«موديز» ترفع تصنيف السعودية إلى «Aa3» مع نظرة مستقبلية مستقرة    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الأخدود والشباب    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موقف فرنسي حازم من بغداد وتفاؤل قطري حذر بامكان التوصل الى حل . كلينتون يهيئ الاميركيين لضرب العراق

خيّر الرئيس بيل كلينتون الرئيس صدام حسين في خطاب ألقاه امس بين السماح للمفتشين الدوليين بالعمل بحرية كاملة وتوجيه ضربة عسكرية الى العراق، وقال انه على يقين من ان هذه الضربة ستؤدي اهدافها. وبدا كأنه يهيئ مواطنيه لاحتمال بدء العمليات العسكرية.
في غضون ذلك اتخذت فرنسا موقفاً حازماً من العراق ودعته الى تنفيذ كل القرارات الدولية لأن الوقت بدأ ينفد فيما بدأ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان استعداداته للتوجه الى العراق علماً بأن قرار توجهه الى العاصمة العراقية ليس نهائياً بعد.
وأبدى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية القطري الذي عاد امس الى الدوحة من بغداد حيث قابل الرئيس العراقي تفاؤلاً حذراً بامكان التوصل الى حل ديبلوماسي للأزمة، في حين اكدت البحرين بلسان وزير شؤون مجلس الوزراء والاعلام السيد محمد ابراهيم المطوع بأنها "لم تسمح باستخدام اراضيها لأي عمل عسكري ضد العراق".
في واشنطن، شرح الرئيس بيل كلينتون للرأي العام الأميركي الأسباب التي تدفعه إلى مواجهة الرئيس صدام حسين لدفعه إلى السماح للمفتشين الدوليين بالعمل بحرية دون قيود لتدمير أسلحة الدمار الشامل.
وقال في خطاب ألقاه أمس في وزارة الدفاع البنتاغون بعد استماعه إلى تقرير من كبار مستشاريه عن الأزمة مع العراق، ان أصعب قرار يتخذه الرئيس هو الخيار العسكري، "فالقوة ليست الرد الأول لكنها الرد الوحيد أحياناً".
وأضاف كلينتون ان إدارته أعلنت باستمرار أنها تفضل الحل الديبلوماسي، خصوصاً ان نظام التفتيش الدولي نجح في تحقيق جانب من أهدافه رغم الصعوبات والعراقيل. وقال إنه إذا تم التوصل "قريباً" إلى حل ديبلوماسي يقبل الرئيس العراقي بموجبه ما هو مطلوب منه فإن "هذا ما نفضله. شرط ان يكون ذلك حلاً حقيقياً، وألا تتكرر الأزمة".
وتحدث عن المقاييس المطلوبة للحل التي يجب أن ترتكز على حرية وصول المفتشين إلى كل المواقع في البلاد وتفادي تعريض صدقية لجنة اونسكوم للخطر.
وزاد ان مجلس الأمن سبق وكرر هذه المقاييس "فإذا قبلها صدام حسين لا ضرورة لاستعمال القوة... وإذا رفضها واستمر في استعمال تكتيك التأخير والتضليل فسيكون وحده المسؤول عن النتائج".
وعرض الرئيس كلينتون ما سيحصل اذا لم يواجه الرئيس العراقي دولياً. وقال اذا لم يبدل موقفه وفشل في التقيد بالقرارات الدولية "ولم نتحرك" لمواجهته، فانه سيستنتج ان في استطاعته بناء ترسانة مدمرة. ويوما ما اضمن لكم انه سيستخدم هذه الترسانة".
وأشاد الرئيس كلينتون بالدعم الدولي للموقف الاميركي وتحدث عن عملية جمع القوات في الخليج وبناء التحالف. وقال "اذا رفض صدام حسين السلام واضطررنا الى استخدام القوة، فان هدفنا واضح وهو: نريد خفض التهديد الذي يشكله برنامج اسلحة الدمار الشامل العراقي وان نخفض بجدية قدراته على تهديد جيرانه. وانني واثق انطلاقاً مما شرحه لي القادة العسكريون الآن، اننا سنتمكن من تحقيق الهدف وضمان مصالحنا الحيوية الاستراتيجية، ولأكن واضحاً هنا، لن تتمكن العملية العسكرية من تدمير كل قدرات اسلحة الدمار الشامل، لكنها قادرة على ان تبقي العراق في وضع اسوأ مما هو الآن لجهة قدرته على تهديد العالم بهذه الاسلحة او على مهاجمة جيرانه".
