سعى وزير الداخلية الجزائري السيد يزيد زرهوني الذي زار المغرب أمس وقابل الملك محمد السادس، إلى "تعزيز الثقة" بين البلدين والتي اهتزت أخيراً بفعل أزمة الصحراء الغربية. ويعطي استقبال العاهل المغربي للوزير الجزائري، أهمية كبيرة للزيارة التي قال عنها الأخير تهدف إلى معالجة "المشكلات العالقة" بين البلدين، خصوصاً قضية فتح الحدود والتعاون الأمني. استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس وزير الداخلية الجزائري السيد يزيد زرهوني، في القصر الملكي في أغادير على الساحل الأطلسي. ووصف زرهوني زيارته بأنها تهدف إلى معاودة تعزيز الثقة والحوار، في إشارة إلى خلافات البلدين، خصوصاً اغلاق الحدود البرية منذ صيف 1994، ومسائل التعاون الأمني في مناطق الحدود وقضية الصحراء. وتكتمت المصادر عن مضمون المحادثات، لكن زرهوني صرح لدى وصوله إلى مطار الرباط - سلا، بأنه سيبحث في المشكلات العالقة "ان كانت هناك مشكلات". وأجرى الوزير الجزائري جولة أولى من المحادثات في المطار مع نظيره المغربي السيد ادريس جطو، قبل أن ينتقلا على متن طائرة مغربية إلى أغادير. وذكرت المصادر أن الوزيرين أجريا جولة ثانية من المحادثات في مقر ولاية اغادير. وأكدت اوساط ديبلوماسية ل"الحياة" ان وساطات عربية وأوروبية تحركت أخيراً للحؤول دون تزايد تدهور العلاقات المغربية - الجزائرية. وجاءت زيارة زرهوني للمغرب في مقدم نتائجها، بعدما ترددت أنباء عن ارجاء الزيارة التي تقررت خلال زيارة جطو للجزائر قبل الأزمة الراهنة. ويعتقد بأن زرهوني يسعى إلى ضمان مشاركة الملك محمد السادس في القمة المغاربية المقررة في الجزائر صيف العام الجاري. وفي الجزائر، حرصت أوساط رسمية على تأكيد أن زيارة زرهوني للرباط جرى الإتفاق عليها في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وتاليا "لا صلة مباشرة لها بتوتر العلاقة بين البلدين". ولم تستبعد ان يكون زرهوني نقل رسالة من الرئيس الجزائري إلى الملك محمد السادس تتناول الوضع في المنطقة، وهو دأب على مثل هذه الخطوة كلما عرفت العلاقة بين البلدين نوعا من التوتر. ويعتقد مصدر قريب الى الحكومة أن تمسك الجزائر بهذه الزيارة في موعدها، بعد إلغاء تلك التي كان من المقرر ان يقوم بها وزير التجارة الجزائري السيد عبد الحميد طمار يعد "إشارة كافية إلى الرغبة الجدية في تنقية الأجواء بعيدا عن ملف الصحراء الغربية"، معتبرا "ان توتر العلاقات أو إنسداد قنوات الحوار لا يخدم مصلحة أي بلد". إلى ذلك نوه المجلس الاستشاري الصحراوي،، بموقف الجزائر الثابت من "قضايا التحرر والسلم فى العالم رغم تغير الاحوال و الظروف و المستمد من مثل ثورتها التحريرية المجيدة". وقال في رسالة الى بوتفليقة أن الجزائر ظلت حليفا وفيا على الدوام لكل القضايا العادلة فى العالم وما نضالها الطويل فى سبيل نصرة شعب جنوب افريقيا والشعب العربى الفلسطينى والشعب الصحراوي".