ما برحت المملكة العربية السعودية تشارك في نشاطات بيروت منذ إعلانها "عاصمة ثقافية للعالم العربي للعام 1999". لكن "معرض التوحيد" الذي افتتحه أمس وكيل الحرس الوطني في القطاع الغربي الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد ووزير الثقافة والتعليم العالي محمد يوسف بيضون، في قصر الأونيسكو، ليس احتفاء ببيروت فحسب بل وبالذكرى المئوية لمسيرة البناء والتوحيد التي أسسها المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود. والمعرض الذي تبنّته "مكتبة الملك عبدالعزيز العامة" في الرياض وبدعم من الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، يتضمن خمسين لوحة وخمسين صورة، للفنان العالمي غيرهارت ليبمان والمصوّر البرازيلي أمبرتو ديسلفيرا، وقد صوّر المواقع التي رسمها ليبمان من قبل. ومجموعة اللوحات الكلاسيكية الزيتية، تلقي الضوء على أماكن كثيرة في مختلف أرجاء المملكة، مصوّرة طبيعتها ومساجدها ومآذنها وبيوتها وشوارعها وناسها وقلاعها ونخيلها وإبلها وسواها من الأمور التي تحكي تاريخ المملكة وحياة ناسها وفرسانها، وكذلك ملوكها الذين خصصت لهم في المعرض قاعة علقت فيها لوحات وصور للملك عبدالعزيز والملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد إضافة الى ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الدفاع الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وبعدما جال الأمير فيصل والوزير بيضون وشخصيات كثيرة شاركت في الإفتتاح، على أنحاء المعرض واستمعوا الى شرح تفصيلي من الأمير الى موضوع اللوحات، تحدث وزير الثقافة اللبناني فأثنى على مساعدة المملكة في نشاطات بيروت عاصمة ثقافية، وبخاصة في معرض يعرّف الجمهور اللبناني الى تطور المملكة التي اصبحت داعماً للعرب جميعاً. اما الأمير فيصل فأوضح ان اللوحات تعرض للمرة الأولى خارج المملكة، في بيروت لتعريف اللبنانيين بتراثها وتمهيداً للعام المقبل الذي ستكون فيه الرياض عاصمة ثقافية للعالم العربي. وأشار الى ان اللوحات تخلّد ذكرى "التوحيد" ومفاهيمها "من خلال اللوحة والصورة والحقيقة والخيال، بلغة جديدة يتحدث بها الفن المعماري المميز بجزيرة العرب عن حضارتها من شمالها الى جنوبها ومن غربها الى شرقها". وأضاف "ان مسيرة التوحيد جمعت حضارات وعادات وطبيعة ومفاهيم مختلفة تحت شريعة الله وراية التوحيد وسيف العدل لنبني مملكتنا العربية السعودية موحدة وآمنة ومستقرة".