أعلنت القيادة الاميركية في شكل مفاجئ امس، سحب 400 من قواتها المشاركة في عملية "اناكوندا" في شرق افغانستان، في حين ظهرت توترات عرقية بين القادة البشتون المحليين في ولاية باكتيا والقوات الطاجيكية التي أرسلتها وزارة الدفاع الى الولاية لمساعدة الاميركيين. ونقل موقع "النداء" الذي يذيع بيانات تنظيم "القاعدة" عن أحد المسؤولين في التنظيم ان هناك استعدادات لمهاجمة القاعدة الاميركية في قندهار، مشيراً الى ان استراتيجية المقاتلين المناهضين للولايات المتحدة "لا تقوم على البقاء في مكان واحد لئلا يتيحوا للطائرات الاميركية قصفهم" راجع ص 8. في الوقت ذاته، نفت الحكومة الايرانية اعتقال أي إيراني في أفغانستان، رداً على معلومات عن اعتقال جنرال في "الحرس الثوري" وتسليمه الى القوات الاميركية، مع عدد آخر من الايرانيين، فيما اتهم الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الادارة الاميركية بممارسة "سياسة الترهيب الدولي"، بعد نشر بعض التفاصيل عن مشروع أميركي للتصدي نووياً لسبع دول بينها إيران. وأشاد الرئيس الإيراني محمد خاتمي بالشعب الأميركي "العظيم"، معرباً عن أمله بأن يقوم هذا الشعب ب"إدانة سياسة الادارة الاميركية الداعية الى الحرب". وقال إن بلاده "لن تقع في شراك دعاة الحرب". وفي تطور لافت سعى وزير الخارجية الأميركي كولن باول الى التقليل من اهمية ما نشر عن الاستعدادات النووية لبلاده، وقال: "يجب الا نفكر في ان الولاياتالمتحدة تستعد لاستخدام السلاح النووي في الأحوال الطارئة في مستقبل قريب. هذه ليست الحال". عملية "اناكوندا" وبدا امس ان عراقيل تعترض العملية العسكرية ضد فلول "القاعدة" و"طالبان" في جبال عرما شرق افغانستان، اذ توقفت هجمات التحالف الدولي هناك منذ ليل اول من امس، فيما اعلن الناطق العسكري باسم التحالف الميجر بريان هيلفرتي سحب 400 عنصر اميركي من المنطقة، بهدف "اعادة ترتيب المواقع". وسرت اشاعات في المنطقة مفادها ان مقاتلي "القاعدة" قتلوا 13 جندياً اميركياً اسروا في محيط منطقة شاهي كوت التي تشكل مدخلاً الى جبال عرما. القوات الطاجيكية ووقع 11 من كبار القادة البشتون في ولاية باكتيا والمناطق المجاورة، عريضة طالبوا فيها رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي بسحب القوات الطاجيكية التي ارسلتها وزارة الدفاع الافغانية الى معاقلهم لمساعدة الاميركيين. واوضح القائد البشتوني محمد اسماعيل في مؤتمر صحافي ان القادة المحليين يتخوفون من ان تصبح لقوات تحالف الشمال حقوق في المنطقة في حال مشاركتها في المعارك، مؤكداً وجوب ترك اهل باكتيا يحلون المشكلة بأنفسهم. وقال اسماعيل رداً على سؤال عما اذا كان الاميركيون وافقوا على ضرورة عودة التعزيزات العسكرية لوزارة الدفاع من حيث أتت: "الاميركيون لا يتدخلون في الشؤون الداخلية لبلدنا، انهم يشجعون على نشاطات مناهضة للقاعدة. لكنهم لا يحتلونا وهم ليسوا رؤساءنا، انها مسألة تحسمها حكومتنا".