واشنطن - "الحياة" - تناولت الصحف الأميركية بإسهاب المحادثات التي اجراها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الأميركي جورج بوش اول من امس في مزرعة الأخير في كروفورد، واجمعت على قوة العلاقات بين الدولتين، مؤكدة ان الجانب السعودي نقل الى الاميركيين تحذيرات من مغبة استمرار العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، واحتمال خروج الوضع في الشرق الاوسط عن السيطرة وتدهور صدقية الولاياتالمتحدة اذا لم تتحمل مسؤوليتها في لجم آلة ارييل شارون الحربية. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" انه "بعد خمس ساعات من المناقشات اتفق الرئيس بوش والأمير عبدالله على انهما يسعيان الى سلام في الشرق الاوسط يستند الى قيام دولتين اسرائيلية وفلسطينية جنباً إلى جنب، لكنهما لم يتوصلا إلى قرارات ملموسة في شأن كيفية تحقيق ذلك". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، أن بوش والأمير عبدالله "اتفقا على الهدف وضرورة تحقيقه بأسرع ما يمكن، لكنهما ظلا مختلفين على الخطوات الاولى التي يجب أن تتخذ في اطار تسوية طويلة الأمد لنزاع الشرق الاوسط". وأضافت: "يرى العرب ضرورة ان يحصل أولاً انسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية والتزام بالتوصل الى اتفاق على الوضع النهائي، اما الادارة فدعت الى وقف العنف والارهاب الفلسطينيين، وكررت التزامها عملية الخطوة - خطوة في اطار خطة ميتشل قبل التفاوض على اتفاق نهائي". وتحدثت الصحيفة عن استياء عربي من الموقف الأميركي من الاجتياح الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وقالت: "حذرت الدول العربية التي يعتبرها بوش من افضل اصدقاء الولاياتالمتحدة في المنطقة، مثل السعودية ومصر والاردن والمغرب، من ان الوضع يتجه نحو الخروج عن السيطرة. وتساءل العرب لماذا لا يستطيع بوش ان يسند كلامه لإسرائيل ببعض العضلات؟". أما صحيفة "نيويورك تايمز" فكتبت تقول: "ابلغ الأمير عبدالله الرئيس بوش بوضوح ان على الولاياتالمتحدة تخفيف دعمها لاسرائيل او مواجهة انعكاسات ذلك في العالم العربي، وانها ما لم تفعل المزيد لوقف توغلات قوات ارييل شارون في المناطق الفلسطينية فستواصل خسارة صدقيتها في الشرق الأوسط وتتسبب في المزيد من عدم الاستقرار هناك، على حد قول مسؤولين سعوديين". وذكرت أن بوش والمسؤولين الاميركيين "قدموا محصلة اكثر ايجابية للقاء كروفورد، على رغم أنهم لم ينفوا ان الأمير عبدالله عرض وجهة نظره بقوة. وقالوا إنه لم يحصل أي تهديد خلال المحادثات بخفض صادرات النفط السعودي الى اميركا". وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي أبلغ ولي العهد السعودي "انه يتوقع من اسرائيل سحب قواتها من المناطق الفلسطينية وحل مشكلتي رام الله وبيت لحم". ونقلت عن مسؤولين أميركيين أن المحادثات تناولت أيضاً الوضع في العراق، ونقلت عن عادل الجبير مستشار ولي العهد السعودي "ان واشنطن لم تنجز بعد استراتيجيتها لإطاحة الرئيس العراقي"، واستبعد ان تسمح المملكة باستخدام القواعد الاميركية لديها في أي هجوم مستقبلي على العراق. وقال: "لم تصل الادارة الى حد طرح هذا السؤال. وعندما يسألوننا سنجيبهم ان ذلك ليس في مصلحة الولاياتالمتحدة ولا يخدم مصالح المنطقة". وذكرت صحيفة "لوس انجليس تايمز" ان الأمير عبدالله "وجه تحذيراً شديداً إلى الرئيس بوش من ان الولاياتالمتحدة ستواجه ما وصفه مستشار سعودي رفيع بأنه نتائج خطيرة إذا لم تلجم اسرائيل". ولاحظت "ان العلاقة القائمة بين الولاياتالمتحدة والسعودية لا تستند فقط إلى الاسباب الاقتصادية، بل أيضاً إلى المحافظة على الاستقرار في الشرق الاوسط الملتهب... ومع ان الاجتماع ناقش مجموعة كبيرة من المسائل تعكس حجم العلاقات بين البلدين، إلا أن مسؤولاً كبيراً في الادارة اوضح ان البحث تركز على جهود تهدئة الوضع في الشرق الاوسط". ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" عن مسؤول اميركي كبير قوله ان الاجتماع "لم يكن متوتراً، بل على العكس، كان حاراً وشخصياً. وقد وجد الزعيمان أرضية مشتركة بين معتقداتهما الدينية وتحدثا عن الايمان واهميته وعن المهمات الصعبة التي يقومان بها". واضاف المسؤول: "يعتبر الأمير عبدالله رجلاً شريفاً ونزيهاً، لديه رغبة عميقة في القيام بالأفضل لشعبه وللمنطقة، ويتفهم المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه".