خيم التوتر على صربيا امس، اثر محاولة عضو البرلمان اليوغوسلافي وزير الداخلية الصربي السابق فاليكو ستويليكوفيتش المتهم مع سلوبودان ميلوشيفيتش بارتكاب جرائم حرب في كوسوفو، الانتحار مساء اليوم باطلاق النار من مسدسه على رأسه، والذي أعقبه انتحار وزير الصحة الاتحادي ميودراغ كوفاتش من الجبل الأسود احتجاجاً على مصادقة البرلمان على قانون يسمح بتسليم 22 صربياً الى محكمة لاهاي. وكان ستويليكوفيتش، احد اربعة متهمين، هم: الرئيس الصربي ميلان ميلوتينوفيتش والنائب نيكولا شائينوفيتش وقائد الجيش السابق دراغوليوب اويدانيتش الذين كانوا من كبار مساعدي ميلوشيفيتش اثناء حوادث كوسوفو والغارات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا. ووقع حادث ستويليكوفيتش، مساء اول من امس عند الباب الرئيسي للبرلمان بعد موافقته على قانون لتسليم المطلوبين الحاليين الى محكمة لاهاي. وأفاد الطبيب المسؤول في المستشفى الذي نقل إليه ستويليكوفيتش ان حاله لا تزال خطيرة جداً ويرقد في غيبوبة بين الحياة والموت. وترك ستويليكوفيتش رسالة غاضبة من 15 صفحة، سلمها الى عضو البرلمان الأمين العام للحزب الراديكالي الكسندر فوشيتش، الذي قرأها امام البرلمان، وجاء فيها: "بهذا التصرف اعلن، كعضو في البرلمان الاتحادي، احتجاجي على كل اعضاء السلطات الصورية". وخص باللوم كلاً من الرئيس فويسلاف كوشتونيتسا ورئيس الوزراء الصربي زوران جينجيتش والوزيرين الصربيين للداخلية دوشان ميخايلوفيتش والعدل فلادان باتيتش. وأضاف: "انني اتهمهم بتدمير يوغوسلافيا بمساعدة عدونا الخارجي الأكبر، وبانتهاك الدستور والقانون في هذا البلد، وانتهاج سياسة الخيانة والاستسلام وتحطيم كبريائنا القومي". ووصف الرئيس كوشتونيتسا، امس، الحادث بأنه "مأسوي... وهو تنبيه الى المجتمع الدولي الذي يصر على وضع شروط ويضغط علينا ويملي علينا افعالنا". واعتبر الأمين العام للحزب الاشتراكي الصربي بزعامة ميلوشيفيتش زوران انجيلكوفيتش الذي ينتمي إليه ستويليكوفيتش، إن ما قام به هو احتجاج على "ان الإرهابيين الألبان الذين قتلوا اكثر من 300 شرطي في كوسوفو تم الإفراج عنهم، في حين ان المواطنين الذين دافعوا عن بلادهم يحاكمون في شكل مهين ويسلمون من قبل نواب برلمانهم الى جهات معادية". وحدثت ردود فعل سريعة على حادث ستويليكوفيتش اذ ذكر تلفزيون بلغراد امس ان وزير الصحة الاتحادي ميودراغ كوفاتش من الجبل الأسود انتحر احتجاجاً على موافقة نواب حزبه الاشتراكي في الجبل الأسود على تسليم المطلوبين الى محكمة لاهاي. وكان الوضع متوتراً جداً امس في بلغراد وأنحاء صربيا، بعدما دعت الأحزاب اليسارية والراديكالية الى تظاهرات في انحاء البلاد.