أعلن الرئيس العراقي صدام حسين ان بلاده قد لا تستطيع ان تمنع هجوماً اميركياً عليها لكنها قادرة على مقاومته والحاق هزيمة بالولاياتالمتحدة، في حين واصل موفدون عراقيون جولاتهم في الدول العربية لحشد التأييد للعراق في مواجهة التهديدات الاميركية. بغداد، ابوظبي، الدوحة - أ ف ب، رويترز - اكد الرئيس العراقي صدام حسين ان بامكانه هزيمة الولاياتالمتحدة اذا ما هاجمت بلاده، وقال لدى استقباله نائبة رئيس جمهورية فيتنام نغوين ثي بنه مساء السبت "قد لا نستطيع منع العدوان الاميركي ولكننا نستطيع بإذن الله ان نقاومه" والادارة الاميركية "ستمنى بالهزيمة اذا ما قامت بالعدوان على شعب العراق". واضاف "مع كثرة الاعداء ستمنى بالهزيمة، وكلما زادت مساحة الباطل في سياستها وعدوانيتها ومنهج الشر فيها قربت هزيمتها في كل الميادين على مستوى الكرة الارضية ككل". واعتبر ان بامكان الولاياتالمتحدة الحاق الاذى بالشعب العراقي من خلال صواريخها الموجهة "لكنها غير قادرة على احباط عزيمتهم" وقال "في حقيقتهم يكذبون في ما يقولون ... فهم لا يريدون احترام القانون الدولي وانما يريدون ان يفرضوا ارادتهم على العالم تحت غطاء القانون الدولي". وانتقد ازدواجية السياسة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط وانحيازها الى اسرائيل، وقال "ندعو الجميع لاحترام القانون الدولي وان تقاس الامور بمقياس واحد وبمكيال واحد. ان اميركا تكذب وتستخدم مكيالين ... لذلك حان الوقت لكي تحترم القانون الدولي". مضيفاً ان العراق سيحترم واشنطن ومجلس الامن اذا ضغطا على اسرائيل "كي تنسحب من مرتفعات الجولان السورية واجزاء من لبنان وفلسطين" بالطريقة نفسها التي استخدمت مع العراق لتنفيذ قرارات الاممالمتحدة. وختم بالقول "بما ان الدول العظمى لا تستطيع ان تقول لاميركا: عليكم احترام القانون الدولي. فقد جاء الوقت لأناس او دول صغيرة مثل العراق، وهو دولة صغيرة بالمقارنة باميركا، ومثل دول العالم الثالث ان يقولوا ان على اميركا تطبيق القانون الدولي واحترامه لكي يكون من حقها ان تقول للناس أجمعين احترموا القانون الدولي". من جهته، اكد رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني العراقي سالم الكبيسي ان بلاده تريد من الحوار مع الامين العام للامم المتحدة بحث كل المشاغل وليس اقتصار البحث على موضوع واحد هو عودة المفتشين. واوضح ان "موضوع المفتشين الدوليين بالنسبة للعراق هو موضوع واحد من جملة مواضيع ومشاغل اخرى، منها رفع الحصار ووقف العدوان اليومي في الشمال والجنوب وتفعيل الفقرة 14 من القرار 687". وتنص هذه الفقرة على جعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل، ويطالب العراق بان تطبق على كل الدول في المنطقة بما فيها اسرائيل. وقال الكبيسي ان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني جاء الى المنطقة "للتمهيد لعدوان مسلح على العراق قد تشارك فيه دول أخرى، لكن هذه الزيارة خائبة ولم تحقق نتائجها كما يبدو لنا من المعلومات المتوافرة لدينا". وتابع يقول "يتضح من البيانات والتصريحات التي صدرت ان أياً من الدول العربية التي زارها تشيني لم تستجب لطلبات اميركا الصهيونية". وكرر طلب العراق من القمة العربية التي تنعقد في بيروت أواخر الشهر الحالي "الارتقاء في مناقشاتها وفي قراراتها الى مستوى التحديات التي تواجه الامة العربية في ظل ظروف معقدة تستهدف الامن القومي العربي برمته". واضاف "على القمة العربية وعلى القادة ان يكونوا بهذا المستوى ونطالب بصدور قرار صريح عن القمة برفض اي عدوان على العراق وادانته، بل نطالب بان يعتبر الاعتداء على العراق عدواناً على الامة العربية انطلاقاً من المصالح القومية المشتركة". والى ابوظبي، وصل نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزة ابراهيم السبت بعد ساعات من المباحثات التي اجراها نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني مع المسؤولين الاماراتيين واستمع خلالها الى رفضهم توجيه ضربة عسكرية الى العراق. وكان ابراهيم زار كلاً من الاردن وسوريا ولبنان ومصر ناقلاً الى قادتها رسائل من الرئيس صدام في اطار حملة ديبلوماسية لحشد التأييد العربي للعراق في مواجهة التهديدات الاميركية. كذلك توجه نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز امس الاول في جولة مماثلة يزور خلالها عدداً من دول شمال افريقيا. وقال مصدر ديبلوماسي في الدوحة انه ينتظر وصول ابراهيم الى العاصمة القطرية اليوم للقاء المسؤولين فيها.