رأى مصدر ديبلوماسي غربي في تعيين الامين العام للامم المتحدة كوفي انان موفدا جديدا له الى الصحراء الغربية اشارة الى تحول وشيك في تعاطي الاممالمتحدة المقبل مع الملف في ضوء ترتيبات الحل الثالث التي يرعاها الوسيط الدولي جيمس بيكر مع اطراف النزاع. وعين انان الديبلوماسي الاميركي وليام سوينغ 67 عاما موفدا جديدا له الى الصحراء الغربية بدل وليام ايغلتون الذي ترأس البعثة الاممية المينورسو حوالي عامين ونصف عام. ويعتبر موفد أنان الجديد ديبلوماسيا محنكا في الشؤون الافريقية، اذ احتل مناصب ديبلوماسية عدة في افريقيا وكان سفير بلاده في جنوب افريقيا عام 1963، ثم مكلفا الشؤون القنصلية لبلاده في هامبورغ في المانيا عام 1968، وبعدها رئيسا للبعثة الاميركية في جمهورية افريقيا الوسطى عام 1976، قبل ان يعين عام 1979سفيرا في جمهورية الكونغو برازافيل التي نقل منها الى نيجيريا وبعدئذ الى هايتي وانهى مساره الديبلوماسي سفيرا لبلاده في الكونغو الديموقراطية زائير عام 1998. ويعتبر سوينغ من مهندسي عودة السلم في هذا البلد الافريقي بعد رحيل الماريشال موبوتو سيسي سيكو. وقال المصدر ان تسلم سوينغ مهماته على رأس البعثة الاممية الى الصحراء الغربية سيتزامن مع تغيير في تركيبة البعثة، اذ من المقرر ان يغادر عشرات من موظفي الاممالمتحدة المكلفين اعمال تحديد الهوية محافظة العيون مقر البعثة الى نيويورك، ما يؤشر ل"ترتيب جديد لبيت البعثة قد يمهد للمرحلة الانتقالية الرامية الى تنفيذ بنود الحل الثالث". وكان مجلس الامن الدولي اقر الاتفاق الاطار الذي اتى به الامين العام للامم المتحدة ومنح الاقليم حكما ذاتيا موسعا تحت سيادة المغرب. وترقب الاوساط التقرير المقبل الذي سيصدره انان نهاية الشهر الجاري، ويعرض فيه الى نتائج المفاوضات التي اجراها ممثله الشخصي جيمس بيكر مع اطراف النزاع. وكان بيكر التقى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة نهاية الاسبوع الماضي في الولاياتالمتحدة، لكن لم يتسرب شيء عن تلك المفاوضات. ويرجح ان يكون ملف الصحراء والوضع في المغرب العربي في مقدم المواضيع التي ناقشها بوتفليقة مع المسؤولين الاميركيين. واعلن المغرب عن قبوله بتحفظ للاتفاق الاطار، في حين رفضته الجزائر وجبهة بوليساريو. لكن مصادر ديبلوماسية اعلنت ان من المتوقع ان يمضي انان في تعزيز جهود بيكر لاقرار الاتفاق الاطار او ادخال تعديلات عليه لحض الجزائر وبوليساريو على قبوله. وقالت المصادر ان الحل الثالث يشكل برأي العواصم الغربية "الحل الوسط الكفيل بضمان الامن والاستقرار في المنطقة". وسعى العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطابه امس الى الامة لمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لمسيرة ال350 الف مغربي نحو اقليم الصحراء الغربية الى تأكيد اهمية النزوع الى الحوار وشجب العنف للوصول الى اي تسوية، في اشارة الى جهود بيكر لاقرار الحل السياسي في المنطقة.