بكين - رويترز - يرفع الستار عن الجلسة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني البرلمان الاسبوع الحالي، ليدور خلف الكواليس صراع بين كبار المسؤولين للفوز بمناصب عند تغيير قيادات الحزب الشيوعي الحاكم في وقت لاحق من هذا العام. ويبدأ أكبر ثلاثة قادة في الصين عامهم الاخير في السلطة مع بداية أعمال الجلسة السنوية للبرلمان غداً الثلثاء. ومن المقرر أن يترك الرئيس الصيني جيانغ زيمين ورئيس الوزراء جو رونغجي ورئيس البرلمان لي بنغ مناصبهم في الحزب الشيوعي في الخريف ومناصبهم الحكومية في الجلسة المقبلة للبرلمان في عام 2003. وعندما يجتمع 2987 من نواب البرلمان من كل انحاء البلاد، في قاعة الشعب الكبرى، لن يلقوا بالاً لما سيقوله الزعماء المسنون من فوق المنصة، بل يهتمون أ كثر بالقيل والقال والصراع بين خلفائهم. ويناقش الاجتماع علنًا، المهمات الضخمة الملقاة على عاتق زعماء الصين في المستقبل، مثل تأثيرات الانضمام الى منظمة التجارة العالمية ومكافحة الفساد وجهود تخفيف عبء الدين الذي يثقل كاهل الفلاحين. الا أن التركيز سيكون على الاستقرار والاستمرارية، وليس سياسات جديدة يمكن أن تعرض سمعة البلاد السياسية للخطر. وقال ونغ فانغ تانغ استاذ العلوم السياسية في جامعة بيتسبرغ: "سيهيمن تغيير القيادة على جدول الاعمال من الناحية السياسية. والمعنيون سيتوخون الحذر". ومن المقرر أن يتقاعد خمسة من أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي في المؤتمر العام للحزب هذا الخريف والذي يعقد كل خمسة أعوام. ولن يختار البرلمان القيادة الجديد للحزب ولكن سينتخب الذين سيشغلون المناصب الحكومية في العام المقبل. كما يمكن لكثر من أعضاء البرلمان شغل مقاعد في اللجنة المركزية الجديدة للحزب وتضم 235 عضوًا والمكتب السياسي ويضم 23 عضوًا. ويضم البرلمان 13 من محافظي الاقاليم وأمناء الحزب الجدد وكثر منهم مرشحون لمناصب في القيادة الجديدة. لذا فان المجلس الوطني لنواب الشعب يقدم فرصة مهمة للحرس الجديد لابراز أوراق اعتماده والحرس القديم لتدعيم ميراثه السياسي. وقال محللون إن جيانغ لن يلقي كلمة أمام البرلمان إلا أنه سيدعم في الاجتماعات المغلقة خطته لتحديث الحزب الشيوعي وسيحاول كسب التأييد لتلميذه سنغ شينغ هونغ رئيس إدارة التنظيم القوية في الحزب ليحتل مقعدًا في اللجنة الدائمة للحزب. خلافة جيانغ الا أن من المقرر أن يخلف جيانغ كرئيس للحزب ورئيس للبلاد نائبه هو جينتاو وهو شخصية غامضة يأتي في المرتبة الخامسة في تسلسل القيادة في الحزب. وقال شنغ لي خبير السياسة الصينية في جامعة هاميلتون في نيويورك: "بالطبع يمكن القولإن هو جينتاو سيكون رئيساً صوريًا بينما ستكون مقاليد السلطة الحقيقية في أيدي جيانغ زيمين وسنغ شينغ هونغ". وأضاف: "ولكن هذا مجرد تفسير واحد واعتقد أن علينا ألا نقلل من قدرة هو جينتاو وعلاقاته. اعتقد أن هناك اتفاقًا على اقتسام السلطة وليس صراعًا ضاريًا عليها". كما يحرص لي بنغ 73 عامًا على الحفاظ على نفوذه بعد التقاعد. ويعود ذلك الى رغبته في حماية أسرته بعد دعاوى الفساد التي أضرت به العام الماضي. كما ترددت إشاعات عن أن لي مسؤول عن أجهزة التصنت التي اكتشفت في طائرة الرئاسة التي يستخدمها جيانغ والتي اشترتها الصين من الولاياتالمتحدة، إلا أنه نفى أي علاقة له بالامر. ومن المحتمل أن يخلفه لي روي هوان رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني والذي يعتبر من السياسيين الليبراليين. وقال مصرفي كبير في بكين: "سيكون البرلمان أكثر إثارة للاهتمام تحت قيادة لي روي هوان العام المقبل. وعانى البرلمان من نكسات تحت قيادة لي بنغ. لم يحقق تقدمًا لجهة تحقيق استقلالية أكبر عن الحكومة". وقبل ستة أشهر من عقد مؤتمر الحزب فإن البرلمان لن يكون حاسمًا في اختيار القيادة الجديدة، ولكن سيقدم لمحات عن عملية الخلافة غير واضحة المعالم. وقال شنغ لي: "اعتقد أن حصول ون جيا باو وسنغ شينغ هونغ وهو جينتاو على عضوية اللجنة الدائمة المقبلة أمر مؤكد. وهناك علامات استفهام حول كل من عداهم".