يعتزم القائمون على معرض "مجموعة التوحيد" للصور واللوحات الزيتية الخاصة بتراث السعودية وآثارها نقل المعرض الذي سبق ان اقيم في جدة ويقام حالياً في الرياض، مستقبلاً الى عدد من المدن الاوروبية والأميركية. ويشير طارق علي رضا الذي يملك مع الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود محتويات المعرض من لوحات زيتية وصور فوتوغرافية الى انهما يفكران جدياً في الانتقال بالمعرض الى كل من لندن وروما وبعض العواصم الاوروبية الأخرى، وخصوصاً ان الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا ابدى موافقته على افتتاح المعرض حال اقامته في العاصمة البريطانية، مع الاشارة الى ان فكرة نقله تعود الى النجاح الذي حققه عندما اقيم في بيروت وباريس قبل عامين. ويرغب منظما المعرض في نقله الى المدن الاجنبية اطلاع الآخرين على تاريخ السعودية ومعالمها الحضارية كما جسدتها المعروضات الفنية التي رسمها الرسام الأميركي الراحل غيرهارت ليبمان ومجموعة من الصور الفوتوغرافية التي التقطها المصور البرازيلي امبرتو داسلفيرا. ويواصل المعرض حالياً عروضه في العاصمة السعودية بعدما افتتح الشهر الماضي لمناسبة مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في السعودية. وتعود فكرة المعرض لأكثر من 20 عاماً عندما شاهد الأمير فيصل في جنيف، اثناء حضوره أحد المعارض الفنية، عدداً من اللوحات الفنية عن السعودية وعندما سأل عن رسامها قيل له انه أميركي مقيم في نيويورك يدعى غيرهارت ليبمان الذي كان دخل السعودية من طريق اليمن وتجول في المناطق الغربية من الحدود وافتتن بجمال الهندسة المعمارية التي تجلت في الكثير من مباني المنطقة ومساجدها الاثرية. ثم دعا الأمير فيصل الرسام الأميركي لزيارة السعودية لاكمال ما بدأه فتوالت زياراته للسعودية التي اثمرت في ما بعد اكثر من خمسين لوحة يمكن وصفها بأنها سجل دقيق للاماكن والمباني الاثرية المنتشرة في مختلفة المناطق السعودية. ويلحظ زوار المعرض ان الرسام الأميركي كان كثير الاهتمام في لوحاته بالخطوط المعمارية التي حرص على ابرازها كونه في الاصل مهندساً معمارياً، إضافة الى كونه رساماً. وتبرز بين اللوحات السبع والخمسين التي يضمها المعرض لوحة استلهم ليبمان فكرتها من صورة التقطها الكابتن وليام شكسبير لطلائع جيش الملك عبدالعزيز وهي تعبر الصحراء على ظهور الجمال، ويكمن جمال اللوحة في مقدرتها على الايحاء للمشاهد بأنه ينظر الى جيش كبير ترى العين اوله ولا ترى آخره. كما ان ليبمان واثناء تجوله في المناطق السعودية رسم الكثير من المناطق مثل جزيرة فرسان النائية ومدينة صبيا التي تتميز بجبالها الخضر وعسير والدرعية وجدة والطائف الامر الذي اضفى على المعرض صفة التنوع والشمولية.