وزاد كلينتون ان الولايات المتحدة ستستمر في مراقبة العراق بعد ضربه عسكرياً. فإذا سعى الى اعادة بناء ترسانته سنكون مستعدين لضربه مرة اخرى".
وتعهد الرئيس الاميركي المحافظة على العقوبات الاقتصادية الدولية في حق العراق "حتى يتقيد صدام حسين كلياً بقرارات مجلس الأمن". وأكد ايضاً ان الادارة ستستمر في فرض الحظر الجوي فوق جنوب العراق وشماله.
واعترف كلينتون بأن العمليات العسكرية لن تكون خالية من المخاطر وقال ان الجنود مستعدون و"يجب ان يكون الشعب الاميركي مستعداً ايضا".
وتابع الرئيس كلينتون: "يجب أن لا يكون هناك أي شكّ بأننا مستعدون للضرب، ولكن في استطاعة صدام حسين انهاء هذه الأزمة غداً بمجرد ان يسمح للمفتشين بإكمال مهمتهم، وبطريقة أو بأخرى نحن مصممون على ان ينفذ وعوده". وزاد: "لقد تعلمنا من التجارب الصعبة ... ان الرد الوحيد على العدوان والتصرفات غير القانونية هو الصلابة والتصميم وعند الضرورة العمل" العسكري.
واعتبر الرئيس بوريس يلتسن أمس أن استخدام القوة مع العراق "حل أخير"، بينما أكد وزير خارجيته يفغيني بريماكوف أن لدى موسكو معلومات بأن العراق "مستعد" لتنفيذ مطالب الأمم المتحدة. وفي غضون ذلك، صدر بيان روسي - صيني مشترك، أثر محادثات أجراها في موسكو رئيس الوزراء الصيني لي بنغ، أكد الجانبان فيه رفضهما توجيه ضربة للعراق.
وقال يلتسن في خطابه السنوي أمام البرلمان الروسي إن بلاده "ستعمل بثبات من أجل أن ينفذ العراق قرارات مجلس الأمن"، مشدداً على "ضرورة استخدام كل الفرص الديبلوماسية". واعتبر ان "استخدام القوة يعتبر الوسيلة الأخيرة والأكثر خطورة". إلى ذلك، أعلن بريماكوف ان نائبه فيكتور بوسوفاليوك سيظل في بغداد إلى حين وصول الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي قال الوزير الروسي إنه "منع عملياً" من القيام بهذه الزيارة في وقت سابق.
وفي المنامة، أعلنت البحرين أمس أنها لم تسمح باستخدام أراضيها لأي عمل عسكري ضد العراق. وأكد السيد محمد إبراهيم المطوع وزير شؤون مجلس الوزراء والإعلام البحريني أن بلاده ترى "ضرورة تكثيف كل الجهود السياسية وإعطاء العمل الديبلوماسي الفرصة كاملة للوصول إلى حل سياسي يحقق لقرارات مجلس الأمن الاحترام والتنفيذ ويجنب المنطقة عواقب وخيمة". ودعا إلى دعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة وتشجيع كل المساعي الرامية إلى حل الأزمة سلماً.
حذر قطري
وفي الدوحة، قال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان هناك بصيص أمل في التوصل لحل ديبلوماسي ينهي الأزمة الحالية بين العراق والأمم المتحدة، لكنه بدا حذراً وهو يرد على الأسئلة في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس بعد عودته من بغداد حيث نقل رسالة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى الرئيس صدام حسين وقال: "لقد شرحنا للعراقيين الموقف الصعب الحالي بكل صراحة ووضوح"، و"نحن لسنا وسطاء لأننا لا نملك حلاً، فالقضية قضية أمم متحدة ومجلس أمن ودول كبرى".
وأشار إلى أنه شرح أبعاد الموضوع وتمنياتنا للقيادة العراقية بالتوصل إلى حل ينهي الأزمة، مشدداً على "أننا في قطر ملتزمون قرارات مجلس الأمن". وأوضح ان رسالة الأمير لصدام هي "تمنٍ ونصح وشرح للموقف وهذا يدل على حرص الأمير على حل ديبلوماسي".
وسئل هل أنت متفائل بالزيارة، فأجاب: "اننا نقلنا مخاوفنا إلى الجانب العراقي والقرار النهائي عند القيادة العراقية والأمم المتحدة لحل هذه القضية". وشدد على أن قطر "تفضل الحل الديبلوماسي" للأزمة، لكنه قال: "إن الخيارات مفتوحة"، كما أعرب عن أمله في التوصل إلى حل سلمي "خلال يومين أو ثلاثة أيام".
