فلم يحمل عنوان أغنية الدويتو، إنما عنوان أغنية "طمني عليك" التي تضمنها الشريط، و لم يحو غلافه أي شكر وإنما مجرد إشارة - تكاد تكون خفية - للشريكة. وإضافة إلى ذلك، قام المغني الشعبي المصري بتسجيل نسخة ثانية من الأغنية ذاتها، "آه يا قلبي"، خالية من اللاتيني، مضيفاً إليها كلمات عربية وإيقاع أغانيه المعتاد. ولم يشكر الشريكة، بل بدا كأنه ينتظر منها الشكر، خصوصاً أنه أصدر الدويتو كثاني أهم أغنية في شريطه الجديد الذي تضمن "السلام عليكم" التي خصها بالفيديو كليب الأول من الشريط. وفيديو كليب أغنية "يوم ورا يوم" منفذ بواسطة الكومبيوتر في شكل أساسي. ألوانه تتأرجح بين الأبيض النظيف والأسود الجلدي الأنيق، وبعض النبيذي الداكن، مع التنسيق بين ملابس النجمين. سميرة سعيد تميزت بحلة جديدة، جميلة، وملتزمة بالمقاييس الغربية التي لم تتجاهلها يوماً... تماماً كلازمة الأغنية التي تتميز بحس يقارب الإكزوتيكية، في ملاطفته الإذن الغربية ويتميز بالسرعة والتقطيع للأذن العربية: "يوم ورا يوم حبيبي... حبيبي... ما جاني يوم... حبيبي... حبيبي واديني جيت... حبيبي أديني جيت". ما من جديد للأذن العربية في تلك الاغنية، مقارنة بنمط اغنيات سميرة سعيد المعتاد، فأتى الشاب مامي كأنه الزائر، جواز مرور باتجاه جمهور مختلف. وأوسع من جمهورها. وفي المقابل، يأتي حكيم في نسخة الدويتو من أغنية "آه يا قلبي" يشبه نفسه، على مستوى الحركات والعصبية وبعض خفة الظل. أما التجديد فهو في الشارع الذي يغني منه والصورة والحركة، تبعاً لضرورات الفيديو كليب. ويبقى هو البطل، ففي ختام الفيديو كليب حين تبحث عنه أولسا، يخبرها الهاتف بأن "مستر حكيم تشانجد هز نمبر" السيد حكيم غيّر رقمه فتكتئب. ويزور كليب حكيم ضيف لاتيني آخر، فيبقى حكيم صاحب الجملة الميلودية في الأغنية على الطريقة الغربية "سابني وباعني وياما لاوعني/ وليه ما وقفش جنبي، آه يا قلبي". وعلى غلاف شريطه، تظهر صورته "على القهوة"، وفي الداخل نشرت صور له من فيديو كليب "السلام عليكم"، كشرطي سير، ميكانيكي، قاطع تذاكر، صبي توزيع... كلها في أُطر نجومية، طبعاً. يبدو أن سميرة سعيد تعوّل على الدويتو أكثر بكثير مما يعول عليه حكيم. لكن، قد يعود ذلك ببساطة إلى كون شريك سميرة سعيد، الشاب مامي، بات نجماً عالمياً وهو في الآن ذاته مثلها من المغرب العربي، ويحمل لها صفات تأشيرة دخول "العالمية". في حين أن شريكة حكيم، أولسا، لا تزال مغمورة، أشبه بمغامرة مع لغة ضيفة على أغنيته الشعبية المصرية أكثر منها شريكة فعلية أو وسيلة ارتقاء. شراكة "يوم ورا يوم" قد تحمل أبعاد ارتقاء جماهيري في حين تشبه شراكة "آه يا قلبي" الصرعة أكثر منها التجربة أو الارتقاء. ويبقى من الغريب إصدار الثنائيتين الغنائيتين في التوقيت ذاته تقريباً وكأن في إصدارهما ما يرسم صورة موضة لمطلع موسم الصيف هذا، وإن كان قد سبقهما كثيرون، ولو من دون فيديو كليب. يبدو أن القوة المطلقة هي للفيديو كليب، فيديو كليب الدويتو. من هنا السؤال: هل "الدويتو" موضة؟ أم مشروع فنّي؟ أم مجرّد صفقة تسويقيّة؟