طهران - أ ب، أ ف ب، رويترز - دعا نواب إيرانيون أمس، الى محاكمة زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي وإعدامهما شنقاً، غداة تظاهرات مناهضة للحكومة في طهران، أسفرت عن سقوط قتيلين من أنصار النظام وجرح 9 شرطيين. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية (انسا) عن كاظم جلالي عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى قوله إن وزير الداخلية مصطفى محمد نجار ابلغه ان «اثنين من عناصر القوات الثورية والشعبية استشهدا فيما اصيب عدد (غير محدد) بالرصاص». وأتت هذه الحصيلة بعدما نقل عن قائد الشرطة الايرانية احمد رضا رضوان قوله ان «احد مواطنينا استشهد واصيب تسعة شرطيين برصاص المنافقين (العبارة المستخدمة للاشارة الى اعضاء منظمة مجاهدين خلق) في تظاهرات امس (الاثنين)». لكن المنظمة نفت في بيان من باريس الاتهامات بأن عناصر تابعين لها كانوا وراء اطلاق النار. في هذا الوقت، اعرب الرئيس الاميركي باراك أوباما عن أمله في ان يواصل الايرانيون الاحتجاج على نظامهم، واستغرب ان يعمد القادة الايرانيون «الى الاحتفال بما حصل في مصر، في حين مارسوا في الواقع عكس ما حصل تماما في مصر عبر قمع الناس الذين حاولوا التعبير عن رأيهم سلميا». واضاف اوباما «آمل ان نستمر في رؤية الشعب الايراني يتحلى بالشجاعة للتعبير عن عطشه الى الحرية ورغبته في ان تكون له حكومة أكثر تمثيلا». ورفضت طهران امس، تصريحات لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اشادت فيها ب «شجاعة» المتظاهرين المعارضين للحكومة في طهران. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان هذه «التصريحات تنبع من خلط بسبب التغيرات التي تشهدها المنطقة». واعتبر الناطق ان «هذه التغيرات سددت ضربة لمصالح قوى الهيمنة التي تدعم النظام الصهيوني، وهي تحاول من خلال هذه التعليقات تجاهل ما جرى». ودانت باريس «بحزم اعمال العنف التي ارتكبت ضد المتظاهرين» الاثنين، وطالبت ب «الافراج عن الموقوفين». وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان فرنسا «تؤكد تمسكها بحرية التعبير». وجدد البرلمان الاوروبي دعوته السلطات الايرانية الى السماح بحرية التعبير. في الوقت ذاته، احتجت مدريد على «احتجاز» احد ديبلوماسييها 4 ساعات في طهران ووصفت الحادث ب «الخطر جداً». وقالت ممثلة للوزارة ان الحكومة الاسبانية استدعت السفير الايراني لديها للحصول على توضيحات ورفع «احتجاج على وقائع نعتبرها خطرة جداً وغير مقبولة». واضافت ان مدريد سلمت ايضاً «رسالة احتجاج» الى وزارة الخارجية الايرانية. واوضحت ان الديبلوماسي الذي اوقف هو مستشار في السفارة مكلف الشؤون القنصلية. ونشرت الصحف الاسبانية انه اوقف امام السفارة في مكان غير بعيد عن التظاهرات. وخلال جلسة برلمانية انتقد النواب المحافظون بشدة زعيمي المعارضة موسوي وكروبي، واتهموهما بخدمة مصالح «الولاياتالمتحدة والصهيونية». وهتف النواب: «الموت لأميركا» و «الموت لاسرائيل» وأيضاً «الموت لموسوي ولكروبي وخاتمي» الرئيس الاصلاحي السابق الذي يدعم المعارضة. ورأى النواب ان «موسوي وكروبي يجب ان يشنقا». واوردت وكالة «فارس» ان 223 نائباً من اصل 290 اعلنوا في رسالة تليت خلال الجلسة ان «صبر الناس نفد والجميع يريد ان ينالا (موسوي وكروبي) اشد عقاب». وقال رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني، في اشارة الى دعوة موسوي وكروبي الى التظاهر، ان «اللذين نشرا هذه الدعوة سقطا في فخ الولاياتالمتحدة»، مؤكداً ان البرلمان «يدين هذا التحرك الاميركي الصهيوني المضاد للثورة واللاوطني لمثيري الفتن هؤلاء». واضاف لاريجاني متسائلاً: «ألم يكن عليهما ان يتوبا بعدما شاهدا ان الولاياتالمتحدة والنظام الصهيوني والمنافقين (مجاهدين خلق) والملكيين، يؤيدون تحركهم؟». واعلن «ان البرلمان سيشكل لجنة لدراسة هذا التحرك المضاد للثورة ولمعرفة كيفية التصدي له». ووعد المدعي العام الايراني غلام حسين محسني ايجائي النواب بان يتحرك القضاء «بسرعة وحزم ضد المسؤولين الرئيسيين» عن هذا التحرك. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن مجموعة برلمانية قولها انه «يجب محاكمة بعض قادة مثيري الفتنة مثل موسوي وكروبي» باعتبارهما «مفسدين في الارض» وهي تهمة عقوبتها الاعدام.