اشتد الصراع في بلغراد في شأن قضية الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، وبدت الحكومة في عجلة من أمرها لتسليمه الى محكمة لاهاي ولو تناقض ذلك مع الدستور، وترددت اشاعات عن خطة لخطف ميلوشيفيتش وتسليمه الى لاهاي تحت جنح الظلام، للالتفاف على الجدل القانوني في شأنه. وذكرت وكالة أنباء "بيتا" الصربية المستقلة ان المحكمة الدستورية اليوغوسلافية ستبحث اليوم، الجانب القانوني للمرسوم الذي صدر عن الحكومة اليوغوسلافية في شأن التعاون مع محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي، بناء على طعن مقدم من محامي ميلوشيفيتش في شرعية المرسوم الذي "تجاوز الحق التشريعي للبرلمان". وأبلغ رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش الصحافيين انه في حال تعارض موقف المحكمة الدستورية مع المرسوم، "سيصدر مرسوم فوري التنفيذ ينص بوضوح على تسليم ميلوشيفيتش الى محكمة الجزاء الدولية". لكن الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا قال في مؤتمر صحافي ان اتمام اجراءات تسليم ميلوشيفيتش "سيكون مستحيلاً قبيل عقد المؤتمر الدولي المخصص لجمع معونات ليوغوسلافيا" غداً. واعتبر ان من الواجب انتظار حكم المحكمة الدستورية، معتبراً ان مرسوم تسليم ميلوشيفيتش لا ينفذ خلال 48 ساعة من صدوره "لأن ذلك سيكون انتهاكاً للقانون". واعترف كوشتونيتسا بأنه "اضطر" لتغيير موقفه المتشدد من محكمة لاهاي "بسبب ضغوط اميركية". وافادت مصادر اعلامية ان هذه الضغوط لم تقتصر على المعونات الدولية، بل أبلغ البيت الأبيض كوشتونيتسا اثناء زيارته واشنطن، ان عدم تسليم ميلوشيفيتش الى لاهاي "سيؤدي أيضاً الى انفصال كل من جمهورية الجبل الأسود وكوسوفو نهائياً عن صربيا". وبالنسبة الى كوسوفو، افيد ان كوشتونيتسا أبلغ ضرورة "ان توقع بلغراد تعهداً بعدم التعرض لقاعدة بوند ستيل الاميركية في الاقليم لفترة 75 سنة". وسرت اشاعات قوية في بلغراد امس، مفادها ان ميلوشيفيتش سيؤخذ من سجنه ليلاً قبل غد الجمعة، وينقل الى المطار حيث ستنتظر طائرة للحلف الأطلسي لتقله الى لاهاي، وذلك بناء على ترتيبات بين رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش ووزير داخليته دوشان ميخائيلوفيتش، "أياً كان موقف الرئيس كوشتونيتسا من ذلك". وقال المحامي توما فيلا الذي يدافع عن ميلوشيفيتش انه "لن يكون مندهشاً اذا جرى ترحيل الرئيس السابق من بلغراد من دون اكتمال الاجراءات القانونية". وأضاف: "كل شيء ممكن في البلقان".