خيمت على الوضع في كابول أمس، أجواء انقسامات وخلافات، أهمها في شأن نشر القوة المتعددة الجنسيات لحفظ الامن، واستمرار الغارات الاميركية على بعض المناطق، إضافة الى التصريحات المتضاربة عن مكان وجود أسامة بن لادن. وفي غضون ذلك أبلغت مصادر أميركية "الحياة" في واشنطن أن التحضيرات جارية على قدم وساق لحشد قوات أفغانية مناهضة ل"طالبان" معززة بوحدات خاصة أميركية، لشن هجمات تحت غطاء جوي كثيف، على مخبأ زعيم الحركة الملا محمد عمر في منطقة بغران الجبلية عند الطرف الشمالي لولاية هلمند شمال شرقي قندهار. الى ذلك، أكد أصوليون مصريون أن مسؤول التزوير في تنظيم "القاعدة" عبد القادر محمود محمد السيد قُتل أخيراً جراء قصف أميركي لجبال نجران في افغانستان، واشاروا الى أن أفراد أسرته موجودون في مدينة مشهد الايرانية. راجع ص 3 وعلى صعيد آخر، أبلغت مصادر ديبلوماسية في إسلام آباد "الحياة" أمس، أن مسؤولين في مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي أف بي آي طلبوا من نظرائهم الباكستانيين التحضير لنقل نحو 150 أسيرًا من "القاعدة" و"طالبان" معتقلين في أفغانستان الى سجون باكستانية. وأوحى الطلب، بحسب المصادر نفسها، بأن الاميركيين غير مستعدين حاليًا لنقل كل الاسرى الى قاعدة خليج غوانتانامو الكوبية، في وقت يجدون تعاونًا من الاستخبارات الباكستانية في التحقيق مع أسرى "القاعدة" المعتقلين في باكستان. وفي غضون ذلك، أفاد قادمون من شرق أفغانستان الى باكستان أمس، أن الاستياء والخوف يسودان مناطق البشتون بسبب استمرار الغارات الاميركية. وتحدثوا عن انقسام في أوساط الحكومة الافغانية في هذا الشأن، ما وضع رئيس الحكومة حميد كارزاي في موقف حرج. ولعل الدليل الابرز على ذلك، تصريحات صدرت عن وزير شؤون الحدود البشتوني آمان الله زدران المحسوب على كارزاي، أكد فيها أنه "لا يمكن القبض على بن لادن إلا بدوريات أجنبية من قوات حفظ السلام على الارض". وشكك زدران في نشاط القوات الباكستانية على الحدود بين البلدين، مطالباً بنشر قوات دولية للتصدي لما وصفه وزير الداخلية يونس قانوني "مساندة" الاستخبارات الباكستانية لبن لادن. وفي المقابل، أكدت مصادر وزير الدفاع الجنرال محمد فهيم أن الغارات الاميركية ستستمر الى حين القضاء على آخر فلول "القاعدة" في أفغانستان، فيما لم يستبعد وزير الخارجية عبدالله عبدالله أن بن لادن لا يزال موجوداً في أفغانستان، مؤكدًا على ضرورة استمرار الغارات. وقالت مصادر أفغانية ل"الحياة" إن التلميح الى أن بن لادن لا يزال في أفغانستان، واستمرار القصف على ولايات شرقية، يرقى الى اتهام القبائل البشتونية في المناطق المستهدفة بتوفير الملاذ الى زعيم "القاعدة" ورجاله، الامر الذي لم يعد مقبولاً بالنسبة الى تلك القبائل. ولوحظ أن محمد هابيل الناطق باسم وزير الدفاع الأفغاني قال إن "بعض الاقاليم الشرقية في ولاية باكتيا لم تنظف تمامًا من عناصر القاعدة وطالبان لذا فإن عمليات القصف والهجمات البرية التى نقوم بها ستستمر حتى يزالوا نهائيًا". وتواصلت الغارات الأميركية على هذه الولاية باكتيا مستهدفة خصوصاً قرية شيخان التي تعتقد القوات الأميركية أن قادة "القاعدة" لجأوا إليها. القوة الدولية وفي وقت بدأت القوات البريطانية والأفغانية تسيير دوريات أمنية مشتركة في شوارع كابول، أعلن مسؤول افغاني أن محادثات جرت مساء أمس، بين ممثلين عن الحكومة الانتقالية وعسكريين بريطانيين، انتهت من دون التوقيع على اتفاق حول نشر القوة المتعددة الجنسيات في المدينة. وأبلغ فريدون سكرتير وزير الداخلية الافغاني يونس قانوني وكالة "فرانس برس" أن "المحادثات انتهت، ولا اتفاق، لا يوجد شيء للتوقيع عليه". وفي الوقت نفسه، قال ناطق باسم قيادة الجيش الالماني إن مغادرة طليعة القوات التي ستشارك في القوة الدولية إلى كابول أجلت الى ليلة رأس السنة. وأوضح أن سبب هذا التأخير يعود إلى وجود "مشكلات أمنية في مطار بغرام شمال وفي العاصمة الافغانية". وعلى صعيد اللاجئين، قال مسؤول في الأممالمتحدة إن المنظمة الدولية قلصت وأخرت خطة لإعادة آلاف اللاجئين في شمال أفغانستان إلى منازلهم في بغرام شمال كابول، بسبب مشكلات في إيصال المساعدات الى هناك، إضافة الى أن المنطقة لا تزال مملوءة بالألغام.