في خطوة تدل على مستوى التدهور في العلاقات بين المغرب والجزائر تحاشى العاهل المغربي الملك محمد السادس توجيه رسالة مباشرة الى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة كما جرت العادة في مناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس اتحاد المغرب العربي، واختار توجيه رسائل مشتركة الى رؤساء بلدان المغرب العربي الاربعة. ورأئ مراقبون أن الخطوة تمثل تعبيرا من الدوائر العليا المغربية عن "عدم الرضا عن التصريحات الجزائرية في شأن الصحراء". وأكد الملك محمد السادس التزامه بمقتضيات معاهدة تأسيس الاتحاد المغاربي في مراكش "التي ستظل حدثا مشرقا في ذاكرتنا المغاربية يجسد تطلعات شعوبنا الشقيقة وخصوصا اجيالنا الصاعدة الى التكامل والتضامن والتآزر كثوابت لامندوحة عنها في عالم تهيمن عليه التجمعات والتكتلات الجهوية الكبرى". وتمنى تحقيق تلك التطلعات "في ظل حسن الجوار والارادة الصادقة والثقة المتبادلة لما فيه خير شعوبنا المغاربية". وتعتبر هذه المرة الاولى التي لا يتوجه فيها العاهل المغربي بصورة مباشرة الى الرئيس الجزائري، ويمكن القول انه تفادى لهذا الغرض مخاطبة الاعضاء الاخرين في الاتحاد الذين تخلو علاقاتهم من اي خلافات مع الرباط. ورات المصادر ان الموقف المغربي يعبر عن التعثر في مساعي تطبيع العلاقات مع الجزائر، على خلفية تصريح الرئيس الجزائري لصحيفة "لوموند" الفرنسية الذي شبه فيه استعادة المغرب المحافظات الصحراوية بغزو العراقالكويت. ويخفي التوتر بين الرباطوالجزائر الترقب الحذر لتقرير يعرضه الوسيط الدولي جيمس بيكر على الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اليوم في شأن نتائج مشاوراته مع اطراف النزاع. واستبق المسؤولون المغاربة والجزائريون ملاحظات بيكر التي سيعتمدها انان أساسا لتقريره الى مجلس الامن نهاية الشهر الجاري بتصريحات اتسمت بالحدة. وكان رئيس الوزراء المغربي عبد الرحمن اليوسفي اتهم الجزائر بتقويض جهود الاممالمتحدة لحل نزاع الصحراء، "وشن هجوم ممنهج والتحرك في عواصم العالم لمناهضة المغرب ومنازعته في حقوقه".