بيروت - "الحياة" - القدسالمحتلة - رويترز، أ ف ب - تصاعد التوتر امس على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية منذراً بتخطي المواجهات حدود منطقة مزارع شبعا المحتلة. واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سورية وايران بالوقوف وراء التصعيد قائلاً: "ان بؤرة التوتر هذه يمكن ان تسبب حريقاً". راجع ص 7 وسجلت أمس سلسلة من الحوادث ابرزها تبادل القصف المدفعي بين مواقع "حزب الله" والمواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة وإعلان إسرائيل عن اصابة اثنين من جنودها بجروح ودعوتها سكان المستوطنات في شمال فلسطين القريبة من الحدود الى الاحتماء في الملاجئ. وذكرت وكالات الأنباء ان "حزب الله" قصف عند الخامسة بعد الظهر مواقع اسرائيلية في مزارع شبعا بالصواريخ وقذائف الهاون، واشتبكت مدفعية الحزب ومدفعية المواقع الإسرائيلية في عمليات قصف متبادلة استهدفت خلالها اسرائيل القرى المجاورة بعشرات القذائف. ثم ما لبث سلاح الطيران ان تدخل وشن غارات استهدفت المنطقة بين كفرحمام وراشيا الفخار ووادي ابو قمحة بالقرب من حاصبيا بأكثر من عشرة صواريخ. وإذ اعترف ناطق عسكري اسرائيلي بإصابة اثنين من الجنود الإسرائيليين بالقصف على منطقة المزارع متهماً "حزب الله" ببدء اعمال القصف اصدرت "المقاومة الإسلامية" الجناح العسكري ل"حزب الله" بيانين قالت في الأول ان "مجاهدي المقاومة خاضوا عند الخامسة وخمس دقائق مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا وحققوا في مواقعه اصابات مباشرة. ورداً على القصف الإسرائيلي على القرى المحررة هاجمت المقاومة مربض مدفعية اسرائيلياً وأصابته اصابة مباشرة". وأتبعته ببيان قالت فيه ان الاشتباكات تجددت عند السادسة و20 دقيقة. وقال مراسل "رويترز" ان مقاتلي "حزب الله" اطلقوا قذائف هاون وصواريخ مضادة للدبابات على المواقع الإسرائيلية. وقال تلفزيون "المنار" التابع ل"حزب الله" ان ثمانية مواقع اسرائيلية في منطقة المزارع بينها منشأة للاتصالات اصيبت في الهجوم. وشوهدت النيران تتصاعد من موقع اسرائيلي واحد على الأقل. كما أشار التلفزيون الى ان المقاومة استهدفت الطائرات المغيرة بعدد من صواريخ سام -7 الذي يطلق من الكتف. وقال الناطق العسكري الإسرائيلي: "يزعم اللبنانيون اننا نهاجم لكن حزب الله هو الذي يحاول تصعيد الأمور واستدراجنا الى مواجهة حاولنا جهدنا ألا نرد لكن ذلك لا يمكن ان يستمر طويلاً". وفي هذا السياق ذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية ان مسلحين اطلقوا النار من اسلحة رشاشة بعد ظهر امس على "كيبوتز" المنارة المواجه لبلدة ميس الجبل اللبنانية. كما زرعت قنبلة على الطريق المؤدي الى الكيبوتز. ونفى شهود عيان في البلدة اللبنانية حصول اي اطلاق نار من البلدة. وأشارت المصادر الى اصابة عسكريين اسرائيليين بجروح في قاعدة عسكرية قرب مستوطنة افيفيم في اصبع الجليل. وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي مساء ان اربعة عسكريين اصيبوا في القاعدة. وعلمت "الحياة" ان القوة الأمنية اللبنانية في الشريط الحدودي لاحقت مساء امس مجموعة من المسلحين قامت بإطلاق قذائف هاون -82 من منطقة قريبة من "العباد" كما تعقبت مجموعة اخرى قامت بعمل مماثل بالقرب من عيترون قضاء بنت جبيل لكن القذائف سقطت داخل الأراضي اللبنانية. واتخذ الجيش اللبناني امس سلسلة من الإجراءات المشددة على المعابر المؤدية الى الشريط الحدودي مانعاً دخول الفلسطينيين خصوصاً. كما سيرت القوة الأمنية المشتركة دوريات مكثفة وأقامت نقاط تفتيش. وكان موضوع التصعيد محور اتصال هاتفي بين الرئيس اللبناني اميل لحود والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، وكذلك محور الاجتماع المسائي امس بين رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري والسفير الأميركي فنسنت باتل بحضور وزيري الخارحية محمود حمود والدفاع خليل الهراوي. وقال باتل انه عبر عن قلقه تجاه "الوضع الذي يتطور في الجنوب. وكان النقاش صريحاً جداً. والعمليات المستمرة عبر الحدود هي مدعاة للقلق والاهتمام الكبيرين، وبحسب ما فهمنا فإن حكومة لبنان تشاطرنا هذا الاهتمام العميق، وسنعمل معاً لتفادي التصعيد". وكان الحريري تلقى اتصالاً من انان للموضوع نفسه. وعلمت "الحياة" ان باتل أبلغ الحريري ان "استمرار التصعيد يؤدي الى منزلق خطير في الجنوب يفتح الباب لمرحلة تصعيدية جديدة". وحذر المبعوث الشخصي للأمين العام للامم المتحدة الى جنوبلبنان ستافان ديمستورا، في مؤتمر صحافي عقده أمس في بيروت، من استمرار "الخروق" الحالية قائلاً: "ان الوقت حساس جداً وهو ليس للعب بالنار".