أعلن اليهود الإيرانيون تبرؤهم من الصهيونية وأعمالها القمعية بحق المواطنين الفلسطينيين. وأكد الحاخام الأكبر ليهود إيران يوسف همداني ل"الحياة" ضرورة "الفصل بين الصهيونية واليهودية". كذلك برأ رئيس البرلمان الإيراني مهدي كروبي اليهود من الفظائع التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلية برئاسة ارييل شارون ضد الفلسطينيين. بينما انتقد النائب اليهودي موريس معتمد "دعم واشنطن العنف الصهيوني". برزت هذه المواقف خلال أكبر تجمع أقامه اليهود الإيرانيون في كنيس "يوسف آباد" في طهران، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنديداً بممارسات الجيش الإسرائيلي المتمثلة ب"قتل الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء في جنين وسائر المناطق الفلسطينية". ودان اليهود الإيرانيون "ثقافة الحقد والعنف التي يروجها شارون وأعوانه"، ورأوا فيها "مساساً بالدين اليهودي"، داعين اليهود في أنحاء العالم إلى "الدفاع عن القيم التوحيدية والإنسانية اليهودية وارغام الجيش الإسرائيلي على تنفيذ القرارات الدولية والتقيد بالاتفاقات الثنائية مع الفلسطينيين واحترام الرأي العام العالمي". ووجه المحتجون رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أعلنوا فيها استنكارهم ل"المذابح التي تُرتكب ضد أبناء الشعب الفلسطيني"، داعين إلى وقفها. وحضر التجمع رئيس البرلمان الإيراني مهدي كروبي وعدد من النواب، بينهم نائب الاقلية الدينية المسيحية داوديان. واقيمت صلاة للدعوة إلى احلال السلام بين اتباع الأديان كافة في فلسطين وترأسها الحاخام همداني، الذي قال ل"الحياة" إن "الجرائم الصهيونية تركت آثاراً سلبية جداً على اليهود في ارجاء العالم كافة". وشدد على ضرورة الفصل بين الصهيونية واليهود، موضحاً "ان الصهاينة مرتبطون بالولايات المتحدة، أما نحن فليس لدينا مثل هذا الارتباط". وظهر قلق واضح لدى اليهود الإيرانيين من مغبة تحميل اليهود في العالم تبعات ما تقترفه إسرائيل بحق الفلسطينيين، وهو قلق أدركه المسؤولون الإيرانيون، ومنهم رئيس البرلمان الذي شدد على تبرئة اليهود من جرائم شارون، موضحاً "ان لا دور لليهود في هذه الأعمال الإجرامية". وأشار كروبي إلى ردود الفعل الشاجبة داخل المجتمع اليهودي نفسه في إسرائيل لهذه الأعمال ومنها التظاهرات ورفض بعض العسكريين المشاركة في العدوان على الفلسطينيين. واستنكر كروبي عمليات تدمير الكنائس في الأراضي المحتلة، داعياً إلى "حل يتعايش فيه جميع الفلسطينيين من مسلمين ويهود ومسيحيين، وأن يقرروا مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم". وطالت انتقادات اليهود الإيرانيين الإدارة الأميركية ذاتها، إذ قال النائب اليهودي في البرلمان الإيراني موريس معتمد ل"الحياة": "إن الدعم الأميركي للعنف الصهيوني ضد الفلسطينيين ليس من أجل اليهود، بل ينبع من نفوذ اللوبي الصهيوني الذي يفعل ما يشاء داخل الإدارة الأميركية".