يحمل العاهل المغربي الملك محمد السادس في زيارته المقبلة الى واشنطن في 21 نيسان ابريل الجاري تصوراً لحل قضية الصحراء الغربية يستند الى "الاتفاق الإطار" الذي وضعه الوسيط الدولي جيمس بيكر واحداً من اربعة خيارات لحل النزاع. والخيارات الثلاثة الأخرى هي العودة الى خطة الاستفتاء أو تقسيم المحافظات الصحراوية او انسحاب الأممالمتحدة من جهود حل النزاع. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر في بيان وزع على الصحافة ان الرئيس جورج بوش سيعرض "المسائل الاقليمية والثنائية مع ملك المغرب الذي يلعب دوراً بناء في السعي الى السلام في الشرق الاوسط والحليف القوي في الحملة الدولية لمكافحة الارهاب". وكانت الزيارة مقررة في 17 الشهر الجاري، لكن تطورات الاوضاع في المناطق الفلسطينية أدت الى ارجائها. وأفادت مصادر رسمية في الرباط ان الملك محمد السادس عيّن سفيراً جديداً لبلاده في واشنطن هو السيد عزيز مكوار خلفاً للسفير الحالي السيد عبدالله معروفي الذي انتهت مهمته. والسفير الجديد ديبلوماسي محترف وعمل سفيراً للمغرب في روما. ويريد المغرب الذي وصفه بيان رسمي أميركي عشية إعلان زيارة الملك محمد السادس بأنه "حليف استراتيجي متميّز" لواشنطن، ان يستفيد من هذه النظرة الأميركية اليه لإقناع إدارة الرئيس جورج بوش بتبني خيار "الحل السياسي". إذ ان ذلك يُساعد، من وجهة نظر الرباط، في تأمين استقرار منطقة شمال افريقيا ويحافظ على المصالح الحيوية لواشنطن في علاقتها شبه المتوازنة مع المغرب والجزائر. خيار الحل الثالث ومهّدت الرباط لذلك حين أجرى الملك محمد السادس مكالمة هاتفية مع الرئيس بوش جدد فيها التزام بلاده التعاون مع الاممالمتحدة لدعم خيار الحل الثالث الذي قال انه يستند الى الشرعية ويحول دون إغراق المنطقة في تدهور أمني. وسبق للمغرب ان اوضح ان خطة التقسيم التي يُقال ان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اقترحها على الادارة الاميركية وعلى الوسيط بيكر، تحمل مخاطر زعزعة الاستقرار في المنطقة. الى ذلك، سيجتمع العاهل المغربي في نيويورك مع الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان. وسيكون اللقاء الثاني منذ تقريره الاخير الى مجلس الأمن عن الخيارات الثلاثة للمنظمة الدولية في الصحراء الغربية. ويسبق الاجتماع إبلاغ أنان مجلس الامن، نهاية الشهر الجاري، اقتراحه في شأن طريقة تعامل الاممالمتحدة مع النزاع مستقبلاً. وكان الوسيط بيكر صرّح أخيراً بأنه سيواصل جهوده لوصول الاطراف المعنية الى اتفاق. وبدأ ويليام سوينغ، الممثل الخاص لكوفي أنان في الصحراء، جولة جديدة من المحادثات في المنطقة. إذ اجتمع في نواكشوط مع الرئيس معاوية ولد سيدي احمد الطايع للبحث في جهود الحل في الصحراء. وكان لافتاً ان سوينغ غاب عن مخيمات تيندوف خلال الزيارة التي قام بها الرئيس بوتفليقة الشهر الماضي.