بغداد، نيويورك - أف ب، رويترز - قالت بغداد أمس ان الجانب العراقي في جلسة الحوار مع الاممالمتحدة الخميس المقبل سيستمع الى "وجهات نظر" الامين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان، لكنها قللت من التوقعات بشان ما سينتج عن هذا اللقاء الذي ترى ضرورة استتباعه باجتماعات أخرى تمهد للتوصل الى "صفقة شاملة". وذكرت وكالة الانباء العراقية في نبأ لها من نيويورك ان وزير الخارجية العراقي ناجي صبري سيستمع الخميس المقبل الى "وجهات نظر الامين العام بعدما قدم العراق في الجولة الاولى من الحوار عرضا شاملا لوجهات نظره". وكان الجانبان عقدا جولة حوار أولى في شباط فبراير من العام الماضي. ونقلت الوكالة عن مصادر ديبلوماسية في الاممالمتحدة ان هذه الجلسة "لن تكون الوحيدة في عملية الحوار بل ستتبعها جلسات أخرى خلال النصف الاول من نيسان ابريل المقبل". واضافت ان الوفد العراقي "سيعود الى الاممالمتحدة لاستكمال الحوار بشكل شامل وبالتفصيل". وأوضحت ان مندوب العراق الدائم لدى الأممالمتحدة محمد الدوري أجرى في الايام الماضية مشاورات مع عدد من سفراء الدول الأعضاء في مجلس الامن "لوضعهم في صورة آخر التطورات". وسيلتقي الدوري خلال الايام المقبلة انان بعد عودته من جولته الخارجية الحالية "ليضع معه اللمسات الاخيرة تمهيداً لعقد جلسات الحوار". وحذر المندوب العراقي لدى الأممالمتحدة مساء الجمعة من الافراط في التوقعات بشأن المحادثات بين الجانبين، مشيراً الى ان الاجتماع سيكون قصيراً ويتضمن البحث في قضايا أخرى غير التفتيش عن الاسلحة، وناشد "الامين العام تحديد المسائل التي ما زالت معلقة بالنسبة الى الاممالمتحدة وسنبلغهم ما هي الامور المعلقة بالنسبة الى العراق"، مضيفاً انه "سيجري تبادل لوجهات النظر". وشدد الدوري على ان بغداد تريد مناقشة مجموعة كبيرة من القضايا وعدم التركيز فقط على احتمال عودة المفتشين الذين غادروا العراق عشية عملية "ثعلب الصحراء" في كانون الاول ديسمبر عام 1998 ومنعوا من دخوله بعد ذلك. وأضاف من دون الادلاء بتفصيلات "نريد التوصل الى اتفاق مع الامين العام، لكن هذه صفقة شاملة تشمل كل هذه القضايا"، وأكد ان "اهتمامنا الاساسي لم يتغير. نحن بحاجة الى رفع العقوبات لمصلحة شعبنا". وصرح ديبلوماسيون غربيون بأنهم لا يتوقعون رداً محدداً بشأن قضية المفتشين خلال الاجتماع بين انان وصبري، واضافوا انه سيتعين على أنان ان يقرر ما اذا كان هناك استعداد كاف لدى العراق للسماح بعودة المفتشين قبل عقد اجتماع آخر في نيسان ابريل. ويواجه الأمين العام، الذي رفض العام الماضي عقد "اجتماع متابعة" مع المسؤولين العراقيين لاعتقاده بأنه لن يسفر عن شيء، ضغوطاً من الولاياتالمتحدة التي تصر على ان يركز الاجتماع مع الجانب العراقي على قضية المفتشين. وشدد مسؤول اميركي على ان "الاجتماع لا بد ان يكون قصيراً، إذ لا توجد أمور كثيرة للبحث فيها سوى كيف سيمتثل العراق لقرارات مجلس الامن، وبالتحديد في ما يتعلق بعودة مفتشي الاسلحة". وكان الدوري أشار الى فقرة في قرار مجلس الامن 687 الصادر بعد حرب الخليج عام 1991 تدعو الى "جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الاخرى"، مشدداً على ان الضغط الذي يتعرض له العراق منذ شهور من أجل التخلص من أسلحة الدمار الشامل لا بد وان يمارس ايضاً على اسرائيل. وحذرت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي صدام حسين، النجل الاكبر للرئيس العراقي، الولاياتالمتحدة من مغبة توجيه ضربة للعراق، مؤكدة ان "الجيش العراقي الجبار مستعد لخوض أي منازلة"، وان "الشعب العراقي مدرب على استخدام السلاح بشكل ممتاز ومستمر في التصدي للعدوان". واعتبرت الصحيفة ان الجولة المقبلة لنائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في المنطقة، تهدف الى "ترتيب السيناريو للعدوان، ليس على العراق فحسب، وانما قد يتعداه في مرحلة ثانية الى ايران ... وترجمة خطاب رئيسه الاهوج امام الكونغرس". ورأت "بابل" ان "سيناريو العدوان" على العراق يعبر "بشكل واضح عن تهور الادارة الاميركية لان الرئيس الاميركي جورج بوش الصغير يعتقد ان انجازاته في افغانستان يمكن ان تتكرر في العراق". وجددت تأكيدها ان بغداد "نفذت كل القرارات الجائرة" للأمم المتحدة، وان "العالم لم يثبت على رغم كل محاولات الدعاية الاميركية الصهيونية ان لها علاقة بأحداث ايلول سبتمبر الماضي وما تبعها".