وافقت بريطانيا والولايات المتحدة على شرط وضعته تركيا لتسلم قيادة القوة الدولية في كابول، وهو عدم توسيع نطاق عمل هذه القوة الى خارج كابول، وذلك بعد رفض المانيا الاضطلاع بهذه المهمة بعد انتهاء فترة تولي البريطانيين لها. ويحبط ذلك تطلعات رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي الذي فشل خلال زيارته برلين في اقناع الالمان بالتراجع عن رفضهم قيادة القوة، كما فشل في اقناعهم بتأييد توسيع انتشارها. ابلغ الموفد الاميركي الخاص الى افغانستان جيمس دوبنز الصحافيين في انقرة امس، ان التحالف الدولي وافق على اعطاء تركيا "الضمانات" التي تطلبها لقيادة القوة الدولية في كابول. وجاء ذلك في ختام اجتماع في انقرة دام خمس ساعات وحضره ديبلوماسيون وعسكريون اتراك واميركيون وبريطانيون. واوضح مسؤول بريطاني ان الاتراك رفضوا توسيع نطاق عمل القوة الى خارج كابول. الى ذلك، قال السفير البريطاني لدى افغانستان ديفيد ريداواي:"نود ان تضطلع تركيا بهذا الدور. فنحن واثقون من انها ستنجح". ولم يعلق ريداواي على الاقتراحات القائلة ان حلف شمال الاطلسي سينخرط في القوة، خصوصاً بعدما ترددت معلومات عن معارضة فرنسا للفكرة، لأنها لا تريد اعطاء الحلف صفة شمولية. ولكنه اضاف :"المحادثات بين الدول المشاركة في القوة مستمرة، ونحن واثقون من انها ستتابع عملها باشراف تركيا". وفي الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الخارجية في انقرة، جرت محادثات ترمي الى تحديد مهمات القوات التركية في افغانستان ومسؤولياتها بعد تسلم تركيا القيادة. وطلبت انقرة التي تعاني مشكلات اقتصادية منذ عام تقريباً، دعماً مادياً من حلف شمال الاطلسي يخولها تنفيذ مهمتها. واصرت على عدم تحميل وحداتها اي مهمات قتالية مباشرة، كما انها طالبت بريطانيا التي تترأس القوات الدولية في الوقت الحالي ان تترك لها اجهزتها التقنية المتطورة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس، ان مجلس الأمن سيبحث في مسألة تمديد فترة تفويض القوة الدولية في كابول، مشيراً الى ان المحادثات لا تزال جارية في شأن توسيع نطاق عمل القوة ليشمل مناطق اخرى خارج كابول. المانيا وأكد المستشار الألماني غيرهارد شرويدر استعداد حكومته لتمديد فترة مشاركتها في قوة الحماية الدولية في افغانستان، وقال إثر اجتماعه امس مع ضيفه رئىس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي: "اذا رغبت الأممالمتحدة بذلك فمن الممكن التحدث معنا في هذا الموضوع". لكن المستشار الالماني كرر تشاؤمه في امكان توسيع نطاق عمل القوة الدولية لتشمل مدناً ومناطق خارج كابول وضواحيها، مشيراً الى "ان المانيا غير قادرة على تحمل متطلبات هذا الامر". وشدد شرويدر على استعداد بلاده تقديم مساعدات طويلة الأمد الى افغانستان لمساعدتها على اعادة بناء ما خربته الحروب والنزاعات فيها. وقال كارزاي في المؤتمر الصحافي الذي اعقب الاجتماع: "تمارس المانيا عملياً القيادة التكتيكية للقوة الدولية في كابول". وأظهر للمرة الاولى تفهماً لدوافع برلين عدم تسلم قيادة القوة الدولية من البريطانيين، قائلاً رداً على سؤال في هذا الصدد: "انها مسألة يقررها الالمان وحدهم". وجدد كارزاي مساعدة ألمانيا وعرض الامر على وزير الخارجية يوشكا فيشر الذي عقد اجتماعاً ليلياً معه. وفي المؤتمر الصحافي الذي ضمهما على الاثر، رد وزير الخارجية يوشكا فيشر على طلب كارزاي المتكرر بوضوح كامل قائلاً: "ان الجيش الالماني المشارك في الحملة الجارية ضد الارهاب وفي تنفيذ الالتزامات الملقاة على عاتقه في البلقان، وصل الى الحد الاقصى من امكاناته، لذا يفضل ان يقتصر عمله داخل القوة الدولية". وعن توسيع مهمة القوة الى خارج العاصمة، اكتفى فيشر بالقول باقتضاب "ان هذا الامر يقرره مجلس الأمن الدولي". وأكد فيشر ان بلاده مستعدة لتقديم مساعدات الى افغانستان على مدى طويل وعلى كل المستويات للمساهمة في اعادة اعمارها. وبعد اجتماع عقده كارزاي مع وزيرة التعاون الاقتصادي والانماء هايديماري فيتشوريك تسويل، اكدت الوزيرة ان حكومتها تريد مساعدة كابول لانجاح عقد المجلس التأسيسي التقليدي لويا جيركا الذي سيتمثل فيه 1500 عضو عن كل الفئات الافغانية، ويقوم بانتخاب حكومة اصيلة بحسب ما ينص عليه الاتفاق التاريخي الموقع في بون. وانتقد وزير اعادة البناء الافغاني امين فرهانغ الوصول المتقطع للمساعدات الى بلاده. وقال لاذاعة "دويتشلاند فونك" انه بسبب البيروقراطية الموجودة في عدد من الدول المانحة لا تستطيع حكومته البدء بالمشاريع المهمة الموعودة. واجتمع رئىس الحكومة الافغانية الموقتة في برلين امس مع كل من رئىس الدولة يوهانس راو ورئىس البرلمان فولفغانغ تيرزه ووزير الدفاع رودولف شاربينغ. وادرج كارزاي ايضاً على جدول اعماله لقاء ابناء الجالية الافغانية لاقناعهم بحمل خبراتهم الى افغانستان للمساعدة في ورشة اعادة اعمار بلادهم. باكستان ومن جهة اخرى، قال الرئيس الباكستاني برويز مشرّف الذي يزور اليابان حالياً في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي ان أهم عامل هو مواصلة القوة الدولية عملها حتى تصبح أفغانستان مستقرة سياسياً. وأكد مشرف على ضرورة أن تمنح الاولوية في مهمة القوة لتحقيق منجزات ملموسة في أفغانستان وليس لوضع حد زمني لعمل تلك القوات.