أكدت بغداد امس ان التهديدات الاميركية بتوجيه ضربة عسكرية الى العراق لا تخيفها، مواصلة في الوقت نفسه انتقاد جولة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني والموفد الاميركي الخاص انطوني زيني في المنطقة وقالت انهما "وجهان لعدوان اميركي واحد". بغداد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلن الرئيس العراقي صدام حسين لدى استقباله وفداً من المكتب السياسي ل"الحزب الثوري الكردستاني" الموالي لبغداد "لقد صار بلدكم بمستوى لا تخيفه التهديدات". وقال إنه لا يؤيد في الوقت الحاضر إجراء حوار مع الاكراد في شمال العراق الخارج عن سيطرة بغداد "لكي لا يتوهم أحد بأن هذه القيادة قد تتحدث عن الحوار تحت تأثير التهديدات الخائبة التي تطلق من هنا وهناك". وأكد صدام حسين للوفد الكردي ان "هذا النظام نظامكم، وما عداه لا يستطيع ان يحقق كل ما تتمنون، فالمخلص للكرد اخلاصاً حقيقياً يجب ان يعتبر ان المتكأ والسند الاساس له هو قيادته في بغداد وليس الاجنبي". ودانت صحف العراق امس جولتي تشيني وزيني في المنطقة، وقالت صحيفة "الجمهورية" ان الجولتين "شريرتان خائبتان تهدفان الى مخطط معادٍ واحد وتسعيان لتحقيق مهمة واحدة خائبة، هي ضرب العراق والمقاومة الفلسطينية وتشكلان وجهين لعملية اميركية عدوانية واحدة". ورأت الصحيفة ان "اميركا والكيان الصهيوني حالة واحدة مثلما هو العراقوفلسطين حالة واحدة"، مؤكدة ان "استهداف العراق هو استهداف لفلسطين ولاقطار الامة كلها وللشعب العربي كله". ورأت "ضرورة مواجهة هذا المسعى الاميركي التآمري الشرير الساخر بالازدراء والرفض العلني من جميع العرب انظمة وجماهير، خصوصا انهم باتوا على درجة عالية من الوعي بمخاطر هذا التحرك الاميركي الشرير والمفضوح". ودعت العرب الى "اجهاض التحرك الاميركي المريب"، مشددة على اهمية "ارتقاء القمة العربية المقبلة بقراراتها الى مستوى الاستجابة لنبض الشارع العربي والقوى الشعبية العربية المطالبة بنصرة العراق ... والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني". من جهتها، كتبت صحيفة "العراق" ان جولة تشيني "تدخل في نطاق لعبة اميركية جديدة ... مركزها في واشنطن وتنفذ على اكثر من مسرح وهدفها واحد". ورأت ان "التدخل الاميركي في فلسطين يهدف الى تجميد الاوضاع او تهدئتها" بينما ترسل واشنطن تشيني "ليبحث مع بعض الرسميين العرب مشروع واشنطن العدواني في سلسلة الحروب التي بدأتها في افغانستان". واضافت الصحيفة ان "اللعبة الاميركية بهذه الطريقة ليست لها فرصة ... والعرب لا سيما الحكام منهم يدركون الاخطار الجسيمة والمدمرة التي يمكن ان يؤدي اليها اعطاء ضوء أخضر لأي مغامرات عسكرية اميركية ضد أي قطر عربي". وأكدت ان "محاولة تسكين الاجواء في فلسطين من اجل تهيئة المسرح القادم في قطر عربي محكوم عليها بالفشل"، مؤكدة ان "النار اذا اشتعلت ستنتشر ولن يكون بمقدور احد منع امتدادها او اطفاؤها بالسهولة التي اندلعت بها". وفي واشنطن، قال متحدث اميركي ان الولاياتالمتحدة احتجت على العراق الاسبوع الماضي لتجاهله الرد على استفسارات عن مصير طيار اميركي اسقطت طائرته فوق العراق في بداية حرب الخليج عام 1991. واثارت الولاياتالمتحدة مسألة مصير اللفتانت كوماندر مايكل سكوت سبيتشر خلال اجتماع عقد الجمعة الماضي في جنيف للجنة ثلاثية ضمت ممثلي العراق واللجنة الدولية للصليب الاحمر والدول المتحالفة في حرب الخليج بقيادة الولاياتالمتحدة. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر في بيان "ابرز الوفد الاميركي برئاسة السفير لدى الكويت ريتشارد جونز ان العراق يتهرب من مسؤولية الرد على الكثير من الاستفسارات التي لم تحسم بشأن مصير الكوماندر سبيتشر". وفي كانون الثاني يناير عام 2001، وبناء على ادلة تشير الى امكان نجاة سبيتشر من حادث تحطم طائرته نقلت البحرية الاميركية اسمه من قائمة "قتلى في القتال" الى قائمة "مفقودين في القتال". وصرح باوتشر بان الادارة الاميركية طلبت من العراق تفسيراً لما حدث للطيار الاميركي لكن بغداد لم ترد. وقال مسؤول اميركي ان هذه المسألة اثيرت في كل اجتماع للجنة منذ كانون الثاني عام 2001 وهي لجنة تنعقد كل ثلاثة اشهر. وفي موسكو، حذر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف امس من ان العمل العسكري لحل قضية العراق سيزيد الامور سوءاً، وقال في مؤتمر صحافي ان "موقف روسيا معروف جيدا. نحن نؤيد بقوة تسوية سلمية على اساس قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة على اساس القانون الدولي". واضاف: "نعتقد ان الدول كافة، خصوصا اعضاء مجلس الامن، يجب ان تلتزم بقوة بالقرارات التي تبنتها أعلى هيئة في الاممالمتحدة، ونعتقد ان اي سيناريو عسكري سيعقد الوضع على الاقل ويجعل التوصل الى حل للمشكلة العراقية اكثر صعوبة". وذكر ايفانوف ان روسيا ملتزمة بموقفها الساعي لاقناع العراق بالسماح بعودة مفتشي الاسلحة الدوليين للتأكد من عدم امتلاكه اسلحة دمار شامل.