وصف ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، رداً على سؤال ل "الحياة"، المحادثات التي اجريت أمس في جدة مع الرئيس السوري بشار الأسد بأنها "كانت أكثر من جيدة". وعلمت "الحياة" أن المحادثات التي اجراها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله أسفرت عن تأييد سوري للمقترحات التي طرحها ولي العهد السعودي الشهر الماضي والإتفاق على طرحها أمام قمة بيروت العربية لبلورتها كخطة سلام عربية. في غضون ذلك ا ف ب رحب الرئيس الاميركي جورج بوش امس بمقترحات المصري حسني مبارك لوضع حد لأعمال العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لكنه شدد على ان "أي مبادرة سلام لا يمكن ان تحرز تقدماً بدون موافقة مسبقة" من الطرفين، حسب الناطق بباسم البيت الابيض. واوضح الناطق اري فلايشر ان الرئيسين بحثا كذلك خلال لقائهما المقرر في المقترحات السعودية. ولم يوضح فلايشر اذا كان بوش سيدعم اقتراح مبارك الدعوة الى قمة في مصر بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، موضحاً ان بوش "لا يزال يعتقد ان من الصعب جداً التفاوض بشأن السلام في اجواء من العنف والقتل اليومي. ويعتقد حول هذه النقطة .. ان على الرئيس عرفات بذل المزيد من الجهود". وأكدت مصادر سعودية مسؤولة أن ما سمي "مبادرة ولي العهد السعودي" بشأن تحقيق الإنسحاب الإسرائىلي الشامل من كامل الأراضي العربية المحتلة مقابل تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل، تستند بشكل أساسي على قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة الخاصة بالنزاع العربي الإسرائيلي، ومن بينها قرار مجلس الأمن الرقم 194 الذي يؤكد حق العودة للفلسطينيين. وأستغربت المصادر السعودية التي تحدثت الى "الحياة" التفسيرات التي أثيرت بشأن "الأفكار أو المقترحات التي طرحها الأمير عبدالله وتستهدف طرح منظور عربي شامل لتحقيق الإنسحاب الإسرائيلي الشامل من الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف مقابل تطبيع العلاقات العربية مع إسرائىل". وأوضحت ان هذه التفسيرات التي ترددت في بعض وسائل الإعلام وفي ما نسب إلى بعض المسؤولين العرب "لم تكن دقيقة" و "ربما لم يطلع أصحابها على ما قاله ولي العهد السعودي للصحافي الاميركي حين أعلن أفكاره". وحذرت من "الانسياق وراء التفسيرات الإسرائيلية وتفسيرات طرحها بعض الإعلام الغربي بهدف إجهاض المبادرة وإثارة الخلاف بين الدول العربية". وأشارت الى الموقف المؤيد للمقترحات السعودية الذي أعلنته القيادة الفلسطينية "والذي أكد أن هذه المقترحات تؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمها حق العودة للاجئين الفلسطينيين". السعودية لا تدخل في مفاوضات مع إسرائيل وأشارت المصادر السعودية نفسها الى أن المملكة ليست معنية بالاقتراحات الاسرائيلية لعقد لقاء سعودي إسرائيلي مشيرة إلى أن "المملكة لا يمكن أن تدخل في لعبة المفاوضات مع إسرائيل"، وأن ما طرحه ولي العهد السعودي "واضح وهو ان تحقق إسرائيل الإنسحاب الشامل من كل الاراضي العربية المحتلة وتطبق قرارات الشرعية الدولية أولاً وتقدم الضمانات الدولية لذلك، وبالتالي لا يمكن أن تدخل السعودية في مفاوضات مع إسرائيل بشأن" هذه الخطوات. وعلمت "الحياة" أنه تم إيضاح الكلام السعودي للرئيس السوري بشار الأسد خلال المحادثات أمس في جدة، الأمر الذي جعل الجانب السوري يبدي وفق ما ذكرت مصادر مطلعة على المحادثات "إرتياحاً وتأييداً للمقترحات السعودية واتفاقاً على طرحها امام قمة بيروت العربية ليتم بلورتها كخطة سلام عربية متفق عليها". وكان الملك فهد اجرى محادثات مع الرئىس الاسد في حضور الامير سعود الفيصل وزير الخارجية وعدد من الامراء والمسؤولين السعوديين الاخرين، ومن الجانب السوري نائب الرئىس عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع. وبعد غداء تكريمي أقامه الامير عبدالله للرئيس الأسد عقد الجانبان جلسة محادثات ثانية ركزت على الافكار السعودية المطروحة وعلى تصاعد العدوان الاسرائىلي على الفلسطينيين. وأكد الجانبان دعمهما الكامل والتام للشعب الفلسطيني. وتناولت المحادثات أيضاً التحضيرات الجارية حالياً إعداداً لقمة بيروت.