بيروت - "الحياة" -بعد مضي نحو ساعة على الغارة الاسرائيلية على موقع الرادار السوري قرب بلدة سرعين البقاعية، اسفرت عن اصابة جنديين سوريين ومجنّد في الجيش اللبناني بجروح طفيفة، قام "حزب الله" بردّ سريع، من خلال قصف صاروخي ومدفعي مركّز استهدف فيه مزارع شبعا المحتلة، أدى الى تدمير رادار اسرائيلي، وهذا ما يحصل من جانب الحزب للمرة الأولى منذ انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان في 25 ايار مايو العام الماضي. وتأتي الغارة الاسرائيلية على موقع الرادار السوري، الثانية منذ 16 نيسان ابريل الماضي على موقع سوري في البقاع، والرد السريع من "حزب الله"، ليبقي الباب مفتوحاً امام حال من الترقب والحذر الى حين معرفة الخطوة التالية التي ستقدم عليها تل ابيب، خصوصاً ان مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت أكدت ل"الحياة" انها فوجئت بالرد السريع من جانب حزب الله خلافاً لكل التوقعات. وفي هذا السياق، قال مصدر لبناني رسمي رفيع المستوى ل"الحياة" اننا في انتظار رد الفعل الاسرائيلي، لأن المعادلة التي ارادتها اسرائيل بالردّ على أي عملية للمقاومة بقصف مواقع عسكرية سورية في لبنان قد كُسرت، عندما سارع الحزب الى الرد بعدما قطع امينه العام السيد حسن نصرالله الخطاب الذي كان يلقيه في بلدة بوداي البقاعية اثناء حصول الغارة الاسرائيلية ليعلن "ان التعاطي مع هذا العدوان لن يكون كما في السابق، فاسرائيل تلعب بالنار وهذه الاعتداءات لن تنفعهم". وأكد المصدر الرسمي ان المعادلة في السابق "كانت ترسو على آخر من يردّ، وأن اسرائيل عوّدتنا على الرد بينما الآن قام الحزب برد عاجل"، وكأنه اراد ان يوحي بأن تغيير المعادلة التي تتحكم بالصراع مع اسرائيل لم تعد حكراً عليها وأن تهديدها باستمرار بتغييرها لم يمنع "المقاومة الاسلامية" من الرد وأبقت عليه محصوراً في منطقة لبنانية محتلة. وكشف المصدر عن تسارع الاتصالات الديبلوماسية مع لبنان، وقال ان القائم بالأعمال الاميركي ديفيد هيل اتصل برئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري ودعا الى ضبط النفس. وقال: "ان الجواب اللبناني كان واضحاً بأن المشكلة عند اسرائيل وليست في لبنان ما دامت تستمر في احتلال ارض لبنانية". وتزامن ذلك مع اتصال اجراه وزير الخارجية اللبناني محمود حمود - الذي كان التقى الحريري - بنظيره السوري فاروق الشرع تشاورا خلاله في الموقف من التطورات، وأكدا ثبات الموقف اللبناني - السوري الموحد، من العدوان الاسرائيلي وضرورة قيام الاممالمتحدة والمجتمع الدولي بدور ضاغط لوقف العربدة الاسرائيلية، اضافة الى تحذير اسرائيل من العواقب الوخيمة المترتبة على استمرار اعتداءاتها. وعلى صعيد آخر، علمت "الحياة" ان مسؤولين في الاممالمتحدة اجروا اتصالات بكبار اركان الدولة اللبنانية. وأعربت اوساط الاممالمتحدة في بيروت عن قلق كبير من تدهور الوضع وخروجها عن السيطرة وحصول انزلاقات خطيرة تتجاوز المساحة التي دارت فيها الاحداث في الفترة الاخيرة. لكن مصادر ديبلوماسية غربية لاحظت ان الغارة الاسرائىلية كانت سياسية اكثر منها عسكرية وأرادت تل ابيب من خلالها توجيه رسالة الى سورية لضبط "حزب الله"، اضافة الى انها ردت على تساؤلات عما اذا كانت اسرائيل لن ترد على العملية التي نفذتها المقاومة الجمعة الماضي في مزارع شبعا وأدت الى جرح جنديين اسرائيليين، جروح احدهما خطرة. ولقيت الغارة الاسرائيلية ادانة عربية واسعة من مصر والأردن والأمين العام لجامعة الدول العربية، في حين دعا مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية "جميع الاطراف الى التحلي بأقصى مقدار من الاعتدال وتجنب اعمال الاستفزاز"، وأعرب عن اسفه لسقوط ضحايا.