تواصلا مع احتفالات السعودية بمرور مئة عام على تأسيسها شهدت مدينتا الرياضوجدة معرضين للتصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي يعبران عن ملحمة توحيد السعودية وملامح الحياة فيها في فترة الملك عبدالعزيز. ففي مدينة جدة وبالتحديد في بيت نصيف الذي شيد في القرن الثالث عشر الهجري وهو المكان الذي نزل فيه الملك عبدالعزيز عند دخوله جدة عام 1925م، افتتح امير منطقة مكةالمكرمة الامير ماجد بن عبدالعزيز معرضاً للوحات زيتيتة وصور فوتوغرافية اقامته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. واللوحات الزيتيتة كان رسمها الفنان البلجيكي جيرهارت ليبمان، والصور التقطها الايطالي امبيرتو ديسلفيرا. فمنذ ثمانية عشر عاماً قام ليبمان بزيارة للعديد من الاماكن السعودية ورسمها في لوحاته ثم اقتفى اثاره سيلفيرا الذي صوّر المواقع التي سبق وأن زارها ليبمان قبل تلك الأعوام. يقول الامير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وكيل الحرس الوطني في المنطقة الغربية - راعية المعرض - "من الضروري ان يعرف المواطن السعودي ويفهم اهمية تراثنا المجيد وسوف نتعلم الكثير من ماضينا، وهذه المباني والمعالم هى النافذة المطلة على الماضي واذا لم نوفق في حفظها لأجيالنا المقبلة فسنكون كمن اضاع كنز لا يقدر بثمن من المستحيل تعويضه". يضم المعرض لوحات للملك عبدالعزيز، والملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي وهو يؤدي العرضة والامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران. ويضم المعرض لوحات تحكي مسيرة توحيد السعودية مثل لوحة المسيرة التي رسمها ليبمان من صورة لطلائع جيش الملك عبدالعزيز وهي تعبر الصحراء في طريقها لاسترداد الرياض. وتتناول اللوحات عدداً من المواقع التاريخية والدينية السعودية كالحرمين الشريفين، وحصن المصمك الذي انطلقت منه مسيرة توحيد السعودية، والدرعية التي شهدت ميلاد الدولة السعودية الاولى والثانية. وقصر الخرج الذي بناه الملك عبدالعزيز، وحصن تاروت الذي يعود الى فترة ما بين الالفية الثالثة والاولى قبل الميلاد. وتنقل بعض اللوحات مشاهد لمنازل وقصور قديمة في مناطق الخرج والقصيم وعسير والجبيل والجوف وحائل ونجران، الى جانب لوحات لمخيمات البدو وسباق الهجن والمساجد القديمة كمسجد عمر في دومة الجندل، ومسجد الرضوان في حيف الخزامى الذي اسس قبل اكثر من أربعمائة عام. ومسجد على بن ابي طالب الذي يعود الى العصور الاسلامية الاولى، ومسجد ابراهيم في الهفوف الذي بنى عام 1534 م. وفي الرياض افتتح الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض معرض البعثة الهولندية 1880 - 1950 الذي اقامته دارة الملك عبدالعزيز والسفارة الهولندية في السعودية. فمنذ نحو خمسة وسبعين عاماً حمل السيد دانيال فان درمويلن الهولندي حقائبه وكاميرته وسافر من هولندا الى جدة كقنصل لهولندا في السعودية. واستطاع دانيال الذي عمل في السعودية من عام 1924 الى عام 1931 والتى الملك عبدالعزيز عام 1926 وعاد مرة اخرى الى جدة عام 1945 ان يلتقط العديد من الصور للجزيرة العربية وقد اصبحت اليوم تمثل سجلاً كاملاً ومادة غنية تساعد في التعرف على جوانب كثيرة من تاريخ السعودية بشكل يسهم في خدمة الباحثين. والمعرض ينقلنا الى "عصر لم نعرفه وزمن لم نحياه"، كما يقول أحد الحاضرين. فمن خلال ستين صورة تعرّف الحاضرون على الكثير من معالم الرياض القديمة، اذ ضم المعرض صوراً لمدينة الرياض التقطت من سطح قصر الملك عبدالعزيز، وصور للملك عبدالعزيز مع اولاده عام 1944 على سطح قصره، واخرى لمنازل الامراء بجوار قصر المربع في الرياض التقطت عام 1945. ولأن تاريخ البعثة الهولندية في السعودية يعود الى عام 1614 فقد ضم المعرض صوراً اخرى لمصورين هولنديين لموسم حج عام 1889 وتصور الصلاة حول الكعبة ، وصوراً اخرى لأسواق جدةوالرياض ومبانيهما واسواقهما وبعض المظاهر الاجتماعية، إضافة الى صور لزيارة الاميرين سعود وفيصل الملكين بعد ذلك الى هولندا عامي 1926، 1935. وأوضح سفير هولندا في السعودية يان جيه واينبرغ ان الذكرى المئوية للسعودية تبدو مناسبة جديرة بالاحتفال بالعلاقات الراسخة العريقة بين السعودية وهولندا. ووصف واينبرغ المعرض بقوله "انني لأشعر ان هذه المجموعة من الصور الفريدة تمثل بشكل رائع الروابط الثنائية الممتازة بين بلدينا وتعبّر عن عظيم تقديرنا للسعودية بهذه المناسبة البارزة، مناسبة الذكرى المئوية". وكأن هولندا ارادت ان تهنىء السعودية على طريقتها الخاصة بإهدائها ستين لوحة بدلاً من الزهور التي تشتهر بها.