علن كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ان الاجتماع عقد امس في القدس الغربية وضمه ورئيس المجلس التشريعي احمد قريع ابو العلاء الى وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز "لم يسفر للاسف عن اي نتائج"، فيما علمت "الحياة" ان الاجتماع هدف الى اسقاط خطة "تينيت" والمبادرة السعودية لمصلحة وثيقة "ابو العلاء - بيريز". وجاء الاجتماع في وقت احتل الجيش الاسرائيلي مدينة قلقيلية ومخيم الدهيشة قرب بيت لحم واعتقل مئات الفلسطينيين، ونفذ عمليتي توغل في غزة، فيما بلغت حصيلة الشهداء خمسة فلسطينيين. في غضون ذلك، منعت سلطات الاحتلال العمال الفلسطينيين من التوجه الى اماكن عملهم في المستوطنات ومنطقة "ايريز" في قطاع غزة حتى اشعار آخر. قال وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه ل"الحياة" ان اللقاء الذي جرى في القدس الغربية بين وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو العلاء وكبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات، هدف الى اقناع الجانب الفلسطيني ب"اسقاط خطة تينيت والتخلي عن المبادرة السعودية والقبول بما يعرف بتفاهم ابو علاء-بيريز الذي رفضه الفلسطينيون". واوضح ان بيريز يحاول "تطويق" مهمة المبعوث الاميركي الجنرال انتوني زيني، وتعطيل مفعول المواقف الاميركية الاخيرة المتمثلة بدعم المبادرة السعودية، والمطالبة بالتنفيذ الفوري لخطة "تينيت"، ووقف العمليات العسكرية الاسرائيلية المتواصلة على الاراضي الفلسطينية ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والرئيس ياسر عرفات. وزاد ان الحكومة الاسرائيلية تحاول الالتفاف على الموقف الاميركي القاضي بالتنفيذ الفوري لخطة "تينيت" بما في ذلك امكان نشر مراقبين اميركيين للتحقق من تنفيذ الطرفين التزاماتهما. ووصف عبد ربه قرار رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون السماح للرئيس ياسر عرفات ب"التنقل داخل الاراضي الفلسطينية" بانه "سخيف ولا يستحق التعليق عليه"، وقال ان المطلوب فك الحصار عن الشعب الفلسطيني باكمله. وقال ان لا نية لعرفات للانتقال من رام الله الان، علما ان اسرائيل دمرت مروحيات عرفات وقصفت مهبط طائراته في بيت لحم وغزة. وكثف المسؤولون الاسرائيليون امس اتصالاتهم الديبلوماسية التي شددوا فيها على نية الحكومة الاسرائيلية انجاح مهمة زيني بعد ان ارسلوا اشارة في هذا الخصوص في البيان الذي اصدره شارون في خصوص السماح لعرفات بالتنقل داخل الاراضي الفلسطينية رغم علم شارون والمؤسسة الحاكمة في اسرائيل ان عرفات والفلسطينيين لا يستطيعون الخروج من رام الله. وفي هذا السياق، اجرى وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر مع الرئيس حسني مبارك، فيما اجرى بيريز اتصالا مماثلا مع مسؤول شؤون الامن والخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لتأكيد نيات الحكومة الاسرائيلية بذل الجهود لانجاح مهمة زيني. في غضون ذلك، اكد مسؤولون في اجهزة الامن الفلسطينية ان قوات اسرائيلية ترافقها حوالى 50 دبابة وسيارة مدرعة وجرافات احتلت ليل الاحد - الاثنين مدينة قلقيلية المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني التي دخلتها من