تحت شعار "الاحتلال يقتلنا جميعاً"، تنظم حركات إسلامية ويسارية، يهودية وفلسطينية، في إسرائيل، تظاهرة في مدينة تل أبيب غداً، يتوقع أن تكون الأكبر لجهة المشاركة التي تشهدها المدينة منذ اندلاع الانتفاضة. وأعلن المنظمون أن المتظاهرين سيحملون أعلاماً سوداء حداداً على أرواح الذين سقطوا منذ أيلول سبتمبر... و"للتذكير بالأعلام السوداء التي ترفرف فوق الأوامر غير القانونية التي يتلقاها جنود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة". كما سترفع في التظاهرة لافتات تندد بالجرائم الفظيعة التي ترتكبها حكومة ارييل شارون وتحذر من أن استمرار الاحتلال سيغرق الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، في أنهر من الدماء، كما ستدعو الحكومة الإسرائيلية إلى الكف عن عمليات التصفية ضد الكوادر الفلسطينية وإلى رفع الحصار والاغلاق عن الشعب الفلسطيني، وستقول: "كفى للاحتلال... كفى للصمت... من يسكت فهو شريك في الجريمة، ومن لا يرفع صوته يتحمل مسؤولية الدمار المتبادل"، كما جاء في الدعوة إلى المشاركة في التظاهرة. وقالت الوزيرة السابقة شولميت الموني، التي ستلقي كلمة في التظاهرة، إن الوقت حان لتستيقظ قوى اليسار في إسرائيل وتسمع صرختها ضد ممارسات الاحتلال. ودعت الإسرائيليين إلى "إدراك الأعمال البربرية التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية. نحن المسؤولون عن الوضع الراهن وليس الفلسطينيون، لأننا نحن من يحتلهم وليس العكس". وعزت سبب السبات الذي غط فيه المعسكر منذ اندلاع الانتفاضة إلى "خشيته من العمليات الانتحارية وغسل دماغنا بوجوب تكاتفنا والحذر من انشقاق صفنا ومن حق الفلسطينيين أن يقاوموا في سبيل حريتهم". إلى ذلك، شرعت حركة "السلام الآن" و"تحالف السلام" مساء أمس في حملة إعلامية واسعة تتخللها تظاهرات رفع شعارات في مفترقات الطرق الرئيسية في إسرائيل تحت عنوان "لنخرج من المناطق". ويشارك في الحملة عدد من حمائم حزب "العمل" ونواب حركة "ميرتس" اليسارية إلى جانب رجال فكر معروفين وغيرهم من الناشطين في معسكر السلام. وقالت المديرة العامة لحركة "السلام الآن" موريا شلوموت إن شعار "لنخرج من المناطق" يستجيب للاحساس الآخذ بالاتساع في المجتمع الإسرائيلي بأن بالبقاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة "يقضي على الدولة اليهودية الصهيونية الديموقراطية"، لافتة إلى أن "جريمة هدم المنازل في رفح قبل أسابيع ثم اغتيال ناشط فتح رائد الكرمي أحدثا تحولاً في الرأي العام الإسرائيلي الذي بدأ بعضه يدرك أن الحل العسكري ليس حلاً، وان حكومة شارون هي المسؤولة عن الأوضاع المتردية التي نعيشها الآن". وفي سياق متصل، تضاعف عدد ضباط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي الرافضين الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة أربع مرات. ويتوقع أن ينشر المبادرون إلى "رسالة الضباط" إعلاناً اليوم يتضمن أسماء 150 ضابطاً وجندي احتياط انضموا إلى الضباط ال52 الذين وقعوا على الرسالة الأولى قبل أسبوعين، على رغم تهديدات رئيس أركان الجيش الجنرال شؤول موفاز بمعاقبة الضباط الرافضين وارغامهم على الخدمة في أماكن أخرى من خلال تحقيرهم والاساءة إلى سمعتهم. وكانت مصادر صحافية أكدت أن قيادة الجيش قررت اقصاء 48 من الموقعين على الرسالة عن مناصبهم. وأحدث انضمام نجل أحد كبار الضباط في تاريخ الجيش، نحاميا تماري قُتل في تحطم طائرة عسكرية عام 1994 إلى الموقعين ضجة كبيرة. وقال الشاب، ويدعى يوفال ويخدم في سلاح الجو، إنه قرر الانضمام إلى رسالة الضباط على رغم عدم استدعائه للخدمة في المناطق الفلسطينية، لأنه يعتقد منذ سنوات بوجوب انهاء الاحتلال وانسحاب الجيش من هذه المناطق. يذكر أن الرافضين نددوا في رسالتهم بممارسات الاحتلال القمعية من تجويع وحصار وتعذيب. وقالوا إن السلام الذي تسعى إليه إسرائيل هو سلام المستوطنين "أما نحن فنعلم ان السلام لن يتحقق إلا بتفكيك المستوطنات".