استبقت ايران المبادرة الاميركية التي يحملها الجنرال انتوني زيني الى المنطقة، واعلنت عبر أعلى سلطة فيها، أي مرشد الجمهورية علي خامنئي ان السبيل الوحيد لتحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني هو استمرار الانتفاضة. فيما حذر الرئيس محمد خاتمي الذي يزور فيينا من خطر نوع جديد من الأصولية والتعصب يستند الى منطق القوة والتكنولوجيا والثروة، في اشارة واضحة الى الولاياتالمتحدة. ودعا رئيس مجلس الخبراء آية الله علي مشينكي الى محاكمة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بتهمة ارتكاب مجازر. ورفض الحوار معه لأنه يشبه "الحوار بين الذئب والغنم". ودعا خامنئي الى مواصلة الانتفاضة الفلسطينية، وقال ان استمرارها "هو الطريق الوحيد لتحرير الشعب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني". وأوضح انه "يشعر بالأسف لعدم قيام العالم الاسلامي بمسؤولياته إزاء فلسطين"، مؤكداً انه "على رغم امتلاء قلوب المسلمين غضباً ضد الكيان الصهيوني فإنه لا يُسمح لشعوب العالم الاسلامي بأن تظهر دعمها للشعب الفلسطيني علناً". واعتبر خامنئي "ان هناك من يحاول ادخال اسم فلسطين في طي النسيان والتشكيك بجدوى الاساليب الجهادية التي يستخدمها الشعب الفلسطيني". وقال: "ان السبيل الوحيد لتحرر الشعب الفلسطيني هو مواصلة الانتفاضة، والأسلوب الجهادي الذي ينتهجه". وتشكل مواقف المرشد دعماً واضحاً للعمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي، وهو مؤشر جديد الى رفض ايران الحلول المقترحة. وجاءت تصريحاته عشية بدء زيني محادثاته مع المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية ومسؤولي السلطة الفلسطينية. وتعد القضية الفلسطينية ودعم ايران للمقاومة ضد القوات الاسرائيلية أحد أهم نقاط الخلاف السياسي بين طهران وواشنطن. وفي فيينا دعا خاتمي الى "احقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والعمل على ازالة الفقر ومعاداة الآخر على الصعيد العالمي". وفي انتقاد ضمني موجه الى الادارة الاميركية أعلن خاتمي "ظهور نوع جديد من الأصولية والتعصب في العالم يستند الى منطق القوة"، موضحاً "ان هذا التعصب يهدد الحياة البشرية، لأنه يستند الى لغة القوة والثروة والتكنولوجيا ويتخذ من ذاته محوراً، ويهمش بقية العالم كله، ويرى منطق القوة وسيلة لتسوية كل النزاعات وحل مشاكل وآلام البشرية". وأضاف ان "من يمارس العنف باسم الدين هو ايضاً عدو للعقل والحوار والتسامح والحرية"، مشيراً بذلك الى بعض القوى الاسلامية المتطرفة. ويحظى الموقف الايراني من القضية الفلسطينية بإجماع داخلي بين المحافظين والاصلاحيين، وهو ما أعاد تأكيده رئيس البرلمان الاصلاحي مهدي كروبي بقوله أمام جلسة البرلمان أمس ان "ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر على أيدي الكيان الصهيوني يشكل فاجعة انسانية". ودعا كروبي المحافل الدولية الى الوقوف في وجه استمرار هذه الفاجعة والعمل لوقف الارهاب الذي تمارسه اسرائيل. وبدوره حذر علي أكبر محتشمي رئيس الكتلة البرلمانية الاصلاحية من خطورة استمرار ارييل شارون في مواصلة خططه العسكرية الهادفة الى توسيع رقعة المذابح. وجدد معارضة ايران عملية التسوية ووصفها بأنها "لا طائل منها، اذ ان الكيان الصهيوني ينتهك حرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية على السواء".