قصف "حزب الله" أمس مواقع اسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة، وردت اسرائيل بغارات جوية على أهداف قريبة. لكن مصادر موثوقة قالت ل"الحياة" ان الوضع العسكري المتوتر في جنوبلبنان قابل للضبط والسيطرة وان دمشق دخلت على خط احتواء هذا الوضع منذ اوائل الاسبوع الماضي داعية "حزب الله" الى الحذر في تحركاته العسكرية على الجبهة اللبنانية - الاسرائىلية وعدم الانزلاق الى تصعيد يسمح لاسرائىل بتوسيع المواجهات نحو الجبهة اللبنانية. راجع ص8 وأكدت مصادر في "حزب الله" ل"الحياة" أمس أن الاتصالات مع قيادته وأمينه العام السيد حسن نصرالله افضت الى معادلة اعلن الاخير عن جانب منها في خطابه الذي ألقاه اول من امس حين اكد استمرار العمليات ضد المواقع الاسرائىلية في منطقة مزارع شبعا، وان المقاومة "تتصرف بدقة وتحتفظ بالسلاح للحظة التي تشعر فيها ان رئىس الحكومة الاسرائىلية آرييل شارون يدفع المعركة نحو نهايتها". وذكرت مصادر "حزب الله" ان هناك اربع نقاط يشدد عليها في اطار هذه المعادلة هي: 1- ان عملياته ضد الاسرائىليين في منطقة مزارع شبعا ستستمر ما دامت الحكومة اللبنانية تعتبرها محتلة، ومن واجب المقاومة العمل من اجل تحريرها في ظل تغطية رسمية لبنانية، استناداً الى هذا الموقف. كما ان اسرائىل تدرك ان ليس من حجة لديها على الصعيد الدولي لتوسيع الجبهة بسبب العمليات في المزارع طالما ان المجتمع الدولي سبق ان تبلّغ مطلب لبنان الانسحاب الاسرائىلي من المزارع، ولأن قضية الاحتلال هناك لا علاقة لها بالمستجدات في الاراضي الفلسطينية المحتلة. 2- ان "حزب الله" والمقاومة لن يمسا الخط الأزرق الذي رسمته الأممالمتحدة العام 2000 كخط للانسحاب الاسرائىلي "على رغم اننا لا نوافق عليه وسبق ان عارضناه، لكن اعتراضنا عليه منذ رسمه لا يناقض ضبط النفس الذي مارسناه منذ العام ألفين، انسجاماً مع التزامات الحكومة اللبنانية ومراعاة للظروف الدقيقة الراهنة التي تتطلب حسابات واقعية تحول دون اي خطوات غير مدروسة تستدرج توسيعاً اسرائىلياً للجبهة". وأكدت مصادر الحزب انه ابلغ المعنيين جميعاً ان التزامه الخط الازرق يشمل ايضاً المساعدة في ضبط الخروق عليه. وهو قام بذلك عملياً خلال الايام الماضية. 3- اوضحت مصادر الحزب انها ستبقى ملتزمة بعدم استهداف المدنيين الاسرائىليين، في عملياتها التي تتم في مزارع شبعا، ما دام الاسرائىليون يتجنبون استهداف المدنيين اللبنانيين. 4- الا ان المصادر اكدت ان هذه الضوابط تسقط في حال قيام اسرائىل بعمليات قتل وتهجير جماعيين للفلسطينيين في المناطق التي احتلتها الآن في الضفة الغربية، "فعندها تسقط كل المعادلات وسنستعمل كل الوسائل ولا تعود هناك محرّمات". والمقصود ليس التهجير الفردي او المحدود هنا بل الشبيه بما حصل عام 1948، "لأنه في هذه الحال يسيء الى لبنان ومقوماته وكيانه، نظراً الى رفضه المطلق للتوطين وسعيه الى تكريس حق العودة للاجئين الفلسطينيين الموجودين على ارضه". وعلمت "الحياة" من مصادر الحزب ان نصرالله ابلغ العديد من اركان الحكم ومنهم رئىس الحكومة رفيق الحريري ووزير الثقافة غسان سلامة وغيرهم من الذين راجعوه في شأن ضبط الوضع على الجبهة، بهذه النقاط.