بكين - اف ب - أعطت الصين صفة رسمية لانعطافتها العقائدية وبدأت مرحلة سياسية جديدة بعدما اقرّ الحزب الشيوعي الحاكم أهم تعديل على مستوى قيادة النظام منذ 13 عاماً، فبات ميثاق الحزب يقبل دخول الرأسماليين الى صفوفه. راجع ص 8 ويستعد جيل كامل من المسؤولين الصينيين، بمن فيهم الرئيس جيانغ زيمين، لمغادرة الحكم بعدما تخلى عن قيادة الحزب الشيوعي اثر مؤتمره السادس عشر. ولم يرد اسم الرئيس والامين العام للحزب الشيوعي جيانغ زيمين 76 عاماً في لائحة اعضاء اللجنة المركزية الجديدة للحزب التي انتخبها المندوبون المشاركون في المؤتمر الذي انهى اعماله امس. وتعتبر عضوية اللجنة المركزية المعبر الضروري للوصول الى المناصب العليا في الدولة. وستتم عملية التسلم والتسليم في قيادة الحزب اليوم الجمعة بعد انتخاب هو جينتاو 59 عاماً نائب الرئيس اميناً عاماً للحزب. ثم يقوم جيانغ بتسليم رئاسة الدولة الى هو في آذار مارس المقبل، بعد 13 عاماً من الحكم. وكما كان متوقعاً، لم يبق في قيادة الحزب من اعضاء اللجنة المركزية الحالية إلا هو جينتاو. اذ غادرها ايضاً رئيس البرلمان لي بينغ ورئيس الوزراء زهو رونجي كلاهما في ال 74 من العمر وثلاثة اعضاء آخرين في القيادة. ووفقاً للتقليد المتبع سيتخلى هؤلاء عن مناصبهم في الدولة والحكومة. ويعتبر هذا الانتقال من "الجيل الثالث" للقيادة الصينية التي صار افرادها في السبعين الى "الجيل الرابع" اي من هم في الستين، التغيير السياسي الاهم في الصين منذ 1989، والعملية الانتقالية الاولى الهادئة منذ تاسيس النظام الشيوعي في الصين في 1949. وتضم اللجنة المركزية 198 عضواً اصيلاً و158 عضواً رديفاً أصبح اكثر من نصفهم من الاعضاء الجدد. فيما هناك 180 من اصل 356 عضواً يدخلون اللجنة المركزية للمرة الاولى. ورأى جوزيف شينغ من جامعة هونغ كونغ ان "هذا التوافق على ضرورة نقل السلطة كلياً من جيل الى جيل هو أمر ممتاز". وسيعلن اليوم عن تشكيلة فريق القيادة الجديد بعد الجلسة العامة الاولى للجنة المركزية الجديدة، ومن خلالها سيعرف مدى النفوذ الذي سيحتفظ به جيانغ في السنوات المقبلة. كما ان احتفاظه او عدمه بمنصب قائد القوات المسلحة سيكون مؤشراً مهماً. ويقول جان بيار كابستان، وهو باحث فرنسي في هونغ كونغ، ان "التغييرات تبدو في صالح جيانغ زيمين الذي نجح في اجبار الآخرين على الانسحاب، ولا اظن أن هو جينتاو سيكون قادراً على اتخاذ مبادرات قبل عام او اثنين". وشهد اليوم الاخير من اعمال مؤتمر الحزب الشيوعي تعديلاً تاريخياً لميثاق الحزب يسمح رسمياً بدخول الرأسماليين اليه. فاستبدلت عبارة "الحزب الشيوعي الصيني هو طليعة الطبقة العاملة" بعبارة "الحزب هو طليعة الطبقة العاملة الصينية والشعب الصيني والامة الصينية". وذكرت "وكالة انباء الصين الجديدة" ان "المؤتمر وافق بالاجماع على ادراج فكرة "التمثيل الثلاثي" في الخطوط الموجهة للحزب الى جانب الماركسية اللينينية وفكر ماوتسي تونغ ونظرية دينغ هسياو بينغ". وجاء في الميثاق الجديد ان الحزب هو ايضاً "النواة القيادية للاشتراكية على النمط الصيني ويمثل متطلبات تطور القوى المنتجة المتقدمة". ويدخل هذا التعديل الذي اقرّه المؤتمر بالاجماع فكرة جيانغ زيمين عن "ثلاثية الصفة التمثيلية" الى الحزب ويفتح الباب بالتالي امام الطبقات الاجتماعية الناشئة ومنهم المقاولون للانضمام الى الحزب، لكن التعديل لم يقرنها باسم جيانغ، ما كان سيتيح له دخول التاريخ الى جانب ماو ودينغ اللذين يرد اسماهما في الميثاق.