وكشف ان قطر أبلغت دول مجلس التعاون الخليجي بزيارته لبغداد قبل القيام بها، وقال: "وجدت الأغلبية موافقة عسى أن نجد حلاً سلمياً"، لكنه شدد على "انني لم اذهب بتكليف من دول مجلس التعاون، لكنني اخطرتها". وأضاف: "انا لم اذهب بصفتي حمد بن جاسم وانا ذهبت ممثلاً للأمير وقطر"، وبدا هذا وكأنه رد على تصريح لوزير الخارجية الكويتي أمس الأول قال فيه إن وزير الخارجية القطري سافر لبغداد بصفته الشخصية.
وسألته "الحياة" هل تتوقع من خلال لقاءاتك مع المسؤولين العراقيين ان الضربة العسكرية باتت أقرب أم ان الحل السلمي اكثر ترجيحاً. فأجاب ان الموضوع يتعلق بقرارات الامم المتحدة وقبولها وتنفيذها. واذا تمت لن تكون هناك ضربة" وقال ل "الحياة" ان "الاميركيين قالوا انهم لا يريدون ضربة عسكرية بل حلاً" وتابع "ان وجهات النظر تتفاوت"، "لكنني ما زالت آمل في حل سلمي وان الحل الديبلوماسي هو المفضل وآمل ان نراه خلال اليومين القادمين، واعرب عن اعتقاده "بأن العراقيين متفهمون لطبيعة الموضوع" الموقف الراهن. وركز على اهمية الزيارة المتوقعة للامين العام للامم المتحدة للعراق وقال "ننتظر كوفي انان وان شاء الله في زيارته خير".
وعن تكثيف الوجود العسكري الاميركي في منطقة الخليج قال: "ان تكثيف الوجود العسكري الاميركي هو سياسة واضحة وهم عندهم قرار بأن يلتزم العراق القرارات الدولية والا فانهم سيستخدمون العمل العسكري". لكنه شدد على "ان الاميركيين يسعون الى حل ديبلوماسي حتى الآن" ورداً على سؤال عن استعداد القيادة العراقية للحل السلمي قال انه شرح لهم خطورة الوضع و"ان هناك بصيص أمل لكنني لا أريد الإكثار من التفاؤل".
واوضح انه عقد محادثات اكثر من مرة في بغداد مع المبعوث الروسي وانصبّت "على الجهد لتجنب اي عمل عسكري" وعن الموقف الصيني قال ان موقف بكين واضح وهي مع الحل الديبلوماسي.
وبدا السفير العراقي في الدوحة السيد انور صبري عبدالرزاق الذي رافق الوزير القطري في زيارته مع وكيل وزارة الخارجية القطري السيد عبدالرحمن العطية متفائلاً وقال "عدنا للدوحة ونحن متفائلون" واضاف ان الموضوع حل الازمة يحتاج الى جهد مشترك خليجي وعربي ومن الامم المتحدة. ووصف زيارة الوزير القطري بأنها "ناجحة بكل المقاييس واضاف ان وقع الزيارة كان ايجابياً جداً رسمياً وشعبياً ولفت الى ان الشيخ حمد بن جاسم قوبل بهتافات من العراقيين لدى وصوله المطار" واكد ان "رد الفعل العراقي على الزيارة ايجابي بكل المقاييس" و"ان الزيارة ستكون حجر الزاوية لبناء الثقة بين العراق ودول الخليج".
وفي باريس بعد لقاء استمر 45 دقيقة مع الرئيس جاك شيراك، قال وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف "جئت لأسلم الرئيس الفرنسي رسالة خطية من رئيسي صدام حسين تتعلق بالوضع القائم".
أضاف: "ناقشنا بالتفصيل التطورات وأكدت للرئيس أننا ننتظر زيارة الأمين العام للأمم المتحدة لبغداد، وبلدي وقيادتي ستتعاملان ايجابياً مع كل الأفكار والاقتراحات التي قد تصل الى التوازن لإنجاح الجهود الديبلوماسية لحل الازمة".
وأصدرت الرئاسة الفرنسية إثر اللقاء بياناً حازماً تلته الناطقة باسم قصر الرئاسة جاء فيه أن "فرنسا تؤكد مجدداً ان على العراق ان يحترم كل قرارات مجلس الامن، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تسمح للعراق بأن يستعيد في الوقت المناسب مكانته في المجتمع الدولي".
