أرجأ السيد علي بن فليس، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، المكلف تشكيل حكومة جديدة إلى اليوم اجراء المشاورات السياسية مع الأحزاب الفائزة في الانتخابات التشريعية الخميس الماضي. وكان مقرراً أن يعلن المجلس الدستوري، في ساعة متقدمة من مساء أمس، النتائج النهائية للانتخابات، بعدما نظر في أكثر من مئة طعن تتعلق غالبيتها بتزوير محاضر رسمية وتوزيع أظرفة فيها أوراق بعض القوائم الانتخابية في عدد من الولايات. وعلم من مصادر سياسية مطلعة أن بن فليس يعتزم توسيع حصة التجمع الوطني الديموقراطي الذي يقوده السيد أحمد أويحيى، لتجنب أي أزمة سياسية، إذ أن التجمع يتمتع بالغالبية في مجلس الأمة الغرفة الثانية للبرلمان، بما يتيح له تجميد القوانين قبل احالتها على رئيس الدولة. لكن أويحيى، الذي تجنب الوقوف في الموكب الرسمي مساء الأحد خلال تشييع جنازة القيادي السابق في جبهة التحرير السيد محمد الشريف مساعدية، يرفض في الوقت الراهن الحديث إلى الصحف، إلا بعد إعلان المجلس الدستوري النتائج النهائية للانتخابات. وتتخوف أوساط قريبة إلى الحكم من أن يؤثر هذا الموقف على الانسجام الحاصل بين الحزبين اللذين يعدان الوعاء الانتخابي الأساسي للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وعلى رغم ابداء بن فليس نيته في المحافظة على الائتلاف الحكومي السابق الذي تشكل مع تولي بوتفليقة الرئاسة في نيسان ابريل 1999، استبعد وزير في حركة مجتمع السلم أن تقبل حركته المشاركة مجدداً في الحكومة الجديدة. وقال السيد عبدالقادر سماري، وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، في تصريح إلى "الحياة" مساء الأحد، إن "احتمال مشاركة الحركة في الحكومة المقبلة لا يتجاوز الواحد في البليون. ويمكنك أن تأخذ هذا التقدير رسمياً". وأضاف: "ان جبهة التحرير لها الغالبية، وحزبنا لا يريد المشاركة من أجل المشاركة في الحكم". ولم يخفِ الأمين العام لحركة النهضة السيد لحبيب آدمي قلقه من نتائج الانتخابات التشريعية، إذ هوى تمثيل حزبه من 34 مقعداً إلى مقعد واحد، لا يزال محل طعن. واستبعد آدمي في مؤتمر صحافي مساء الأحد المشاركة مجدداً في الحكومة لانعدام الجدوى من الناحية الانتخابية. تحرير دركي على صعيد آخر، أعلن مصدر رسمي أمس ان قوات الأمن تمكنت من اطلاق دركي خطفه السبت متظاهرون في بلدية الأصنام في ولاية البويرة في منطقة القبائل 120 كلم شرق العاصمة. وأضافت "وكالة الأنباء الجزائرية" ان الدركي "مصاب بنفخ في الرأس جراء تلقيه ضربات عدة". وكان متظاهرون خطفوا الدركي وأحرقوا سيارتين وعرقلوا حركة المرور على الطريق الوطني الرقم 5، احتجاجاً على اعتقال أحد المطلوبين من أصحاب السوابق. وذكرت أ ف ب صحف جزائرية امس ان محكمة تيزي وزو في منطقة القبائل الكبرى 110 كلم شرق العاصمة قضت الاحد بالسجن مع النفاذ على متظاهرين، بينهم مندوبون في تنسيقية العروش البربرية. واضافت انه حكم على اربعة مندوبين في تنسيقية العروش التي تتزعم المعارضة في هذه المنطقة بالسجن ستة اشهر، فيما حكم على 5 متظاهرين بالسجن ثلاثة اشهر. وكان المتظاهرون الملاحقون بتهمة "التحريض" و"تعكير النظام العام"، اعتقلوا في 21 ايار مايو الماضي في دراع بن خدة، قرب تيزي وزو، بينما كانوا يقومون بحملة ل"رفض" الانتخابات التشريعية. بيرلوسكوني في الجزائر على صعيد آخر، بدأ رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو بيرلسوكوني زيارة للجزائر أمس من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وتناولت محادثات بيرلوسكوني مع الرئيس بوتفليقة وبن فليس تحويل جزء من الديون الجزائرية مشاريع استثمارية.