أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن معارضته "لهيمنة قوة واحدة" في العلاقات الدولية ومكافحة الارهاب منتقداً في شكل ضمني الولاياتالمتحدة. وقال ان موسكو لا تؤيد انفراد "مركز واحد للقوة" باصدار القرارات الدولية، ورفض عملياً الاقتراحات الأميركية باعتماد "اتفاق جنتلمان" لخفض السلاح النووي مشدداً على ضرورة توقيع اتفاق "على أساس قانوني". وقال بوتين لدى استلامه أوراق اعتماد عدد من السفراء الاجانب أمس ان العالم في حاجة الى نظام للعلاقات الدولية "يقوم على قوة القانون واحترام مصالح كل دولة ويضمن الأمن المتكافئ" للجميع. وفي عبارة وصفت بأنها "اعتراض خافت" على خطاب بوش، اعتبر الرئيس الروسي ان "اي نموذج يقوم على هيمنة تنطلق من مركز واحد للقوة ليست له آفاق". وأضاف ان مواجهة الارهاب الدولي وانتشار اسلحة الدمار الشامل وغيرها تقتضي "قرارات متفقاً عليها توحد قدرات الأسرة الدولية". وناقش بوتين مع وزير دفاعه سيرغي ايفانوف التوازن الاستراتيجي ووضع القوات المسلحة، وشدد على توقيع اتفاق يلزم واشنطن بنزع الاسلحة. وأوضح ان الاتفاق حول خفض الترسانتين النوويتين الروسية والاميركية يجب ان يكون "ملزماً ولا رجعة فيه ويتيح مراقبة نزع الاسلحة"، في رفض واضح للاقتراحات الاميركية بالوصول الى "اتفاق جنتلمان" غير موثق. واختتمت في واشنطن مفاوضات روسية أميركية أعلن اثرها نائب وزير الخارجية الروسي غيورغي محمدوف انه قدم اقتراحات الى نظيره الأميركي جون بوتون تدعو الى خفض عدد الرؤوس النووية الى 1700 2200 خلال عشر سنوات. وبموجب معاهدة "ستارت 2" يملك كل من الطرفين حالياً نحو ستة آلاف رأس نووي. واقترحت الولاياتالمتحدة ان يقوم كل طرف ب"نزع" نحو أربعة آلاف رأس عن الصواريخ الحاملة على ان يكون له الحق في تخزينها. وأكد محمدوف ان روسيا ترفض هذا العرض وتطالب باتلاف الرؤوس حتى لا توضع مجدداً على صواريخ. وستجرى جولة ثانية من المفاوضات في موسكو في 19 شباط فبراير لاستكمال هذا الملف قبل وصول الرئيس بوش الى العاصمة الروسية بعد شهرين. الا ان المراقبين يعتقدون ان هذه القمة التي كان متوقعاً ان تكرس "العلاقات الجديدة" قد تخيب آمال الروس الذين أملوا في "شراكة" او حتى تحالف مع الولاياتالمتحدة، وقدموا لهذا الغرض تنازلات كثيرة بينها الدعم اللوجستي للعمليات الاميركية في افغانستان والانسحاب من القاعدة البحرية في فيتنام ومركز التجسس في كوبا، والموافقة على إقامة مرتكزات للقوات الأميركية في آسيا الوسطى. وفي سياق ابداء "النية الحسنة" واصلت روسيا تقليص قواتها المسلحة، وذكر وزير الدفاع امس ان ما يربو على 100 الف عنصر تم تسريحهم عام 2001، وبذا اصبح التعداد الاجمالي للقوات البرية والبحرية والجوية الروسية 1.274 مليون عنصر اضافة الى 865 الف مدني.