أعلن البيت الابيض امس أن الرئيس جورج بوش أشاد بمقترحات الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وشكره على مبادرته. كذلك رحب الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالمبادرة ووصفها بعد محادثات مع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز في باريس بأنها شجاعة وتدخل في اطار الجهود الهادفة لمساعدة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على العودة الى طاولة المفاوضات والتوصل الى حل عادل ودائم استناداً لمبدأ الارض مقابل السلام. واعلن الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا امس بعد لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي ان ارييل شارون مستعد للقاء "أي مسؤول سعودي" للبحث في مبادرة السلام السعودية. وقال سولانا إنه سيلتقي غداً الخميس في جدة السعودية ولي العهد السعودي ليبحث معه في مبادرته. في غضون ذلك، قررت القيادة الفلسطينية، استجابة لضغوط اميركية واوروبية وتحت تهديدات اسرائيلية باعادة احتلال المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، استئناف الاجتماعات الأمنية مع الجانب الاسرائيلي، فيما دعا الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بعد محادثاتهما في القاهرة امس اسرائيل الى رفع حصارها عن الاراضي الفلسطينية واطلاق حرية الحركة للرئيس ياسر عرفات. راجع ص4 و5 وفي نيويورك، برز توجه داخل المجموعة العربية في الأممالمتحدة نحو انتظار القمة العربية قبل طرح مشروع قرار فلسطيني في مجلس الأمن يأخذ طابع التسوية الشاملة برؤية جديدة. وأكد نائب مندوب فلسطين، السيد مروان جيلاني ل"الحياة": "نحن مع هذا التوجه، ذلك ان صدور قرار عربي عن القمة بهذه الأفكار يُترجم إلى قرار في مجلس الأمن سيكون له صدى أقوى والتزام اعمق". واجتمعت المجموعة العربية أول من أمس، وناقشت مشروع القرار السياسي الذي يتحدث عن التسوية الشاملة، وقد يكون أهم قرار يصدر عن المجلس في الشأن الفلسطيني منذ القرار 242. وقالت المصادر العربية إن السفراء العرب ناقشوا المشروع، وبرزت تحفظات على المشروع خصوصاً من السفيرين السوري ميخائيل وهبه واللبناني سليم تدمري فحواها الحرص على ألا يتضمن أي نص ما قد يُفهم منه أن إقامة العلاقات الطبيعية بين دول المنطقة تتم بمجرد إقامة الدولة الفلسطينية، من دون حل على المسارات الأخرى من المفاوضات. وينص المشروع الفلسطيني على ضرورة الانسحاب من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حزيران يونيو 1967. ويتخذ من مبادرة الأمير عبدالله أساساً له من دون تسميتها. المبادرة في القمة وأكد مصدر سعودي قريب من ولي العهد ان الاتصال الأميركي - السعودي أمس تطرق بشكل مكثف الى مبادرة الامير عبدالله المشروطة التي أخذت بعداً عالمياً، مشيراً الى ان اهميتها تكمن في التوقيت الذي طرحت فيه اضافة إلى كونها مبادرة مشروطة. وزاد ان من المتوقع ان تحظى بأهمية خاصة في القمة العربية المقبلة في بيروت في ظل توافق آراء "معظم" القادة العرب على أهميتها. وقال المسؤول السعودي إن هناك توافقاً عربياً حول اهمية المبادرة وان ولي العهد ناقشها بشكل معمق مع الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان ومع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وانهما أكدا للأمير عبدالله اهميتها وضرورة تفعيلها على الصعيدين العربي والدولي، وهو ما يعني ان المبادرة ربما ستكون الورقة الاوفر حظاً خلال القمة العربية المقبلة في بيروت، هذا إن لم تكن الورقة الأهم على جدول اعمال القمة في ظل التصعيد الذي تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينيين. وفي الوقت الذي لم يبين فيه المصدر السعودي مدى التجاوب العربي مع المبادرة، قال إن "معظم القادة العرب اكدوا ضرورة ان تتبنى القمة العربية المقبلة مبادرة الأمير عبدالله كخيار استراتيجي وورقة عمل أساسية"، لافتاً الى ان الادارة الاميركية ناقشت المبادرة مع الامير عبدالله أكثر من مرة وان هناك توافقاً في الرؤى حول أهميتها وضرورة تفعيلها. وزاد ان الادارة الاميركية ترى ان في امكان المبادرة إعادة الهدوء إلى منطقة الشرق الاوسط، وهو ما يراه المعتدلون الاسرائيليون. وحول امكان قبول الطرف الاخر بالمبادرة، قال المسؤول السعودي: "هناك جناح معتدل وعاقل في اسرائيل، وهو جناح، حسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، يرى ان ليس امام الاسرائيليين سوى القبول بالمبادرة، في ظل العنف الذي يتبناه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون"، لافتاً إلى ان الصدى الدولي الذي اخذته المبادرة "ربما سيجبر شارون على القبول بها"، وهو ما بدا واضحاً في التعاطي الاسرائيلي مع المبادرة. وصرح الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر ان بوش أشاد، خلال اتصاله الهاتفي أمس، ب"الأفكار التي تقدم بها ولي العهد حول التطبيع الكامل للعلاقات الإسرائيلية - العربية عندما يتم التوصل إلى اتفاق سلام شامل". وأضاف: ان ما اعتبره الرئيس مشجعاً هو ان إعلان السعودية يبرز إرادة هذا البلد في مد اليد في اتجاه إسرائيل". الى ذلك، قررت القيادة الفلسطينية أمس في اجتماع طارئ عقدته برئاسة الرئيس ياسر عرفات في مقره في رام الله استئناف اللقاءات الامنية مع الجانب الاسرائيلي بمشاركة اميركية. وعقد اللقاء الأمني مساء أمس في تل أبيب.