واشنطن - رويترز - اعتبر نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز ان الولاياتالمتحدة ليست بحاجة الى أدلة تبرهن على ان الرئيس العراقي صدام حسين يستخدم أسلحة الدمار الشامل قبل اتخاذ اجراءات لوقفه، مبدياً تشككه في تمكن المفتشين الدوليين من القيام بمهمتهم في العراق اذا سمحت بغداد بعودتهم. وقال وولفويتز في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الخميس ان "ما قاله الرئيس بوش هو انه ليس بوسعنا الانتظار حتى تتوافر لدينا ادلة بأن شخصاً ما سيستخدم أسلحة الدمار الشامل ضد الولاياتالمتحدة وذلك قبل ان نفعل شيئا لمنعه". أضاف وولفويتز الذي أيد استهداف العراق في اطار توسيع حرب الولاياتالمتحدة على "الارهاب" لتشمل دولا اخرى غير افغانستان، ان الرئيس العراقي يمثل "مشكلة خطيرة للغاية" كان بوش قد اوضح ان الولاياتالمتحدة تعتزم حلها. وقال" "لا اعتقد انه قال ما هو هذا الحل، الا ان الانتظار الى الأبد ليس حلاً". وأعرب الرجل الثاني في البنتاغون عن تشككه في قدرة المفتشين الدوليين على القيام بمهمتهم اذا ما سمح لهم بالعودة الى العراق، وقال "سيواجهون مشاكل جمة لان صدام كانت لديه سنوات عدة امكنه خلالها اخفاء كل شيء". وغادر مفتشو الاسلحة العراق في كانون الاول ديسمبر عام 1998 عشية ضربات جوية اميركية وبريطانية لمعاقبة العراق على عدم تعاونه مع المفتشين. ولم يسمح العراق بعودة المفتشين، ويعكف الآن على اجراء محادثات مع الاممالمتحدة بشأن موضوع عودة المفتشين. وتقول وثائق حصلت عليها "رويترز" ان كوفي أنان الامين العام للامم المتحدة قدم لأعضاء مجلس الامن الخمسة عشر قائمة تتضمن 20 سؤالا سلمها له وزير الخارجية العراقي ناجي صبري اثناء لقائهما في السابع من هذا الشهر لبحث عودة مفتشي الاسلحة. وفي مقابلة منفصلة مع شبكة "بي بي اس" نفي وولفويتز تلميحات الى ان العنف بين اسرائيل والفلسطينيين قد اصبح عقبة تمنع واشنطن من اتخاذ اجراءات ضد العراق. من جهته، قال كينيث بولاك مدير شؤون الخليج في فريق مجلس الامن القومي الاميركي في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، ان كبار مساعدي بوش "مستمرون في الحديث عن أمور بصوت عال وصاخب، لكن الكلمات لا تزال غامضة". ووصف بوش صدام وبرامج اسلحته الكيماوية والبيولوجية والنووية المزعومة بانها "مشكلة" واكد ان "كل الخيارات مطروحة" لحلها. لكن بولاك الذي يعمل الآن محللاً في مجلس العلاقات الخارجية ويرحب بغزو اميركي للعراق والاطاحة بصدام قال ان كلمات بوش تتماشى مع سياسة للاحتواء "وليست اعلان حرب على صدام". واضاف" "ارى انه يتعين على الادارة ان تحدد سياستها وان تسمعها لنا". ويعتقد بولاك ان بدائل التحرك الاميركي ضد العراق "محدودة ان لم تكن غير موجودة الى ان تحصل الادارة على تأييد عربي اكبر مما لديها الآن" وان ذلك سيتطلب احراز تقدم لانهاء حلقة العنف المفرغة بين اسرائيل والفلسطينيين. والمسؤولون الاميركيون على رغم خطابهم المعادي لصدام، مستمرون في ادعاء انه ليست لديهم خطة محددة شاملة لإطاحة صدام وانه لا توجد اشارات الى تبلور اي خطة قريبا. وقال مسؤول اميركي: "انه يؤمل ان تؤدي صلصلة السيوف بدرجة ما الى دفع العراق للاذعان في ما يتعلق بتفتيش خبراء الاسلحة الدوليين وربما الى خلخلة شيء ما في العراق" بتشجيع المعارضة الداخلية لصدام. لكنه اضاف: "عليك في لحظة ما ان تصطاد سمكة او ان تهاجم ولا يعرف احد حقيقة متى تأتي هذه اللحظة. اعتقد انه يتعين التخطيط لكل نتيجة".