أضاف البيان "أن رئيس الجمهورية أكدّ ذلك بكل وضوح لوزير خارجية العراق وتوقف عند المخاطر الجدية التي قد تنجم عن رفض العراق القبول بتفتيش المواقع الرئاسية". وتابع "أن الوقت محدود، منذ الآن والحل الديبلوماسي الذي يتلاءم اليوم مع قرارات مجلس الامن ما زال ممكنا" وأن "رئيس الجمهورية طلب من العراق تحقيق خطوات جديدة للسماح بالتوصل الى حل يحترم المطالب الشرعية للمجتمع الدولي". وأضاف "أن فرنسا تعتبر ان البحث عن حل ديبلوماسي يجعل من الضروري زيارة الامين العام للأمم المتحدة لبغداد في الاسبوع الحالي، وتدعو السلطات العراقية الى استغلال هذه الفرص للقيام بالخطوات التي تسمح بالوصول الى اتفاق في شأن اجراءات تفتيش المواقع الرئاسية". وقال "أن فرنسا تعتبر ان أساليب التفاوض لن تستنفد طالما ان أنان لم يقم بهذه الزيارة".
وحضر اللقاء من الجانب العراقي السفير العراقي في عمان نوري اسماعيل الويس ورئيس قسم المصالح العراقية في باريس احمد العزاوي ومن الجانب الفرنسي الامين العام لوزارة الخارجية برتران دوفورك الذي كان نقل رسالة من شيراك الى صدام ومدير قسم شمال افريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية جان كلود كوسران ومستشار الرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت والناطقة الرسمية كاترين كولونا. وتردد في العاصمة الفرنسية ان الصحاف سيتوجه بعد باريس الى طهران.
وأفاد مصدر فرنسي مطلع ان مضمون رسالة الرئيس العراقي الى نظيره الفرنسي كان ايجابياً، الا انه لم يأت بأي تفاصيل جديدة او بأي تطور جديد بالنسبة الى الصيغ التي عرضت عليه لحل الازمة. وكانت مناسبة لشيراك كي يؤكد له ان الوقت محدود وان كوفي انان سيتوجه الى بغداد لأن الادارة الاميركية وافقت على ذلك على ان يتوجه بمهمة محددة وأنه يتحتم على العراق ان يتعاون معه وأن يستقبله بشكل جيد. ولوحظ ان شيراك تفادى التقاط صور له وهو يصافح الوزير العراقي تفادياً لتفسير انه صديق للعراقيين.
وعلمت "الحياة" من مصادر فرنسية مطلعة ان بريطانيا تلعب دوراً مهماً حالياً في مجلس الأمن حيث تحاول التوفيق بين وجهة نظر الادارة الاميركية والدول الثلاث الدائمة العضوية في مجلس الأمن في شأن حل ديبلوماسي للأزمة في العراق.
وفي بيروت، كشفت مصادر رسمية لبنانية ان أركان الدولة تحدثوا بلغة واحدة مع وزير الخارجية العراقية محمد سعيد الصحاف، وركّزوا على ضرورة إسقاط بغداد الذرائع الاميركية لمنع توجيه ضربة عسكرية اليها، بذريعة عدم استجابتها طلب التفتيش عن السلاح الكيماوي والجرثومي.
وقالت المصادر الرسمية ل"الحياة" ان الاتصالات التي أجراها ليل اول من امس رئيس الحكومة رفيق الحريري بكل من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، ونائب رئيس الجمهورية السورية عبدالحليم خدام والامين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد ووزير الخارجية المصرية عمرو موسى ركّزت على تغليب الحلول السلمية الديبلوماسية على أي عمل عسكري.
ولفت الى ان اتصال الرئيس الحريري بالرئيس الفرنسي جاء قبل استقبال الاخير للوزير الصحاف، لتوحيد الجهود من اجل اقناع بغداد بتقديم كل التسهيلات الى مفتشي الامم المتحدة وعدم اللجوء الى موقف متشدد يؤمن غطاءً سياسياً لذرائع ضرب العراق..
واضافت "ان التواصل العربي - الاوروبي تحت سقف إنجاح الجهود الديبلوماسية يهدف الى تجنيب بغداد ضربة عسكرية شرط ان يتجاوب الرئيس العراقي صدام حسين مع النصائح التي أسديت اليه وصولاً الى استعجال مجيء الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الى العاصمة العراقية، مشيرة الى ان مبادرة العراق بتقديم كل التسهيلات اليه من شأنها ان تضفي أجواء ايجابية لمحاصرة الدعوات الى الحلول العسكرية.
