تدخل المناورات السياسية الكبرى التي تهدف الى الاعداد للخلافة الحساسة للقادة الصينيين الحاليين مرحلتها الاخيرة خلال الاسبوع الجاري في الاجتماع الكبير غير الرسمي المخصص للاعداد لمؤتمر حاسم للحزب الشيوعي في الخريف. ويستعد المسؤولون الصينيون كما في كل سنة للتدفق على منتجع بيدايهي الساحلي على بعد 250 كليومترا عن بكين في الوقت الذي تتردد فيه شائعات قوية في العاصمة عن استمرار جيانغ زيمين على رأس الحزب. لكن الاجتماع الذي تحول منذ الخمسينات الى محطة لا يمكن تجاوزها في الاعداد للقرارات المهمة للنظام، يرتدي طابعا شديد الاهمية هذه السنة لانه يتصادف مع انعقاد المؤتمر السادس عشر للحزب الشيوعي الصيني وما يفترض ان يصدر عنه من اختيار القيادة السياسية المقبلة للحزب. ويقول المحلل السياسي جوزف شينغ من جامعة سيتي يونيفرسيتي في هونغ كونغ المسألة الاهم هذه السنة هي مسألة القيادة مشيرا الى ان المباحثات البالغة السرية في منتجع بيدايهي ستكون مناسبة لاخرالخيارات بالنسبة للقيادة الصينية المقبلة. وستكون الخيارات صعبة في ضوء ما يتردد من انباء في بكين حول عزم جيانغ زيمين الذي يبلغ السادسة والسبعين على الاحتفاظ بمنصبه كامين عام للحزب الشيوعي الصيني خلافا لما كان يفترض من تخليه عن مهامه لمصلحة نائب الرئيس هو جينتاو. وفي السيناريو الجديد فان هو جينتاو الذي يبلغ الثامنة والخمسين وغالبا ما يجري تقديمه على انه الخليفة المفترض لجيانغ سيكتفى بمنصب رئيس الجمهورية الذي سيشغر في مارس المقبل. من جهته قال دبلوماسي غربي يتابع الوضع السياسي الصيني عن كثب ان القرار النهائي لم يتخذ بعد وسيتم الامر في اجتماع بيدايهي انه موعد الاستحقاق للتسوية النهائية. وفي جميع الاحوال فان على المجتمعين في هذا المنتجع طوال اسبوعين ان يتفقوا على الصيغة النهائية لتقرير العمل الذي سيبدا تداوله نهاية اغسطس بين اربعة الاف مندوب مشاركين في المؤتمر قبل اقراره في جلسة موسعة للمؤتمر قد تعقد منتصف ايلول/سبتمبر وفق ما تقول مصادر دبلوماسية غربية. واستنادا الى سيناريو يعود لعام 1997 اعده جيانغ فان المسؤولين الاساسيين الثلاثة وبينهم جيانغ ورئيس الجمعية الوطنية لي بنغ ورئيس الوزراء زهو رونغجي يمكن ان يحالوا على التقاعد بداية عام 2003 لمصلحة الجيل الرابع الملتف حول هو جينتاو. لكن عمليات التعزيز المنتظمة منذ اكثر من عام لموقع جيانغ الذي يتعاظم شانه وتقديسه والذي ستدرج نظريته حول التمثيل الثلاثي في انظمة الحزب، خلطت الاوراق كما يبدو. وبمقتضى هذه النظرية لجيانغ التى يعترض عليها الجناح المحافظ فان الحزب الشيوعي يجب ان يمثل النخب الاقتصادية والثقافية وليس فقط الفلاحين والعمال كما كان الوضع سابقا. ويرى جان بيار كابستان مدير مركز الدراسات الفرنسي حول الصين ومركزه هونج كونج ان كل ذلك من شانه اعداد الراي العام بانه (جيانغ) لن يغادر المسرح نهائيا وسيبقى منظرا فوق اي معترك على غرار ماو تسي تونغ او دينغ هسيا وبينغ. لكن كابستان يرى بالمقابل انه من غير المرجح ان يحتفظ جيانغ بمنصبه على رأس الحزب خلافا لعدد اخر من الخبراء يعتقدون انه يشعر بان هناك تشجيعا تلقاه خلال الاشهر الماضية لكي يبقى حيث هو. ويلاحظ المحلل السياسي شينغ ان جيانغ كان ماهرا وذكيا مشيرا الى ان هو جينتاو ليس قادرا حاليا على التصدي لجيانغ او التحالف مع معارضين اخرين لبقائه في السلطة وبينهم لي رويهوان 68 عاما وووي جيانغكسينغ 71 عاما اللذان يحتلان على التوالي الموقعين الرابع والسادس في الهرمية الحالية.