تقلل مصادر امنية لبنانية رفيعة من مخاطر اطلاق النار مساء اول من امس من بلدة رامية على الحدود اللبنانية في اتجاه الأراضي المحتلة وإطلاق صاروخ كاتيوشا من عيار 107 فجر امس من اطراف بلدة الخيام قضاء مرجعيون على مستعمرة كريات شمونة الخالصة في الجليل الأعلى. وتتعامل المصادر مع الحادثين على انهما فرديان في غياب مناخ في لبنان يسمح بعمليات بالتزامن مع عدوان رئيس وزراء إسرائيل آرييل شارون على الفلسطينيين. وقالت المصادر ل"الحياة" ان التعاطي مع هجوم "حزب الله" السبت الماضي على مواقع اسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة، يختلف عن التعاطي مع الحادثين لأن الهجوم الأول هو للتصدي للاحتلال في المزارع ويحظى بتأييد لبناني بقي ضمن الحدود المرسومة ولم يتجاوز الأرض التي يعتبرها لبنان محتلة. اما بالنسبة الى الحادثين "فجاءا للتضامن "العاطفي" مع الفلسطينيين ولا يحظيان بغطاء لبناني رسمي او شعبي ولا يعنيان تطوير خطة المواجهة من الداخل اللبناني ضد اسرائيل". وكشفت المصادر الأمنية ل"الحياة" ان الأجهزة الأمنية في الجنوب حددت الجهة التي أطلقت النار من رامية وهوية اصحابها وهم ينتمون الى تنظيم فلسطيني كان اعلن انشقاقه منذ فترة طويلة عن حركة "فتح" - اللجنة المركزية برئاسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات"، في اشارة الى مسؤولية العقيد منير المقدح الموجود في مخيم عين الحلوة. ولم تستبعد المصادر ان يكون اطلاق صاروخ الكاتيوشا، "تصرفاً فردياً فلسطينياً" وهو من صنع قديم 107 ملم لا يصل مداه الى اكثر من 3 كلم. ونفت المصادر علاقة "حزب الله" بالكاتيوشا، فيما اكد مسؤول في الحزب ان "لا معلومات لدينا، ولن نعلّق على الحادث". وعلمت "الحياة" ان السفير الأميركي لدى بيروت فنسنت باتل اجرى صباح امس اتصالات بكبار المسؤولين لاستطلاع رأيهم حيال الكاتيوشا. وأجرى مسؤولون امنيون ورسميون في اليومين الماضيين اتصالات بقادة الفصائل الفلسطينية وطلبوا منهم ضبط النفس وعدم الانجرار الى حوادث يمكن ان تستدرجهم إليها اسرائيل بتوقيتها هي. ولفت مسؤول لبناني فضل عدم ذكر اسمه، الى ان لبنان "لن يقدم على دعسة ناقصة في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني وأن اي قرار بالمواجهة لا يتخذ إلا في ضوء التقويم المشترك للتطورات الجارية في الأراضي المحتلة في ضوء التنسيق بين بيروت ودمشق الذي يقضي بضبط النفس". وأشار الى ان لبنان "لن يستدرج الى معركة لا يتحكم فيها بالتوقيت والمكان والهدف". وتحدث عن "القدرة على السيطرة على الوضع بعد النجاح في معالجة الحوادث الفردية التي هدفها تنفيس الاحتقان، فيما القرار اللبناني هو منع الفلتان في الجنوب". وأكد المسؤول نفسه ان الدولة ستتحمل مسؤولية معالجة اي تصرف غير مدروس ولا يخضع لحسابات لبنانية - سورية أو أكثر منعاً لأي توريط. وكانت مصادر امنية إسرائيلية رويترز اعلنت ان قذيفة كاتيوشا من عيار 107 ملم اطلقت من لبنان للمرة الأولى منذ الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 وأصابت الجليل الأعلى في اسرائيل قرب كريات شمونة وأن أحداً لم يصب، لكنها لم تحدد إذا ما كان "حزب الله" اطلقها او جماعات اخرى. ومع ان مصادر إسرائيلية اخرى اتهمت "حزب الله" فإن مسؤولاً في الحزب رفض التعليق بينما أورد تلفزيون "المنار" التابع للحزب الخبر في نشرته الصباحية، مشيراً الى انه لم يتم تبني العملية التي اصيب فيها مستوطن اسرائيلي بجروح. ونُقل عن الناطق الرسمي باسم القوات الدولية في جنوبلبنان تيمور غوكسيل قوله ان "ليست لدى هذه القوات تقارير مراقبة عن اطلاق الكاتيوشا". وقال: "نحن كقوات دولية نحقق في التقارير الواردة إلينا"، مشيراً الى انها تبلغت تقريراً عن سقوط كاتيوشا من الجانب الإسرائيلي. ولفت الى أن "اليونيفل" عززت وجودها على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية نظراً الى التوتر في المنطقة، وأكد ان الوضع هناك مستقر وهادئ.