واشنطن، موسكو - أ ف ب - أظهرت مقتطفات من وثيقة حول السياسية النووية الاميركية نشرت أول من أمس في واشنطن ان الولاياتالمتحدة قد تتوقف عن احترام قرار تجميد التجارب النووية لتتمكن من انتاج جيل جديد من اسلحة مضادة للتحصينات، فيما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف أمس ان جولة ثالثة من المفاوضات الروسية - الاميركية بهدف التوصل الى اتفاق لخفض الاسلحة الاستراتيجية ستعقد في جنيف في 21 الشهر الجاري و22 منه. وتثير الوثيقة التي تشير ايضاً الى احتمال تنفيذ هجمات نووية اميركية ضد دول تسعى الى تطوير اسلحة الدمار الشامل، جدلاً واسعاً منذ اسبوع في الصحف الاميركية وبين مسؤولين اميركيين. وجاء في الوثيقة التي حصل عليها مركز الابحاث والتحليل "غلوبال سكيوريتي.اورغ" في واشنطن ونشرها على موقعه عبر شبكة انترنت "ان الولاياتالمتحدة تحاول تطوير ترسانتها من دون اجراء تجارب نووية جديدة لكنها لن تتمكن من المحافظة على هذا الموقف الى الابد". وأشار واضعو الدراسة الى وجود مشكلات في الترسانة الاميركية عائدة خصوصاً الى التلف او عيوب في الصنع. وأضافت الدراسة التي قدمتها وزارة الدفاع الى الكونغرس في كانون الثاني يناير الماضي ان "صعوبة تقويم القدرات النووية بموضوعية ستزداد من دون اجراء تجارب". وتلتزم الولاياتالمتحدة شأنها شأن بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين قراراً يقضي بتجميد التجارب النووية منذ عام 1992. وأجرت الهند وباكستان عام 1998 تجارب نووية فدخلتا تالياً "نادي" الدول النووية. ويرى العسكريون الاميركيون ضرورة تطوير جيل جديد من الاسلحة النووية للتمكن من تدمير منشآت مقامة تحت سطح الارض. وتشير وكالة استخبارات الدفاع دي اي ايه الى وجود اكثر من 10 آلاف منشأة من هذا النوع حالياً في 70 بلداً قد يكون 1400 منها يستخدم لاخفاء اسلحة دمار شامل ومنصات اطلاق صواريخ باليستية وكذلك مراكز قيادة استراتيجية. وتفيد الوثيقة ان "الولاياتالمتحدة لا تملك حالياً الوسائل الملائمة لمواجهة هذه المنشآت". من جهة أخرى، نقلت وكالة "انترفاكس" للانباء عن وزير الدفاع الروسي في الطائرة التي اقلته من واشنطن الى موسكو ان قمة الرئيسين الاميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين بين 23 ايار مايو و26 منه في روسيا قد يتخللها توقيع بيان مشترك حول المسائل الامنية. وقام الوزير الروسي بزيارة رسمية الى الولاياتالمتحدة في اطار التحضير لقمة الرئيسين اللذين سيوقعان في هذه المناسبة اتفاقاً لخفض الترسانتين الاستراتيجيتين الروسية والاميركية. وأوضح ايفانوف ان الوفدين الروسي والاميركي تبادلا اثناء الجولة الثانية من المفاوضات مشاريع اتفاق حول خفض الترسانتين. ولفت الى "استمرار وجود خلافات بين موسكووواشنطن حول نص الاتفاق المقبل ... لكنني لا اقول اننا في مأزق". وتتعلق نقطة الخلاف الرئيسة بمصير الرؤوس النووية التي سحبت من الترسانة والتي تأمل واشنطن في ان تحتفظ بجزء منها. وفيما اعربت موسكو عن تأييدها لخفض "لا رجوع عنه". تريد واشنطن تخزين "رؤوس نووية فضلاً عن ناقلات هذه الرؤوس".