أول الكلام: من رباعيات الخيام/ ترجمة شاعر الشباب/ أحمد رامي: - لا تُشغِل البالَ بماضي الزمانْ ولا بآتي العيش قبل الأوانْ واغنَمْ من الحاضر: لذَّاته فليس في طبع الليالي: الأمان - غداً بظهر الغيب، واليوم لي ولم يخيب الظنُّ في المُقبِل ولستُ بالغافل حتى أرى جمال دنيايَ... ولا أجتلي!!
"لا للاكتئاب... نعم للفرح"!! هذا الشعار/ الدعوة الى الحياة: رفَعْته لافتة بالنيون طوال ايام عيد الأضحى، متجاوزاً كل ما يعاني منه العرب والمسلمون من اضطهاد اميركي لهم... وهو الشعار الذي اختاره عنواناً متفائلاً لكتابه الذي أصدره عام 2001: الصحافي العربي الكبير/ عرفان نظام الدين، وحرص ان يختار لغلافه: لوحة ازهار الفرح التي أهدتها لكتابه: الفنانة التشكيلية السورية المبدعة/ ابتسام عقاد الأنصاري!! اخترت هذا الكتاب/ اللوحة/ اللافتة، للاختباء داخل صفحاته، لعلَّني أنجو في عطلة العيد من الملل أو الاكتئاب/ فتصوَّروا ؟!!... واخترته لاستنشاق عبَق كلماته وسطوره طوال ايام العيد، خاصة وأنه يحضُّ قارئه على: الابتسام، والتفاؤل، والفرح... لأن آفة العصر هذه الأيام هي الكآبة، وأسوأ وجه في الدنيا هو الوجه الكئيب العابس كما كتب "عرفان" في مقدمة كتابه الذي بلغت صفحاته 244 من الحجم الكبير!
وفي هذا الكتاب: اعادني الحبيب/ عرفان نظام الدين الى عصرٍ أجملَ بهذه الدعوة المفتوحة لقارئه... للضحك، والفرح، والمرح، والحب: لأن الحب هو المفتاح السحري للسعادة كما قال عرفان!! ولكن... أين هو "الحب" اليوم من صدور وأضلع وخفقات الأكثرية من بشر هذا القرن؟! حتى أغاني هذا العصر التي تُرقرق نفوس البشر، وتدعو الى الحب وتُصوِّره: تحولت الى استعراض اجساد لإبراز مفاتنها في دعوة مفتوحة ومباشرة الى استبدال الحب بالجنس... ويكتب "عرفان" هذه الصورة/ المثال على اغاني هذا الزمان: "أبقى اخيراً مع مطربة لبنانية محبوبة اشتهرت في اغنية عجيبة تُردّد في مطلعها: انا ما فيِّ / مرات عدة، ثم تكشف لنا أنها: "ما فيها تحبه اكثر من عينيها"... وأنا أيضاً ما فيِّ، والقراء لم يعد فيهم صبر ولا حيل على نقمة الفيديو كليب"!!
يذكِّرني الحبيب "عرفان" بنشيد الحب اليومي - كما سماه - ذلك اللحن الذي ترنَّم به فريد الأطرش: - "الحياهْ حلوه، بسّ نفهمها... الحياهْ غِنوة، مَحْلا انغامها"! ويحشد في مقدمة كتابه/ دعوته للفرح: الأجمل من اللوحات الشعرية، بعد ان غرس للجذور هذه الكلمة: فما أضْيَق العيش لولا فسحة الأمل... وهو يردد مع الشاعر: - إن تَضِقْ يا رب دنيايَ بما فيها من رحابْ وتراءت كظلام الليل: أفق واكتئاب إنّما رحمتك السمحاء كانت ليَ باب!! وأخيراً... يشير "عرفان" الى دراسة طبية نشرتها جامعة "جون هبكنز" تقول: إن المرضى الذين تمسّكوا بتفاؤلهم ومرحهم وإيمانهم الكامل بالشفاء والثقة بالنفس: كانوا أقل تعرُّضاً للأزمات القلبية، وأكدت اهمية التفكير الإيجابي بالتفاؤل!! حقاً... لقد أسعدني "عرفان" بضفَّتي هذا الكتاب الداعي الى: اضحك... تضحك لك الدنيا!!