تعرضت القوات الاميركية لهجوم قرب مطار خوست فقتل ثلاثة مقاتلين افغان واصيب جندي اميركي برصاصة. وافيد ايضاً عن جرح ما لا يقل عن اربعة اميركيين اخرين في سقوط مروحية بسبب الغبار الكثيف. وتوقعت مصادر اميركية مطلعة تكثيف اعضاء "القاعدة" و"طالبان" الفارين هجماتهم لأن الطقس الربيعي يسمح بذلك، في حين اعتبرت مصادر اخرى ان الوضع الامني "تحت السيطرة". بغرام، واشنطن، موسكو - أ ف ب، رويترز، أ ب - قال مسؤولون افغان ان مقاتلي "القاعدة" و"طالبان" هاجموا قوات التحالف الدولي شرق افغانستان ليل اول من امس، ما ادى الى جرح جندي اميركي ومقتل ثلاثة جنود افغان متحالفين مع الاميركيين. واعلن الناطق العسكري الاميركي بريان هلفرتي خلال مؤتمر صحافي في قاعدة بغرام الجوية على بعد 60 كلم شمال كابول، ان "قوات التحالف في منطقة خوست تعرضت لهجوم شنه المتطرفون مستخدمين صواريخ وقذائف الهاون ورشاشات". وتابع الضابط الاميركي ان المقاتلين هاجموا معسكراً لقوات التحالف بالقرب من مطار خوست عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه، بعد منتصف الليل وقامت قوات الحلفاء بالرد، موضحاً ان تبادل اطلاق النار استمر ساعات عدة. وقال انه لم يتم اسر اي مقاتل من "القاعدة" او "طالبان". وقالت الادارة المركزية للعمليات الاميركية ان القوات الاميركية والافغانية المتحالفة معها طلبت دعم طائرات مقاتلة من طراز "آي- 130" وقاذفات من طراز "بي- 1". واوضح قائد محلي افغاني هو فضل مير ان الجنود الافغان قتلوا في غارة استهدفت نقطة تفتيش خارج القاعدة الجوية. وقال الناطق باسم القيادة المركزية فرانك ميريمان ان الجندي الاميركي اصيب برصاصة في رجله، ولكن اصابته لا تهدد حياته. والتزم المسؤولون الاميركيون الصمت ولم يعلن هيلفرتي عن عدد الجنود الاميركيين الموجودين في القاعدة، مكتفياً بالقول انه "لم يبلغ عن وقوع ضحايا". وكان التوتر في منطقة خوست يتزايد منذ بعض الوقت، فهذه المنطقة كانت معقل تدريبات "القاعدة" والانفصاليين الكشميريين. واعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان مروحية من طراز "ام اتش-53" تابعة للقوات الخاصة الاميركية حطت بحال مأسوية اول من امس، فانكسرت مؤخرتها. وادى الحادث الى اصابة ما لا يقل عن ثلاثة عسكريين بجروح طفيفة بين عناصر الطاقم. واوضح مسؤول في "البنتاغون" فضل عدم كشف هويته ان الحادث وقع بالقرب من تارين كوت بسبب الغبار الكثيف. لكن شبكة "سي ان ان" نقلت عن مسؤول عسكري آخر قوله ان اربعة جنود على الاقل اصيبوا في هبوط الطائرة. هجمات متوقعة ومن جهة اخرى، اعلن قائد عملية "اناكوندا" الجنرال فرانك هاغينبك ان قوات التحالف الدولي يمكن ان تتوقع تكثيفاً للهجمات التي يشنها مقاتلو "القاعدة" و"طالبان" في الاشهر المقبلة باعتبار ان الطقس سيتحسن. واضاف هاغينبك :"انه الفصل المناسب لشن حملة. نتوقع تكثيفاً لأنشطة العدو". وفي المقابل، قال قائد العمليات العسكرية في افغانستان الجنرال تومي فرانكس ان قوات التحالف تسيطر على الوضع الامني في شكل جيد. وبعد زيارة الى افغانستان، توجه فرانكس الى موسكو حيث عقد مؤتمراً صحافياً قال فيه: "بينما تزداد الخلافات الداخلية في افغانستان، نرى في الوقت نفسه جهوداً تبذل للتعاون معنا". كذلك اثنى فرانكس على جهود "المجتمع الدولي الهادفة الى توفير الامن في المستقبل القريب لأكثر من 26 مليون شخص يعيشون هناك". واكد الممثل الخاص للامم المتحدة في افغانستان، الاخضر الابراهيمي، ان المخاوف المتصلة بالامن تراجعت في كابول منذ تولي الحكومة الانتقالية السلطة في 22 كانون الاول ديسمبر الماضي، مبدياً مع ذلك مخاوف حول مصير السكان البشتون في الشمال. وقال الابراهيمي خلال مؤتمر صحافي ان "المخاوف المرتبطة بالامن تتراجع" منذ تنصيب الحكومة الانتقالية، مضيفاً ان "هناك شعوراً متنامياً بالامن، وليس متناقصاً". الا انه اعرب عن بالغ قلقه ازاء المعلومات التي تحدثت عن سوء معاملة السكان البشتون في شمال البلاد منذ سقوط نظام "طالبان". وشهدت مزار الشريف كبرى مدن الشمال اعنف المواجهات الدامية خلال سنوات الحرب ما يدفع الى الخشية من حدوث اعمال انتقام تنفذها اقليتا الطاجيك والاوزبك ضد عناصر من البشتون، وهي المجموعة التي كانت مسيطرة في عهد "طالبان". ولا يزال التوتر يسود العلاقات بين البشتون الذين يشكلون حوالى 40 في المئة من سكان افغانستان ويعيشون في الجنوب والغرب. وقال الابراهيمي ان "الانباء التي تنقلها وسائل الاعلام في شأن سوء معاملة بعض المجموعات في الشمال مثيرة جداً للقلق"، مؤكداً مع ذلك ان الحكومة الانتقالية تعمل جاهدة لوضع حد لهذه التجاوزات.