عُلم ان بغداد طلبت من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ضمانات بعدم استخدام المفتشين لأهداف التجسس، واتفقت الحكومة العراقية مع انان في قوله ان الحوار بين الجانبين "لا يمكن ان يستمر الى الابد". وقال مندوب العراق لدى المنظمة الدولية السفير محمد الدوري ل"الحياة" امس: "نتفق مع الامين العام في ان الحوار لا يمكن ان يدوم الى الابد، ونحن ايضاً لا نريده أبدياً". واكد ان الرسالة التي وجهها وزير الخارجية ناجي صبري الى انان ووُصِفت بأنها "عنيفة" واعتبرت اوساط ديبلوماسية انها تهدد باحتمال عدم عقد الجولة المقبلة من الحوار في فيينا "لا يمكن ان يُفهم منها انها تشكل شرطاً مسبقاً للحوار. فنحن متمسكون بالحوار، وما يهمّنا هو ما يتمخّض عنه لمصلحة الشعب العراقي". ووصفت مصادر الأمانة العامة الرسالة التي لم يطلب صبري توزيعها كوثيقة بأنها "لئيمة جداً" وبمثابة اشتراط لنتائج مسبقة عن جولة الحوار المرتقبة في فيينا في 4 و5 تموز يوليو المقبل. ورأت مصادر ديبلوماسية اخرى ان الرسالة بمثابة تهديد بإمكان عدم عقد الجولة اذا لم تتلقَ بغداد رداً مقنعاً على الرسالة. لكن انان اكد ان الجولة ستُعقد كما هو مقرر، وتمنى ان تكون "حاسمة". وزاد: "عندما اقول حاسمة أعني اننا نريد التوصل الى تطورات ايجابية، وأملي كبير بأن نتوصل الى احراز بعض التقدم ليعود المفتشون الى العراق" راجع ص2. اما السفير الدوري فشدد على اهمية "حل كل المشاكل بأسرع وقت ممكن"، واضاف: "نريد رفع الحصار بأسرع ما يمكن، والغاء منطقتي الحظر الجوي، ووقف التهديدات الاميركية ضد العراق، ونريد منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل، وان يثبت للعالم اننا لا نملك هذه الاسلحة". واستدرك ان هذه "مواضيع تؤخذ مجتمعة. تُناقش ليتم التوصل الى موقف وهذا لا يمنع الحوار بهدف التوصل الى ما يريده العراق والامم المتحدة وهو حل المشاكل القائمة، والحل هو بتنفيذ كل الاطراف الالتزامات الواردة في قرارات مجلس الامن". وذكرت مصادر ان الرسالة العراقية تضمنت مطالب بتوضيحات وضمانات لا سيما لجهة عدم استخدام المفتشين لاهداف التجسس. كما اشارت الى نوع من التساؤل عما اذا كانت عودتهم غير مجدية في حسابات الولاياتالمتحدة لتوجيه ضربة عسكرية الى العراق. وتابعت المصادر ان الرسالة تعكس بياناً لمجلس قيادة الثورة العراقي صدر قبل اسبوعين وتضمن لغة "عنيفة". وكان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني جدد تحذيره من ان الرئيس صدام حسين يشكّل بالنسبة الى واشنطن "نذر خطر آخذة في التجمع"، معتبراً ان ذلك يتطلّب "ردّاً حاسماً ومدروساً". واكد القائد الاعلى السابق لقوات حلف الاطلسي في اوروبا الجنرال وسلي كلارك في مقابلة مع اذاعة "بي بي سي" اول من امس ان "القرار اتُخذ داخل الحكومتين الاميركية والبريطانية بتطبيق الادوات المتاحة… على صدام، بدلاً من تركيز الانتباه لفترة اطول على تفكيك شبكة القاعدة". واضاف ان الحلفاء "سيستهدفون دولاً، وليس شبكات مبهمة للارهابيين".