وختمت المصادر "ان لفرنسا دوراً في انقاذ الموقف الى جانب دولة اتحاد روسيا والدول العربية والاوروبية وان لموقف العراق المنفتح أهمية في التجاوب مع أنان حتى لو أدى به الامر الى بيعه موقفاً من دون شروط لئلا تؤدي زيارة الامين العام للامم المتحدة امر استعجال الضربة لبغداد وخلق حال من الاستنفار ضدها بدلاً من ان تسعى الى تفكيك حملات الضغوط.
الأمم المتحدة
وفي نيويورك، دخلت المفاوضات بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن مرحلة حاسمة امس في اطار مساعي التوصل الى ارضية مشتركة لولاية للأمين العام، كوفي انان يحملها الى بغداد.
وفيما انتظر انان نتائج مفاوضات الدول الخمس قبل اتخاذ قراره النهائي الخاص بزيارة بغداد، بدأت الامانة العامة الاستعدادات العملية تمهيدا للزيارة مع النظر في احتمال مغادرة انان نيويورك غدا الخميس ووصوله بغداد يوم الجمعة. وكان متوقعاً ان يغادر فريق تمهيدي نيويورك مساء امس الثلثاء.
وأشارت مصادر الامانة العامة الى ان اتخاذ الاجراءات العملية لا يعني ان الأمين العام اتخذ قراره النهائي. وقالت ان القرار النهائي يعتمد على اللقاء الرابع بين انان وسفراء الدول الخمس الولايات المتحدة، بريطانيا، روسيا، فرنسا، الصين اليوم.
وتقدمت الولايات المتحدة بورقة، عكست موقفاً متشدداً، الى الأمين العام في اثناء الاجتماع الثالث بينه وبين سفراء الدول الخمس ليل الاثنين. وطالبت الورقة الاميركية العراق بتقديم ضمانات خطية باحترام شروط اللجنة الخاصة المكلفة ازالة الاسلحة المحظورة اونسكوم الى مجلس الأمن مع تعهد عدم تكرار ما حدث في الآونة الاخيرة. وزادت الورقة ان على مجلس الأمن اصدار قرار يعتبر فيه اي تراجع عن التعهدات او التلاعب بها بمثابة "اخلال مادي" بقرار وقف النار 687.
ووصفت مصادر الامانة العامة المواقف الاميركية بأنها انطوت على "التصعيد والتوضيح" في آن. وقالت ان الأمين العام يحاول ان يجد حلاً على اساس الورقتين الروسية والاميركية. وأكدت ان انان قال للأميركيين انه لن يزور بغداد لتسليم الرسالة الاميركية فقط، بل يزورها بحثاً عن حل يتفادى الضربة العسكرية.
وأجرى الأمين العام، حسب الناطق باسمه فرد اكهارت، سلسلة اتصالات هاتفية شملت الملك حسين، والرئيس حسني مبارك، ووزير خارجية ايطاليا، ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت والامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد. كما تلقى رسالة شفوية من البابا يوحنا بولس الثاني تحضه على زيارة بغداد باسرع ما يمكن. وقالت مصادر قريبة من الامين العام انه "يريد ان يذهب" الى بغداد ويشعر ان من واجبه ان يذهب "بفشل او بنجاح".
وحسب مصادر اخرى، ان "النجاح لا يمكن ضمانه بصورة قاطعة" الا ان في حال تبين "ان لا فرصة للنجاح، فانه لن يذهب".
وشددت المصادر على ان أنان يشعر ان "واجباته" تفرض عليه بذل الجهد لتفادي الضربة العسكرية، وان من الصعب عليه تجاهل الضغوط العارمة دولياً للذهاب الى العراق في محاولة اخيرة.
واكدت هذه المصادر ان انان لن يذهب لابلاغ بغداد "الانذار الاخير"، كما لن يذهب كپ"ساعي بريد".
وبات واضحاً ان نجاح مهمة انان الى بغداد تقتضي اذعان العراق لكل قرارات مجلس الامن بلا شروط، وان افضل ما يمكن له تقديمه لبغداد هو صيغة انقاذ ماء الوجه تنطلق من الاحترام للسيادة ومرافقة ديبلوماسيين فرق التفتيش التابعة لپ"أونسكوم" في عمليات تفتيش المواقع الرئاسية والقصور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.