بيروت "الحياة" - انتهت انتخابات دائرة المتن الشمالي الفرعية في لبنان لملء المقعد الارثوذكسي الشاغر بوفاة النائب المعارض الدكتور ألبير مخيبر بسلام أمس، على رغم الصراخ والضجيج الذي سبقها ورافقها، عبر حملات متبادلة بين الموالاة والمعارضة التي طاولت مسائل شخصية واتهامات. وأدى الانتشار الكثيف للقوى الأمنية الى انحسار المخاوف من اشكالات امنية، واقتصر ما حصل منها على مشاحنات محدودة سوّيت وهي تعتبر اعتيادية خلال عمليات الاقتراع. راجع ص7 وعلى رغم ان رئيس الجمهورية اميل لحود، ابن المتن الشمالي، أعلن اثناء اقتراعه ان "المتنيين ينظرون الى الانتخابات من زاوية العائلات"، فإن المعارضة نجحت في تعبئة الأجواء فجعلتها معركة سياسية بين المعارضة والموالاة، وترمز الى الانقسام السياسي الحاصل بين الفريقين على صعيد البلاد، عبر دعمها احد المرشحين غبريال المر، الذي يملك تلفزيون "أم تي في" المعارض، وشقيق النائب ميشال المر نائب رئيس الحكومة السابق وأحد أركان العهد الحالي، ضد ابنة الأخير السيدة ميرنا، شقيقة وزير الداخلية الياس المر. وأعلن الاخير ليل امس ان عدد المقترعين راوح بين 70 و71 ألفاً من اصل 155 ألف ناخب مسجل، ما يعني ارتفاع نسبة الاقتراع، بسبب الاستقطاب السياسي الذي زاد الاقبال على الاقتراع، ما اعتبره المعارضون والموالون على السواء لمصلحة المعارضة وهو ما ظهر في العمليات الاولية لفرز الاصوات مساء امس اذ تقلص الفارق بين "المرّين" بعدما أمل الموالون بالانتصار بفارق كبير. ونحو العاشرة ليلاً اعلنت ماكينة ميرنا المر ان النتائج غير الرسمية تفيد بأنها حصلت على 35681 صوتاً فيما حصل منافسها على 35201 صوتاً. لكن تلفزيون "ام تي في" افاد في الوقت نفسه ان الفرز لم ينته وأن الفارق هو ألفا صوت لمصلحة غبريال المر. وبدا واضحاً ان التحالف المعارض الذي يضم الرئيس السابق امين الجميّل والنائب نسيب لحود وتيار العماد ميشال عون و"حزب الوطنيين الاحرار" برئاسة دوري شمعون و"القوات اللبنانية" وبعض اركان لقاء قرنة شهوان اضافة الى الحزب الشيوعي قد استنفر موجة لمصلحة غبريال المر في وسط الناخبين من الطائفة المارونية، شبّهتها اوساط مرشحة الموالاة ميرنا المر، بالموجة التي شهدها جبل لبنان العام 1968 حيث ادى تحالف اركان الموارنة في انتخابات عامة وليست فرعية الى انتصار ما سمي حينه ب"الحلف الثلاثي". وأقرّت اوساط الموالاة بأن هذه الموجة أحدثت ارتفاعاً في اصوات غبريال المر خلافاً لتوقعات ماكينة النائب ميشال المر التي فوجئت به، وتحدثت ليلاً عن فارق بالمئات بدل الآلاف لمصلحة ميرنا. إلا ان احد اركان الموارنة المعارضين المتمثل بكارلوس اده عميد "حزب الكتلة الوطنية" أيد معارضاً آخر في المعركة هو غسان مخيبر ابن شقيق الراحل ألبير مخيبر، لكن الاستقطاب تركز على المتنافسين من آل المر. وتكرر امس السجال حول تعميم لوزير الداخلية استناداً الى قرار للمجلس الدستوري بعدم الزامية الستار العازل في الاقتراع، فشنّت المعارضة حملة على الوزير مطالبة بتدابير في حقه وبإقالته وإحالته على القضاء لتحريضه على مخالفة القانون. كما طالب بيان للمعارضة رئيس الحكومة رفيق الحريري "بعدم التنصل من مسؤولياته كما فعل في 7 آب اغسطس الماضي حين اعتقلت السلطة اعداداً كبيرة من المعارضين المسيحيين وتقديم استقالته في حال عجز مرة اخرى عن ضبط تصرف الوزير". وردّ الوزير المر قائلاً: "ان رئيس الحكومة سينظر في البيان ويرى اذا أمّنت الوزارة انتخابات نزيهة مئة في المئة والحماية للجميع ومجلس الوزراء يحاسبني ويحاسب الجميع". وعن الخلاف على العازل قال: "غداً اليوم نتعاطى مع هذا الأمر لنرى ما حجم الهمروجة الكبيرة التي قاموا بها حوله...". وقال: "اشتغلوا انتخاباتهم في شكل جدي وقوي".