الشمال والشرق والغرب، وفرضت فيها حظرا للتجول وفتشت منازلها بيتا بيتا. ونفذت العملية بعد 24 ساعة من انسحابها من طولكرم والمخيم التابع لها الى الشمال من قلقيلية، بعد احتلال دام ثلاثة أيام واعتقال 600 شاب. وقتل فلسطينيان اثناء عملية اقتحام قلقيلية، اذ اكدت مصادر طبية فلسطينية ان عاطف عبد العال 22 عاما، العنصر في "القوة 17" قتل في قصف مروحيتين مبنى يضم وحدة تابعة ل"القوة 17". وقتل يوسف الاقرع 22 عاما، وهو مدني اصيب منزله بصاروخ اسرائيلي. واعلن ناطق عسكري اسرائيلي ان "هذه العملية تهدف الى اعتقال ارهابيين ومصادرة اسلحة"، وهو التبرير نفسه الذي قدم في شأن احتلال مخيم الدهيشة وقبله طولكرم ومخيمها. الى ذلك، انهى الجيش الاسرائيلي صباح امس احتلاله الكامل لمخيم الدهيشة وفرض حظر التجول واعتقل 600 من سكان المخيم، مؤكدا ان الجنود عثروا على متفجرات في احد مباني المخيم. وافاد شهود ان نحو مئة فلسطيني اخرين من قرية ارطاس المجاورة نقلوا في ظروف مشابهة الى المستودع نفسه. وفي بيت جالا، هدم الجيش منزلا قال ناطق عسكري انه تم العثور فيه على كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات. قنبلة في مدرسة اما في بيت لحم، فأعلن مسؤولون في الامن الفلسطيني العثور على قنبلة مخبأة في صندوق من الكرتون امس في مدرسة للفتيات في قرية زعترة. وقرب الخليل، قتل شاب فلسطيني في السابعة عشرة واصيب اثنان اخران برصاص جنود اسرائيليين. واكد مصدر امني ان ايمن مهنا قتل واصيب رفيقاه اثناء عبورهم الشارع الرئيسي في قرية بيت أمر عندما استهدفتهم دورية اسرائيلية. الى ذلك، افادت مصادر امنية فلسطينية ان ستة فلسطينيين متهمين بالتعاون مع اسرائيل فروا من احد سجون نابلس السبت خلال غارة اسرائيلية هدمت جزءاً من مبنى السجن. وكان ينتظر تنفيذ الاعدام بثلاثة من الفارين الستة بعد ادانتهم بتهمة مساعدة الجيش على اغتيال مسؤول كبير في طولكرم من "التنظيم" التابع ل"فتح". وكان الفار الرابع دين بالتواطؤ مع الجيش في اغتيال احد ناشطي "حماس" صلاح دروزه في تموز يوليو الماضي. اما الفار الخامس فكان يمضي عقوبة بالسجن 15 عاما فيما كان السادس في انتظار المحاكمة. وفر الستة باتجاه حاجز للجيش في نابلس حيث نقلوا الى اسرائيل. غزة وفي غزة، توغلت وحدات من الجيش أكثر من كيلومتر في مخيم البريج، واطلقت نيران الرشاشات الثقيلة باتجاة موقع لقوات الامن الوطني قامت باحتلاله، ما ادى الى مقتل يحيى ابو اسعيّد ورجرح ثلاثة آخرين. واكد مصدر امني فلسطيني مسؤول ان الجيش قتل في ساعة متقدمة من ليل الاحد - الاثنين شابا قرب مستوطنة نتساريم جنوبغزة تم اكتشاف جثمانه صباحا. وقال مصدر طبي ان الشاب الذي لم تعرف هويته "اصيب بعيار ناري في الصدر وترك ينزف لساعات حتى وفاته". واضاف ان الجيش منع سيارة اسعاف من التوجه لنقل الجثة حيث اضطر المواطنون لنقلها على عربة لمسافة طويلة. ونفذ الجيش ايضا عملية توغل ليل الاحد في بيت حانون شمال قطاع غزة وسط اطلاق نيران الرشاشات الثقيلة. وقتل مجهولون سامي الهركلي 37 عاما من غزة يعتقد انه "متعاون" مع اجهزة الامن الاسرائيلية. وقالت مصادر محلية ان الهركلي متهم بمساعدة الاحتلال على اغتيال عدد من ناشطي "فتح" ابان الانتفاضة.
